يستمر التجاذب في اسرائيل بين رئيس حكومتها اريئيل شارون وقادة المستوطنين واليمين المتطرفين الذين يعارضون خطته للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية واخلاء المستوطنات فيهما (خطة الفصل) وذلك بعد لقاء ضم الطرفين وجهًا لوجه، ووسط تقديرات معلقين في الشؤون الحزبية بأن الضغوط المتزايدة على شارون لاجراء استفتاء عام في شأن الخطة قد "تفعل فعلها" وتضطره الى القبول بالفكرة إذا أراد ان يبقى على كرسيه حتى نهاية ولاية حكومته أواخر العام 2006.
كتب أسعد تلحمي:
ززت أجواء الانقسام التي تخيم على حزب "الليكود" الحاكم في اسرائيل، في اعقاب تصعيد التلاسن الكلامي بين زعيمه رئيس الحكومة اريئيل شارون و"مجموعة المتمردين" التي تقود حملة على خطته للانفصال الأحادي الجانب من غزة، احتمالات تبكيره موعد الانتخابات البرلمانية المقررة أواخر العام 2006 وسط تساؤلات تحوم حول هوية زعيم "الليكود" الذي سيخوض هذه الانتخابات: شارون أم خصمه وزير المالية، بنيامين نتنياهو.
دخلت الحلبة السياسية الحزبية في اسرائيل في دوامة شديدة تنذر بتقديم موعد الانتخابات البرلمانية المقررة أواخر العام 2006 ، وذلك في أعقاب رفض البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) البيان السياسي الذي قدمه رئيس الحكومة اريئيل شارون، يوم الاثنين 11/10 ، وفي أعقاب اضطرار وزارة المالية الاسرائيلية الى سحب طلب يقضي برصد خمسة ملايين شيكل لتمويل عمل اللجنة التحضيرية لاعداد قانون تعويض المستوطنين يوم الثلاثاء 12/10 بعد أن تبين أن الطلب لن يحظى بالأكثرية المطلوبة لإقراره.
أشار مؤشر السلام لشهر تشرين الأول 2004 ("هآرتس"، 9/11/2004) إلى أن الأغلبية المؤيدة لخطة فك الارتباط بقيت مستقرة حتى بعد الصراع الحاد في الكنيست بخصوص المصادقة عليها. لكن الجمهور الإسرائيلي ـ اليهودي انقسم بشكل متساوٍ بين من يعتقد أن نزول ياسر عرفات عن المنصة السياسية يجب ألا يؤثر على تنفيذ الخطة، وبين من يعتقد أنه على ضوء الوضع الجديد يتعيّن تنسيق فك الارتباط عن قطاع غزة مع القيادة الفلسطينية الجديدة، ووفقاً لذلك تعليق تنفيذ الخطة. فنسبة المعنيين بتعليق فك الارتباط ومحاولة حل المشكلة بشكل عام تفوق نسبة المعارضين لتعليق الخطة.
الصفحة 365 من 489