أكد الشيخ رائد صلاح، قائد الحركة الإسلامية، في حديث خاص بـ"المشهد الإسرائيلي" بعد الإفراج عنه، أن حركته متشبثة بمواقفها ومشاريعها لنصرة الحقوق الفلسطينية مبديا استعداده للعودة خلف القضبان ثانية. وشدد صلاح على أن الحركة الإسلامية ستمضي في خدمة قضايا الشعب الفلسطيني منوها إلى أن الدفاع عن النقب الآن هو دفاع عن مستقبل فلسطينيي الداخل وعن امتدادهم الجغرافي والحضاري. وأعرب صلاح عن رضاه التام من الحضور الجماهيري الواسع في المهرجان التضامني معه معتبرا أن ذلك شكل استفتاء حقيقيا على خط حركته. وتوقع أن العلاقات بين إسرائيل ومواطنيها الفلسطينيين تسير نحو انفجار مجدد. وأضاف "المعطيات الراهنة لا تبشر بالخير وهناك دلائل جدية على أن المؤسسة الإسرائيلية تستعد لإشهار سيف التهديد بترحيلنا أو ترحيل قطاعات منا تحت مسميات مختلفة كالتعديل الحدودي وغيرها وذلك بهدف تأديبنا وتفتيت أفكارنا ومشاريعنا الجماعية وجعلنا منشغلين في تأمين لقمة العيش كأفراد".
وردا على تصريحات صادرة عن مسؤولين إسرائيليين قالوا فيها إن الحركة الإسلامية لم تتعلم الدرس من اعتقال قادتها اعتبر رائد صلاح أن إسرائيل باتت تخطط لملف "رهائن الأقصى" رقم 2 تمهيدا لاعتقال قادة الحركة مجددا. وحول موقفه من دعوات إسرائيلية حول ضم وادي عارة إلى الدولة الفلسطينية العتيدة قال صلاح إن الحركة الإسلامية ترفض ذلك حتى لو تم فيه نقل الأرض للسيادة الفلسطينية كونها ترى بذلك ترحيلا سيتبعه مشروع ترحيل لمن يبقى. وأضاف "إلى جانب ذلك أنا كفلسطيني اعرف ذاتي من خلال وجودي في المكان وارتباطي الوجداني بالأرض وبمقدساتها وامتداداتها في الجليل. جذوري عميقة هنا في هذه المنطقة وسنبقى بها وأولى بليبرمان وأمثاله العودة إلى حيث أتوا في روسيا وغيرها".
وأكد صلاح أن إسرائيل لم تتنازل عن دوافعها باعتقاله ورفاقه موضحا أن الحركة الإسلامية لن تنحني وستواصل مسيرتها من أجل التواصل مع الشعب الفلسطيني والدفاع عن الأراضي والمقدسات وحقوق اللاجئين والمهجرين وأنها ستبقى "العين" الساهرة على الأقصى.
وأضاف "نحن ندرك الثمن الباهظ الذي يمكن أن نسدده للمؤسسة الإسرائيلية التي تتوهم القدرة على تدجيننا وإرهابنا لكننا ماضون في ممارسة قناعاتنا".
وقال انه لن يكترث بالأوامر الإسرائيلية وانه سيزور القدس والتواصل مع الأقصى في كل لحظة يشعر بالرغبة بذلك حتى لو كلفه الأمر العودة إلى خلف القضبان. وأضاف "ما دمت حيا لن اطلب من الاحتلال الإذن لزيارة الأقصى وهو حق فلسطيني وعربي وإسلامي خالص ولا يوجد للاحتلال حق بذرة تراب فيه".
وشدد صلاح على أن حركته متمسكة بشعارها "الأقصى في خطر" وأشار إلى استمرار الذود عنه بدون اي خوف من السجن او الملاحقة لافتا إلى أن إسرائيل كانت ولا تزال تشكل الخطر الأول على الأقصى. وقال "الحركة الإسلامية لا تخاف السجن وستواصل كما كانت بل ستزداد عملا وثباتا ونشاطا وعطاء ومن يظن أننا تحت الضغط والإكراه سنتنازل عن جزء من قناعاتنا فهو كمن يتوقع التفريط بأحد أعضاء أجسادنا وهذا مستحيل".
وكشف الشيخ رائد صلاح أن السلطات الإسرائيلية بدأت بمساومته قبل اعتقاله بالترغيب والترهيب مشيرا إلى قيام وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر عقب مجزرة جنين بطلب اللقاء معه فرفض إضافة إلى إبلاغه من قبل رئيس الوزراء إيهود باراك بواسطة مندوب استعداده لتحويل 50 مليون شاقل لبلدية أم الفحم التي ترأسها في العام 2000 مقابل موافقة الحركة على اختصار نشاطاتها الخاصة في المسجد الأقصى.
كما كشف عن قيام أستاذ جامعي بمحاولة ترتيب لقاء بين قادة الحركة وبين رئيس الوزراء أريئيل شارون بهدف بحث موضوع تقديم المعونات المادية مقابل مشاركة الحركة في انتخابات الكنيست. كذلك تطرق صلاح إلى قيام مندوب الشاباك بإخبار محاميه، فهيم داود، بإمكانية الإفراج عنه مقابل كتابة مقالات في الصحف حول انتخابات الكنيست الإسرائيلي والتعايش العربي اليهودي والمقاومة الفلسطينية. وكشف صلاح أن السلطات الإسرائيلية دفعت إليه بعض الناشطين العرب المحليين لحثه على زيارة معسكر أوشفيتس مقابل عدم تقديم لوائح اتهام ضده قبيل اعتقاله بقليل.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يشكل خطرا فعليا على إسرائيل أجاب صلاح بأن العكس هو الصحيح منوها إلى قيام الأخيرة منذ النكبة بغمط حقوق فلسطينيي الداخل والشعب الفلسطيني برمته إلى جانب الاعتداء على المقدسات ومصادرة الأراضي في الجليل وهدم المنازل في النقب. وأضاف "نحن ولدنا في أرضنا أحرارًا وسنمضي بالتشبث بحقوقنا ولو أننا توقفنا عند مرحلة التباكي لما كنا اعتقلنا لكننا واصلنا مشروعنا العصامي في بناء الذات فدفعنا الثمن وفي السجن كنا مطمئنين ومنه خرجنا فرحين".
واتهم صلاح أوساطًا سياسية واستخباراتية إسرائيلية بمحاولة جني المكاسب على حساب حركته بالكذب والتضليل. وأضاف "يخطىء من يظن أن بوسعه تمرير مأربه بفرض الاتهامات والمطاردة وإبقاء فلسطينيي الداخل في أجواء ما بعد هبة الأقصى وكأننا على وشك أن نرحل بالشاحنات إلى خلف الحدود".
وردا على سؤال حول إمكانية تغير الحركة الإسلامية بعد اعتقاله نحو اليمين قال صلاح إن الحركة لم تكن مرة "متطرفة" حتى تعتدل لافتا إلى أن التصريحات المهادنة الصادرة على لسان بعض زملائه أمثال رئيس بلدية مدينة أم الفحم لا تعكس تغييرًا جوهريًا لدى الحركة مؤكدًا أن أي قائد غير معصوم عن الخطأ.
وقال الشيخ صلاح انه سيصدر عما قريب كتاب مذكرات وديوان شعر أعدهما داخل أسره.