هذا العدد يختم العام 2006 ولكنه لا يلخصه، لأن الأحداث السياسية التي طرأت في هذا العام أكبر بكثير من أن تراجع في نهاية العام لا على المستوى الأكاديمي ولا الفكري ولا حتى الصحافي، فالعام الذي بدأ بانتخابات فلسطينية ثم انتخابات إسرائيلية وتوجت أحداثه بحرب استمرت 33 يوماً على الجبهة اللبنانية، هذا العام سيعتبر أحد أبرز حقب التاريخ الإسرائيلي العربي. وهذا العام، ومع هذه الأحداث، فتح كل الأبواب على كل الأسئلة التي منها ما كان مطروحاً ومنها ما يطرح لأول مرة، أو يعاد طرحه بعد دفنه في الملفات.
قضايا إسرائيلية عدد 23"إسرائيل في حربها السادسة: ماذا ربحت وماذا خسرت، هل ستشكل حرب تموز 2006 منعطفا في العلاقات الإسرائيلية العربية المتوترة دائما والتي تميزت بأنها شهدت محطات ومنعطفات أملتها الحروب منذ حرب 48 وحتى هذه الحرب الأخيرة؟
بغض النظر عن الحراك السياسي الإقليمي والدولي الذي أحدثته هذه الحرب، فان المحللين والدارسين دخلوا منذ الأيام الأولى للحرب في مختبر فحص العلاقات الدولية والإقليمية وتاريخ وبنية الصراع والقديم والحديث والاستراتيجي والعابر، وكل ذلك بأدوات أخرى تختلف عما سبق، وهي ليس فحص مجريات الحرب بتكوينتها التي عهدناها، أي مساحة البحث ما بين المنتصر والمهزوم، بل يبدو أن أدوات هذه الحرب ستكون المساحة بين المدمر والأكثر دمارا أو الأقل، وبين المعتدي والمعتدى عليه وبين المقاومة وهي واضحة وبين العدوان وهو أيضا واضح ومحدد إلا لدى طرف الصراع الموحد إسرائيل وأمريكا.
قضايا إسرائيلية عدد 22 الانتخابات الإسرائيلية 2006، لعل الترجمة الأدق للمصطلح العبري (هتكنسوت) الذي يبني عليه إيهود أولمرت سياسته هي الانطواء وليس التجميع، مثلما أن الترجمة الأدق لمصطلح شارون (هتكنسوت) هو الانقطاع وليس الفصل، لأن المصطلحات التي تستعمل بالعبرية خاصة على ألسنة السياسيين تحمل مضامين يهودية وإيحاءات من غيتو كبير في قلب الشرق العربي، فهل هذا يعني سياسة سلام؟التاريخ اليهودي القديم والمعاصر، وعندما يتحدث رئيس حكومة إسرائيلي صهيوني يميني عن "تجميع" اليهود فإنه لا يحرر ذاته من حالة "الانطواء" اليهودية التي استندت على التجميع في غيتوات لإبراز الخصوصية من جهة ولتعميق عقلية القطيع من جهة أخرى. إن التجميع/ الانطواء يعني تحويل إسرائيل إلى
العدد 21 من "قضايا إسرائيلية" عشية الانتخابات الإسرائيلية للكنيست وقد يقرأه البعض بعد فرز النتائج، ومع كل الأهمية لهذه الجولة الانتخابية فقد صعب علينا تسارع الأحداث دراستها قبل الانتخابات إذ تخللتها أحداث طارئة ومتتابعة، فموعد الانتخابات طارئ وقد تقرر بعد تفكك حكومة شارون وانسحاب حزب العمل في تشرين 2005، ثم قرار شارون بالانسحاب من الليكود وإقامة حزب كديما وبعدها مرض شارون وغيبوبته منذ بداية كانون الثاني، كل ذلك كان كافياً لإحداث زعزعة في الواقع السياسي الإسرائيلي الداخلي وترك أثراً بالغاً قد لا يدرك على حقيقته إلا بنظرة تحليلية وبُعد زمني كاف لدراسة مجريات الأحداث.
العدد 20 من مجلة "قضايا اسرائيلية" الخطوة التي قام بها أريئيل شارون، وهي الانسحاب من حزبه (الليكود) وإقامة حزب جديد، (كديما) وهو يعرف تماماً أن هذا يعني تحطم حزب الليكود، هذه الخطوة تحتاج فقط إلى رجل مثل شارون ليقوم بها، فهو رجل الانتقام والتصفية وهو الحصان الجامح أو "البلدوزر"، وهو الصهيوني المتعصب لدربه والذي لا يعرف التنازلات، وهو ابن الجيل الذي "أقام هذه الدولة على شاكلته"، ومن ناحية أخرى، كان حزب الليكود في السنوات الأخيرة يتقدم بسرعة نحو نهاية الطريق، مع تعمق التناقضات في داخله واضطراره إلى اتخاذ مواقف حاسمة ولو جزئية في الشأنين الأمني والسياسي، ناهيك عن إهماله للجانب الاجتماعي ومغالاته في خدمة رأس المال المحلي والأجنبي وبشكل خاص في السنوات الثلاث الأخيرة حيث ترأس وزارة المالية بيبي نتنياهو ووجه السياسة المالية الإسرائيلية بعيداً عن تلبية احتياجات المواطن، بل تلبية احتياجات الاحتكارات الكبيرة.
العدد 19 من مجلة قضايا اسرائيلية، عندما يخيم هدوء على جبهة القتال يبحث المقاتلون عما يشغلهم منة أمور لها علاقة بوضعهم لكنها تصبح هامشية مقارنة مع متطلبات العراك. الأرض والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الإنسان، السياسة، الاقتصاد، التاريخ والجغرافيا، والأدب والموسيقى، كل هذه المواضيع قابلة للتداول والبحث عندما تهدأ المعركة، ونحن في هذا العدد نرغب في التداول حول اللغة، اللغة العربية واللغة العبرية واللقاء بين الفئتين والترجمات المتبادلة،
الصفحة 12 من 15