قضايا إسرائيلية عدد 23"إسرائيل في حربها السادسة: ماذا ربحت وماذا خسرت، هل ستشكل حرب تموز 2006 منعطفا في العلاقات الإسرائيلية العربية المتوترة دائما والتي تميزت بأنها شهدت محطات ومنعطفات أملتها الحروب منذ حرب 48 وحتى هذه الحرب الأخيرة؟
بغض النظر عن الحراك السياسي الإقليمي والدولي الذي أحدثته هذه الحرب، فان المحللين والدارسين دخلوا منذ الأيام الأولى للحرب في مختبر فحص العلاقات الدولية والإقليمية وتاريخ وبنية الصراع والقديم والحديث والاستراتيجي والعابر، وكل ذلك بأدوات أخرى تختلف عما سبق، وهي ليس فحص مجريات الحرب بتكوينتها التي عهدناها، أي مساحة البحث ما بين المنتصر والمهزوم، بل يبدو أن أدوات هذه الحرب ستكون المساحة بين المدمر والأكثر دمارا أو الأقل، وبين المعتدي والمعتدى عليه وبين المقاومة وهي واضحة وبين العدوان وهو أيضا واضح ومحدد إلا لدى طرف الصراع الموحد إسرائيل وأمريكا.
هذا العدد نكرسه لهذه الحرب ونحن ندرك تماما أنه لا يمكن نشر دراسات تحليلية وشاملة تكتب في خضم المعركة وتفتقد إلى النظرة الزمنية البعيدة التي توفر شمولية التحليل، ولكننا آثرنا عدم الانتظار لأن هذه الحرب أثارت كل الأسئلة حول طبيعة هذا الصراع وفي أحيان هناك ضرورة أكاديمية لأن تكون جزءاً من السؤال قبل أن تكون جزءاً من الجواب، لأن السؤال الصحيح من شأنه أن يقود إلى الجواب الصحيح، وهذا ما نتوخاه من تكريس العدد للحرب.