رحب الرئيس الأميركي جورج بوش برئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون بتكرار موقفه القائل بوجوب أن تأخذ أي تسوية نهائية بالحسبان الوقائع السكانية التي فرضتها إسرائيل على أرض الضفة الغربية. ولكن شارون لم يكتف بذلك بل أعلن من مزرعة بوش وأمامه أنه لن تقوم أية تسوية نهائية لا تشمل بقاء الكتل الاستيطانية جزءا من دولة إسرائيل. ورغم الحفاوة التي حاول بوش احاطة شارون بها فإن الخلافات بين الرجلين ظهرت للعيان ليس فقط في الموقف من توسيع الاستيطان وإنما كذلك في الموقف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).
قراءة في تقرير استراتيجي إسرائيلي جديد يتضمن تقييمًا شاملاً للمفاهيم السياسية والمنطلقات الأساسية، التي وجهت السياسة الإسرائيلية حيال الفلسطينيين خلال السنوات 2000- 2004، مقايسة مع ما كان سائدًا قبل ذلك أيضًا
صعّدت قيادة جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة (شاباك) انتقاداتها للمستوى السياسي على خلفية النية للتقدم بمبادرات حسن نية للسلطة الفلسطينية لتدعيم مكانة رئيسها الجديد محمود عباس (أبو مازن). ووقفت أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً «يديعوت أحرونوت»، إلى جانب موقف قادة الجهاز، وأبرزت على صفحتها الأولى يوم الجمعة تحذيراتهم «شديدة اللهجة» لأقطاب الدولة العبرية من «عواقب تقديم تسهيلات للفلسطينيين»، وكرست الصفحات الأولى من ملحقها الأسبوعي لهذا الموضوع، لافتة إلى حقيقة أن جهاز «شاباك» في عهد رئيسه الحالي آفي ديختر لم يعد منفذاً للسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، إنما يمليها أيضاً. وهي سياسة طالما اتسمت بالتشدد وقامت أساساً على «انعدام الثقة» بالقيادة الفلسطينية.
يظهر من التقرير الصادر عن المفتش العام للعمل في وزارة العمل الإسرائيلية بخصوص حوادث العمل القاتلة التي وقعت خلال العام 2004 أن 52 عاملاً فقدوا حياتهم في حوادث عمل قاتلة، وهذا الرقم يعني هبوطاً بنسبة 15% بالمقارنة مع العام 2003
الصفحة 623 من 1047