المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • وثائق وتقارير
  • 1161

38 نائبا جديدا * 12 نائبا عربيا ثلاثة منهم في حزبين صهيونيين * 32 يهوديا شرقيا فقط من أصل 108 نواب يهود رغم أن نسبة الشرقيين في المجتمع 50% وأكثر * 4 نواب من أصل 18 نائبًا يحملون شهادة دكتوراة هم عرب * 16 إمرأة فقط من أصل 120 نائبا وهذا من أدنى المعدلات في العالم الغربي 

 

افتتحت يوم الاثنين، السابع عشر من نيسان/ ابريل، الولاية الجديدة للبرلمان الإسرائيلي، بعد الانتخابات التي جرت في نهاية الشهر الماضي، إلا ان أعمال الدورة البرلمانية الصيفية ستبدأ في الثامن من الشهر القادم، أيار/ مايو.

وحسب الوتيرة الجارية في السنوات الأخيرة، فإن هذه الولاية لا تختلف عن سابقاتها، إذ أن ثلث النواب المنتخبين هم نواب جدد يدخلون الى الكنيست لأول مرة، وبلغ عددهم 38 نائبا، من أصل 120 نائبا، من بينهم سبعة نواب جدد يشكلون كتلة نيابية جديدة، كتلة المتقاعدين، وهو أمر نادر في تاريخ الانتخابات البرلمانية، إذ ان أية كتلة نيابية تنتخب لأول مرّة ترتكز عادة على عدد من النواب السابقين.

وأول مسألة يلتفت إليها المراقبون في هذه الولاية هي نوعية النواب الجدد والمنتخبين ككل، بعد ان ضربت الولاية السابقة رقما قياسيا بالفساد والأعمال الجنائية للنواب، غالبيتهم من كتلة الليكود السابقة، الذين اتهم بعضهم بالسرقة او بالتصويت مرتين في الهيئة العامة للكنيست، وتهريب سجائر ومشروبات في المطار، وتزييف شهادات جامعية، ودفع رشاوى وغيرها.

ووصل الأمر الى درجة فتح 24 ملف تحقيق جنائي في الشرطة الإسرائيلية، ووصل عدد منها الى تقديم لوائح اتهام، وإدانة ثلاثة نواب، هم عومري شارون ابن اريئيل، بتهمة تفعيل جمعيات كقنوات لدر الأموال للحملات الانتخابية لوالده، وحكم عليه بالسجن تسعة أشهر، في انتظار الاستئناف، ونعومي بلومنطال من الليكود، التي حكم عليها بالسجن ثمانية أشهر، بانتظار الاستئناف، بعد إدانتها بدفع رشاوى قبل الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام 2003، والنائب يائير بيرتس، رئيس كتلة "شاس" السابقة، الذي حكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة عام بتهمة تزييف شهادات جامعية.

والانطباع العام هو ان نوعية النواب المنتخبين للولاية الجديدة هي أفضل بكثير من سابقتها، وهذا ما سيعكس نفسه على مستوى العمل والخطاب البرلماني.

ومن المعطيات التي نشرت عن النواب الـ 120، يظهر ان من بينهم 16 امرأة فقط، وهذا من أدنى المعدلات في الدول الغربية. كذلك هناك 12 نائبا عربيا، من بينهم اثنان في حزب "العمل" (ناديا حلو وغالب مجادلة)، وواحد في حزب "كديما" (مجلي وهبة).

وما يلفت النظر انه من أصل 108 نواب يهود هناك فقط 32 نائبا يهوديا من أصل شرقي (26,6%)، رغم أن الشرقيين يشكلون أكثر من 50%، بمن فيهم يهود فلسطين في الماضي، وإذا ما أخرجنا كتلة "شاس" التي لديها 12 نائبا كلهم من الشرقيين، تهبط نسبة تمثيل اليهود الشرقيين الى اقل من 21%. وأعلى نسبة بعد شاس، نجدها في حزب "كديما" حيث يوجد 10 نواب يشكلون 5ر34%، ثم حزب "العمل" حيث 5 نواب يشكلون 25% من أعضاء الكتلة عامة، (30% من اليهود)، أما الليكود، ورغم انه كان قبلة اليهود الشرقيين، خاصة في أحياء الفقر، على مدى أكثر من 25 عاما، فإن لديه نائبين فقط من اليهود الشرقيين، من أصل 12 نائبا.

أما المهاجرون الجدد، ورغم ان التقديرات تشير إلى ان قوتهم الانتخابية هي 18 مقعدا، فقد وصل منهم 14 نائبا، ثمانية منهم في حزب "يسرائيل بيتينو" اليميني المتطرف برئاسة العنصري افيغدور ليبرمان. ووصل عدد المتدينين، والمتدينين الأصوليين (الحريديم) الى 32 نائبا، وهم يشكلون قوة برلمانية لا يستهان بها، تدعم قوانين الإكراه.

 

وتتوقف المعطيات عند حملة الشهادات العليا، فهناك 18 نائبا يحملون شهادات دكتوراة وبروفيسور، 5 منهم في الكتل الناشطة بين الفلسطينيين في إسرائيل (أحمد الطيبي وحنا سويد ودوف حنين وعزمي بشارة وجمال زحالقة).

أما عدد الجنرالات وكبار ضباط الأمن فقد بلغ ثمانية، وهذا لا يشمل ضباط الجيش والمخابرات الكبار، الذين لم يصلوا الى الصف الأول في فرقهم العسكرية. ففي هذه الولاية هناك قائد أركان سابق للجيش (شاؤول موفاز)، ورئيسان سابقان لجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، عامي ايالون ("العمل")، وخلفه آفي ديختر ("كديما")، ورئيس سابق لجهاز المخابرات الخارجية "الموساد"، داني ياتوم، ("العمل").

وفي ما يلي معلومات عن بعض النواب الجدد:

 

وجوه جديدة بارزة في "كديما":

 

** آفي ديختر (55 عاما): الرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، الذي أنهى ولايته في ربيع العام الماضي، وانخرط في شهر كانون الأول/ ديسمبر، في حزب "كديما"، كما كان متوقعا. عمل في جهاز "الشاباك" على مدى 32 عاما، وهو معروف بمواقف يمينية وعدائية للعرب.

 

** أوريئيل رايخمان (67 عاما): حامل شهادة الدكتوراة في الحقوق، ومحاضر جامعي، لمع اسمه كالعقل المدبر لإقامة حركة "شينوي" الجديدة في العام 1999، التي حصلت في ذلك العام على ستة مقاعد، وفي العام 2003 حصلت على 15 مقعدا، وانهارت قبل هذه الانتخابات، ولكنه أحجم عن دخول الكنيست ضمن تلك الكتلة، وهو الآن ضمن "كديما" ومرشح لتولي وزارة التربية والتعليم.

 

** أفيغدور يتسحاقي (57 عاما): ظهر على الساحة السياسية في العام 2001 عندما عينه اريئيل شارون المدير العام لديوان رئاسة الحكومة، وهو منصب إداري رفيع جدا، حتى ان المنصب يلقب بـ "المدير العام للدولة"، ترك منصبه في العام 2004، وانخرط في "كديما"، وهو الآن رئيس الكتلة البرلمانية.

 

** رونيت تيروش (53 عاما): عملت في مجال التعليم لسنوات طويلة، ولكنها برزت على الساحة عندما عينتها وزيرة التعليم السابقة ليمور ليفنات مديرة عامة للوزارة، ولكن هذا التعيين لم يحم ليفنات من الخلافات معها، وفي نهاية العام الماضي أعلنت تيروش استقالتها من الوزارة لتنضم الى "كديما"، وترشحت ضمن قائمة الحزب للانتخابات.

 

 

وجوه جديدة بارزة في "العمل":

 

** عامي ايالون: الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، فور خلع بزته الأمنية كشف عن الكثير من المواقف المعتدلة نسبيا، ووصل الأمر ذروته في إبرامه "لتفاهمات" مقترحة بينه وبين البروفيسور سري نسيبة، حول تصور شكل الحل النهائي بين إسرائيل والفلسطينيين، ومن ابرز خطوطها عدم عودة اللاجئين الى مناطق إسرائيل، وقد أثارت هذه التفاهمات تحفظ كلا الجانبين. وانضم الى حزب "العمل" قبل أكثر من عام، وفاز بالمكان الخامس في قائمة الحزب للانتخابات.

 

** أفيشاي برافرمان: كان حتى أشهر قليلة رئيس جامعة بئر السبع، ولكنه اختار التنازل عن هذا المنصب الرفيع لكي يترشح ضمن قائمة حزب "العمل"، حين كانت استطلاعات الرأي تتوقع ان يحصل "العمل" (في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر)، على اكثر من 26 مقعدا، حتى ان رئيس الحزب عمير بيرتس أعلن ان برافرمان سيكون مرشحه لوزير المالية في حال شكّل الحكومة، ولكن النتائج التي حصل عليها الحزب تضع علامة سؤال على توليه حقيبة وزارية أصلا.

 

** شيلي يحيموفيتش: من أشهر الصحافيات في إسرائيل، ومن أكثرهم شعبية، لمع بريقها حين أدارت في مطلع سنوات التسعين برنامج "هكول ديبوريم" (كلام في كلام) الإذاعي الشهير، وتميزت مواقفها بكونها يسارية جدا، وكان انتقالها للسياسة قد أحدث ضجة كبيرة في الوسطين الإعلامي والسياسي، عللت انضمامها إلى حزب "العمل" بأن انتخاب عمير بيرتس لرئاسة الحزب يجعل الحزب أقرب إلى القضايا الاقتصادية الاجتماعية.

 

"يسرائيل بيتينو":

 

** يسرائيل حسون (50 عاما): يميني متطرف تولى حتى فترة قصيرة منصب نائب رئيس جهاز المخابرات العامة "الشاباك"، وخدم في الجهاز 23 عاما. وتقول المعلومات الصحفية عنه إنه شارك في المفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكان مبعوثا سريا لعدد من رؤساء الحكومات في إسرائيل الى عدد من الدول العربية، وفي حال انضمام حزبه "يسرائيل بيتينو" الى الحكومة فإنه سيتولى حقيبة وزارية عن الحزب.

 

** يتسحاق أهرونوفيتش (55 عاما): تولى عدة مناصب عسكرية وأمنية، ومن بينها نائب القائد العام للشرطة، وقائد قوات "حرس الحدود"، وقائد شرطة الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، كما تولى منصب ممثل الشرطة الإسرائيلية في الولايات المتحدة.

 

المتقاعدون:

 

عمليا جميع نواب الكتلة، سبعة نواب، هم نواب جدد، يدخلون الى الكنيست بمفاجأة لم يتوقعونها بأنفسهم، تتراوح أعمارهم من 59 عاما الى 79 عاما. ورغم أن المتقاعدين يحاولون منذ سنوات طويلة اقتحام البرلمان الإسرائيلي بكتلة نيابية تمثلهم إلا أنهم فشلوا، لكن في هذه المرّة لم يتوقع أي استطلاع حتى اجتيازهم لنسبة الحسم، 2%، ولكنهم حصلوا في النهاية على 6%.

في اطلاع على خلفيات النواب نجد أن فوزهم ليس صدفة، فستة نواب منهم هم متقاعدون من الأجهزة الأمنية ومن كبرى النقابات في إسرائيل، مثل شركات الصناعات العسكرية والاتصالات "بيزك" و"الكهرباء"، وهم أعضاء في لجان المتقاعدين لهذه النقابات، وما من شك في أن هذه النقابات تجندت لصالحهم.

ولكن أبرزهم هو رئيس قائمتهم رفائيل ايتان (79 عاما). وهو ضابط كبير في جهاز المخابرات الخارجية "الموساد"، ومعروف أنه كان المشغل والعقل المدبر وراء الجاسوس الأميركي لصالح اسرائيل جوناثان بولارد، في سنوات الثمانين من القرن الماضي. وقد هدد بولارد في الأسبوع الماضي بكشف فضائح تورط إسرائيل وايتان نفسه، في حال عيّن اولمرت إيتان وزيرا في حكومته.

وتولى إيتان العديد من المناصب الأمنية وخاصة على صعيد الاستشارة الأمنية لرؤساء حكومات اسرائيل.

 

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة:

 

** الدكتور حنا سويد (51 عاما): حاصل على شهادة الدكتوراة في الهندسة المدنية، ومتخصص في هندسة المدن، محاضر جامعي في معهد التخنيون الإسرائيلي وفي جامعات بريطانية. خلال دراسته الجامعية في التخنيون، كان من أبرز الطلبة الوطنيين، وتولى رئاسة لجنة الطلاب العرب في المعهد، عن الجبهة الديمقراطية، في العام 1993 فاز برئاسة المجلس القروي في قريته عيلبون، واستمر بولاية ثانية حتى نهاية العام 2003.

أقام في السنوات الأخيرة مركز التخطيط البديل، المتخصص بكشف سياسة التمييز العنصري في كل ما يتعلق بالأراضي ومناطق النفوذ للبلدات العربية في إسرائيل.

انتخب في قائمة الجبهة للمكان الثاني الذي تنافس عليه مع النائب السابق عصام مخول.

 

** الدكتور دوف حنين (48 عاما): حاصل على شهادة الدكتوراة في الحقوق ومحاضر في جامعة تل أبيب، وشغل حتى قبل ثلاثة أشهر منصب رئيس الاتحاد العام للمنظمات والجمعيات التي تعنى بشؤون البيئة في إسرائيل.

 

ولد حنين لعائلة شيوعية، وكان والده دافيد (ساشا) من أبرز قيادات الحزب حتى رحيله، وانخرط حنين منذ طفولته في الشبيبة الشيوعية، وهو حاليا عضو في المكتب السياسي للحزب، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

 

القائمة العربية الموحدة:

 

** إبراهيم صرصور (47 عاما): يشغل منصب رئيس الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي)، وكان على مدى عشر سنوات، من العام 1989 وحتى العام 1999، رئيسا للمجلس القروي في قريته كفر قاسم. حاصل على اللقب الأول في الأدب الانجليزي من جامعة بار إيلان.

وقد رشح في رئاسة القائمة بعد ان نافس النائب السابق عبد المالك دهامشة في مجلس الشورى للحركة.

 

** عباس زكور (40 عامًا): من قادة الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي) في الجليل. خريج كلية الشريعة في الخليل. وهو من سكان مدينة عكا وأشغل في السابق منصب عضو في مجلسها البلدي.

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات