"خلافات" بين "الشاباك" والمخابرات العسكرية:
هل "حماس" ممتنعة ام عاجزة عن تنفيذ عمليات داخل اسرائيل؟
"المشهد الاسرائيلي":
هل امتنعت حركة "حماس" عن تنقيذ عمليات تفجيرية داخل اسرائيل في الاونة الاخيرة ام انها حاولت القيام بعمليات كهذه لكنها لم تنجح في تنفيذها؟ هذه المسألة هي محل خلاف بين شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية وجهاز "الشاباك". ورغم ان الخلاف يبدو انه ينحصر في اطار تقييمات مختلفة، الا انه بالامكان ملاحظة وجود صراعات قوى بين الجهازين تظهر من خلال تسويغات كل واحد منهما لتقييماته، الواردة في سياق تقرير نشرته، مؤخرا، صحيفة "هآرتس".
نشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية (الاثنين 12 ايار) اسرائيل والسلطة الفلسطينية جددتا اللقاءات والتنسيقات الامنية المشتركة، في وقت رجحت فيه المصادر الصحفية الاسرائيلية ان يعقد اللقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون ونظيره الفلسطيني محمود عباس في نهاية الاسبوع، قبل زيارة شارون المقبلة الى واشنطن.ولم يتم طرح اي تاريخ لهذا اللقاء.
قبل ثلاثة اسابيع زار اسرائيل ميغيل أنخل طوما، رئيس جهاز الاستخبارات الأرجنتيني "سيدا" (SIDE). خلال زيارته التي اسغرقت اربعة ايام، وكشف عنها يوسي ميلمن في <هآرتس> (11 اذار)، اجتمع انخل طوما مع رئيس "الموساد" مئير دغان، ومع مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الاسرائيلية وشخصيات اخرى. وكان الهدف من الزيارة تسليم نظيره في اسرائيل نسخة من تقرير سري يلقي مسؤولية مباشرة على ايران، وقادتها وجهاز استخباراتها وعلى منظمة حزب الله، عن العملية العسكرية التي نفذت في تموز 1994 ضد بناية "اميا" - مركز الجالية اليهودية في بوينس آيرس - والتي قتل فيها 85 شخصا وجرح المئات.يشير التقرير الذي اعده جهاز الأستخبارات الأرجنتيني، والذي يشمل آلاف الصفحات، الى ان اسلوب العملية نفسه والبنية التنظيمية - قادة ايران، الأستخبارات الأيرانية ومنظمة حزب الله - يمكن ملاحظتهما ايضا في العملية التي نفذت ضد السفارة الاسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية في آذار 1992 والتي قتل فيها 29 شخصا وأصيب العشرات.
رفضت اسرائيل ما تضمنه بيان القيادة الفلسطينية حول ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الاستفزازات الاسرائيلية، والمتضمن دعوة صريحة لوقف العمليات داخل اسرائيل خلال معركة الانتخابات الحالية.وقال رئيس الوزراء ارئيل شارون في جلسة حكومته الأسبوعية ان "رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، يقول لنا إن قتل الإسرائيليين مسألة خاضعة لاعتبارات سياسية - قتل الإسرائيليين قبل الانتخابات بوقت طويل أمر مسموح به، ولكن عندما تكون الانتخابات قريبة، يجب وقف العمليات، وتجديدها بعد الانتخابات".
الصفحة 437 من 489