بات رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، يشعر أنه دخل إلى آخر دائرة ستحسم مصيره السياسي، مع اقتراب موعد صدور تقرير لجنة فحص مجريات الحرب على لبنان، "لجنة فينوغراد"، الذي كان من المفترض أن يصدر حتى نهاية الشهر الجاري، ولكن الآن يجري الحديث عن بضعة أشهر، وسط غياب واضح لتحركات هذه اللجنة عن وسائل الإعلام الإسرائيلية، مما يزيد من مستوى التكهنات حول شكل هذا التقرير، الذي سيكون له الكلمة الأخيرة في حسم مصير أولمرت.
بقلم: روني سوفر *
عرض مؤخراً النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية، حاييم رامون، بصورة رسمية وجهة نظره السياسية التي عبر فيها عن تأييده لتقسيم القدس وإحالة السيادة على الأماكن المقدسة فيها إلى نظام خاص. وقد صاغ رامون رؤيته هذه في رسالة وجهها إلى رجل الأعمال الإسرائيلي وعضو حزب "كديما"، نير بركات.
يبدو أن اللغط الواسع والشديد الذي قام مؤخراً في إسرائيل، وخاصة في أوساط الطبقة السياسية الحاكمة، حول ما وصف في تقارير صحافية على أنه "استعداد يحظى بتأييد متزايد" في صفوف وزراء الحكومة للتوصل إلى "تسوية معينة" في موضوع القدس، سيوظف على الأرجح، وهذا ما عودتنا عليه ألاعيب السياسة والدبلوماسية الإسرائيلية، في خدمة أكثر من هدف وغاية، ليس أقلهما التهرب من متطلبات عملية السلام وشروط التوصل إلى اتفاق جدي مع الجانب الفلسطيني.
الشراكة بين إسرائيل وناتو
يعتبر ناتو وإسرائيل شريكين طبيعيين وحليفين إستراتيجيين لمشاطرتهما ذات القيم من الديمقراطية والحرية وهما يواجهان ذات التهديدات والرغبة في حماية نمط حياتنا المشترك لكلينا.
تعتبر الحضارة الغربية والمجتمع الأطلسي، اللذان يدافع حلف الأطلسي عنهما، البيئة الطبيعية لإسرائيل. لذلك فإن كون إسرائيل الدولة المتوسطية الأولى التي وقعت على اتفاقية الشراكة في مشروع تعاون فردي مع ناتو لم يكن بمثابة مفاجأة.
الصفحة 23 من 98