أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، اليوم الاثنين – 14.9.2009، على أن تجميد إصدار مناقصات لأعمال بناء جديدة في المستوطنات في الضفة الغربية سيكون جزئيا ولفترة محدودة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن نتنياهو قوله إن "تقليص أعمال البناء في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) سيكون لفترة محدودة". وأضاف أنه "لا يوجد تفاهم مع الولايات المتحدة حول مدة تجميد البناء" لكنه أشار إلى أن "الفلسطينيين توقعوا أن يكون هناك تجميدا مطلقا، لكن من الواضح الآن أن هذا الأمر لن يحصل".
وقال نتنياهو إن "الحكومة ستجري توازنا بين الرغبة في تنفيذ مبادرات نية حسنة، من أجل إطلاق العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين الحاجة إلى السماح بحياة طبيعية للمستوطنين في يهودا والسامرة" في إشارة إلى مواصلة أعمال البناء في المستوطنات. وأضاف أنه "كان هناك طلبا من جانب الأميركيين بألا نبني بتاتا وأوضحنا أننا سنبني 2500 وحدة سكنية (تم الشروع في بنائها). كما أني قلت للأميركيين بأننا سندرس إمكانية تقليص حجم البناء، وسنستمر في بناء المباني للمؤسسات العامة". وحول أعمال البناء في الأحياء والبؤر الاستيطانية في القدس الشرقية اعتبر نتنياهو أن "القدس ليست مستوطنة والبناء فيها سيستمر كالمعتاد".
ورأى نتنياهو أن حكومته نفذت خطوات "لدفع العملية السياسية" مع الفلسطينيين وبينها إزالة حواجز عسكرية في الضفة الغربية أدت، حسبما قال، إلى جعل صندوق النقد الدولي يقدر أن النمو الاقتصادي في مناطق السلطة الفلسطينية سيصل إلى نسبة سبعة بالمائة.
وكرر نتنياهو شروطه للتوصل إلى اتفاق سلام، والتي حددها في خطاب بار إيلان الذي ألقاه في شهر حزيران الماضي، وتقضي باعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنها "الدولة القومية للشعب اليهودي" وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. وقال نتنياهو إنه "منذ الخطاب بدأ هذان المبدآن بالتغلغل في الخطاب الدولي بشكل كبير".
في غضون ذلك أرجأ نتنياهو لقاءه مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، المقرر لليوم الاثنين إلى يوم غد، بسبب مشاركته في جنازة الطيار أساف رامون، نجل رائد الفضاء الإسرائيلي إيلان رامون، الذي قضى في تحطم طائرته المقاتلة أمس.
من جهة ثانية قال مستشارون لنتنياهو إن عقد قمة ثلاثية بمشاركة نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والرئيس الأميركي، باراك أوباما، على هامش أعمال افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، ليست بالأمر الأهم واعتبروا أن الأمر الأهم هو أن يمنع الفلسطينيون "الإرهاب وأن يبنوا مؤسساتهم". ونقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، اليوم، عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين مقربين من نتنياهو قولهم فيما يتعلق بالقمة الثلاثية، إن "القمة الثلاثية ليست محط الأنظار والأمر الأهم هو المضامين (التي سيتم بحثها خلال المفاوضات) في المستقبل. وثمة أهمية لأن يمنع الفلسطينيون الإرهاب ويضمنوا بناء مؤسسات الحكم لديهم".
كذلك شدد المسؤولون الإسرائيليون ذاتهم على أهمية التقدم في ما وصفوه ب"السلام الاقتصادي" الذي اعتبروا أنه سيشكل إطارا إيجابيا للمفاوضات في المستقبل. ورأى المسؤولون الإسرائيليون أن "القمة الثلاثية ستكون طلقة بداية مناسبة لتحريك العملية السياسية وستثبت أن جميع الأطراف تبحث عن مسار للحوار يسمح بقيام دولة فلسطينية تعيش بسلام وبسلاح منزوع إلى جانب إسرائيل".
ووفقا ليديعوت أحرونوت فإن نتنياهو يأمل بأن يطلعه ميتشل على موافقة دول عربية لتنفيذ خطوات تطبيعية تجاه إسرائيل قبيل تحريك العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. كما يأمل بأن يبلغه ميتشل بأن الولايات المتحدة لا تريد ممارسة ضغوط على إسرائيل في موضوع تجميد أعمال البناء في المستوطنات، وأن توافق على وقف إعلان إسرائيل عن أعمال بناء جديدة لمدة ستة أو تسعة شهور وليس لعاما كاملا. إضافة إلى ذلك يعتزم نتنياهو مطالبة الإدارة الأميركية بأن لا يؤدي تجميد المصادقة على أعمال بناء جديدة في المستوطنات إلى "تشويش" حياة المستوطنين في الضفة الغربية، ما يعني أنه يرفض الموافقة على تجميد مطلق للمصادقة على أعمال بناء جديدة.
وكان ميتشل قد التقى أمس مع مسؤولين إسرائيليين هم الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ووزير الدفاع، ايهود باراك. وألمح خلال لقائه مع بيرس إلى أنه لم يتم الاتفاق حتى الآن على موضوع تجميد الاستيطان ولذلك لن يتم الانتقال إلى مرحلة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي المقابل طالب ليبرمان ميتشل بالسماح للمستوطنين "بحياة طبيعية" في إشارة إلى مواصلة أعمال البناء وتوسيع المستوطنات. وبحث باراك مع ميتشل في تحديد مدة وقف المصادقة على أعمال بناء جديدة في المستوطنات بالضفة الغربية لمدة عام واحد فقط. من جانبه اعتبر بيرس أن عقد قمة ثلاثية الأسبوع المقبل هو أمر هام لاستئناف المفاوضات بين الجانبين.
المصطلحات المستخدمة:
يديعوت أحرونوت, باراك, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو, أفيغدور ليبرمان