قال رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الإسرائيلي الأسبق والقيادي في حزب العمل عامي أيالون إنه لا يعارض التفاوض مع حركة حماس في حال مشاركتها بالحكم في السلطة الوطنية الفلسطينية معترفا "بأنني قتلت عربا أكثر مما قتل نشطاء حماس يهودا".
يبدو أن إسرائيل باتت على عتبة انقلاب سياسي، وعلى تغييرات في الخريطة السياسية والحزبية، لم تشهد مثيلا لهما منذ صعود حزب الليكود، بزعامة مناحيم بيغن، إلى سدة الحكم في إسرائيل في العام 1977، وكسره احتكار حزب مباي (العمل) لنادي رؤساء حكومات إسرائيل.
يتواصل الانشغال في إسرائيل بمداليل الخطوة التي أقدم عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، الأسبوع الماضي، حين أعلن انشقاقه عن "الليكود" الذي كان وراء تأسيسه وإنشاءه حزبًا جديدًا تردّد بداية أن اسمه سيكون "المسؤولية الوطنية" وسرعان ما استقر الرأي على أن يكون اسمه "كديما" (إلى الأمام). وسبق أن أشرنا إلى أنه منذ إعلان أريئيل شارون عن "قبوله" لرؤيا الرئيس الأميركي جورج بوش لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني المعتمدة على "مبدأ الدولتين" (أعلنت في 24 حزيران 2002)، وأكثر فأكثر بعد إنجازه لخطة "فك الارتباط" عن قطاع غزة وبعض مستوطنات شمال الضفة الغربية، ثمة انشغال غير مسبوق في إسرائيل بما اصطلح على توصيفه بـ"صورة شارون الجديدة"، مقارنة بصورته "القديمة" التي ارتسم وفقًا لها، فيما يتعلق على وجه التحديد بسيناريوهات تسوية النزاع المذكور، باعتباره من أشدّ الأعداء الألدّاء لفكرة قيام دولة عربية أخرى بين النهر والبحر، وبكونه أكثر المتمسكين إن لم يكن "المبتكر" لمفهوم "الأردن هو الدولة الفلسطينية".
تهتز الحلبة الإسرائيلية كل يوم ومع كل استطلاع جديد في أعقاب الهزة الأرضية التي تمثلت بانتخاب عمير بيرتس زعيماً لحزب العمل واختيار أريئيل شارون الانشقاق عن الليكود وتأسيس حزبه الجديد. ومع أن الانتخابات باتت مقررة في الثامن والعشرين من آذار المقبل، فإن الأمور لن تستقر لا قبل الانتخابات ولا بعدها. إذ من الواضح أن الخريطة السياسية سوف تشهد انقلابات حادة إن لم يكن في توازنات المعسكرات الأساسية فعلى الأقل داخل كل حزب من الأحزاب.
الصفحة 625 من 1047