كشفت دراسة عسكرية إسرائيلية جديدة ("هآرتس"، 16/11 و"يديعوت أحرونوت"، 17/11/2004) أن رئيس الحكومة الحالي أريئيل شارون اقترح عشية حرب حزيران عام 1967 عندما كان قائداً لفرقة على رئيس الأركان آنذاك، اسحق رابين، تنفيذ انقلاب عسكري. وتشير الدراسة، الصادرة عن وزارة الدفاع الإسرائيلية والتي نشرت في كتاب بعنوان "أصدر الأمر يا أشكول" (ليفي أشكول هو رئيس الوزراء الاسرائيلي في تلك الفترة)، إلى أن هذا الاقتراح جاء في حديث ثنائي وعلى صيغة "السيطرة على الحكم من أجل اتخاذ القرار" بشنّ الحرب، لا أكثر.
"شارون كاذب وسيواصل تهرّبه من فكرة السلام بين الشعبين"
منذ وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم تتوقف قوى السلام الاسرائيلية عن مطالبتها حكومة أريئيل شارون بفسح المجال امام اجراء انتخابات عامة فلسطينية وعدم اضاعة فرصة جديدة لانهاء الاحتلال وانجاز السلام مع الفلسطينيين من خلال التفاوض معهم وعدم تكرار خطأها وخسارة "الشريك" الفلسطيني ثانية، كما فعلت مع ابو عمار.
لبى الالاف من فلسطينيي 48 نداء اللجنة العليا لمتابعة شؤونهم بالمشاركة في مسيرة جنائزية رمزية للرئيس الراحل ياسر عرفات انطلقت عند ظهر يوم السبت 13/11 من منطقة العين وسط المدينة مرورا بشارعها الرئيس وانتهاء بالحي الجنوبي. وتقدم المسيرة النواب ورؤساء السلطات المحلية العربية فيما حمل المشاركون اللافتات التي اشادت بالرئيس "القائد والرمز" اضافة الى تشكيلة من صوره عمرها بعمر مسيرة الثورة الفلسطينية في المنافي والشتات، من الكويت الى الاردن ولبنان وتونس الى ارض الوطن في غزة والضفة الغربية. وخلال المسيرة الجنائزية التي اتشحت بالرايات السوداء والاعلام الفلسطينية تعالت اصوات المشاركين بالهتافات المؤيدة لكل ما رمزت اليه شخصية الفقيد عرفات ولطريقه النضالي المثابر: "ما في حل ما في حل الا برحيل المحتل" و"ابو عمار ارتاح ارتاح وحنا منكمل كفاح" و"بالروح بالدم نفديك يا ابو عمار" و"تموت وتحيا فلسطين" وغيرها. في ختام المسيرة القى المهندس شوقي خطيب كلمة باسم لجنة المتابعة لفت فيها الى تضحيات الرئيس الراحل والى خسارة اسرائيل برحيله، لا الشعب الفلسطيني فحسب لانه شكل في حياته فرصة للسلام اهدرتها حكومات اسرائيل المتعاقبة داعياً للحفاظ على ارثه ونهجه ومواصلة التمسك بمواقفه.
كتب أسعد تلحمي:
فيما أدت وسائل الاعلام العبرية، بامتياز، دورًا ملحوظًا في "شيطنة الآخر" وفقاً للسيناريو الذي وضعه رئيس الوزراء الاسرائيلي آريئيل شارون لـ"تسويد" تاريخ الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حذّر معلقون بارزون من مغبة الوقوع في وهم قبول القيادة الفلسطينية الجديدة بشروط شارون لاستئناف المسيرة السلمية، مؤكدين ان الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي اساساً، وانه من غير الجائز مطالبة الفلسطينيين بـ"وقف الارهاب" من دون ان تقلع الحكومة الحالية عن تعنتها.
الصفحة 355 من 489