نسبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الأحد – 13.9.2009، إلى مصادر فلسطينية وأوروبية قولها إن إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستستأنفان المفاوضات بينهما بالاستناد إلى تفاهم تم التوصل إليه مؤخرا يقضي بالإعلان رسميا عن قيام دولة فلسطينية خلال عامين. وقالت الصحيفة إن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين ستركز في المرحلة الأولى على رسم الحدود الدائمة بين إسرائيل والضفة الغربية.
وأضافت أنه على ضوء تحفظ الجانب الفلسطيني من فكرة قيام دولة بحدود مؤقتة، وفق ما تقترحه المرحلة الثانية من خطة خارطة الطريق، فإنه سيتم تعريف قيام دولة فلسطينية في غضون عامين على أنه "اعتراف مبكر" بفلسطين، وذلك بالاستناد إلى تصريح علني أميركي – أوروبي سيتم إصداره في وقت لاحق وسيقر بأن الحدود الدائمة ستستند إلى خط الرابع من حزيران العام 1967، لكن مع إمكانية اتفاق الجانبين على تعديل هذا الخط الحدودي وتبادل أراض.
ويذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيتوجه إلى القاهرة اليوم، حيث يلتقي مع الرئيس المصري، حسني مبارك، ليبحث معه في عدة قضايا بينها استئناف المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية وصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
وقالت هآرتس إن نتنياهو يعارض إجراء مفاوضات حول قضيتي القدس واللاجئين في المرحلة الأولى إلا أن ذلك لا يعيق الإعلان عن قيام دولة فلسطينية مستقلة، كما أن مطلب نتنياهو بأن يعترف الفلسطينيون بيهودية إسرائيل وأن تنفذ دول عربية خطوات تطبيع علاقات مع إسرائيل لن تشكل شروطا ل"اعتراف مبكر" بالدولة الفلسطينية.
ونقلت هآرتس عن مصدر فلسطيني قوله إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قرر في الأيام الأخيرة أن يترأس رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، طاقم المفاوضات عن الجانب الفلسطيني. وأضافت الصحيفة أن نتنياهو وعباس قد يجريان مفاوضات موازية للمفاوضات بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، مثلما جرى خلال فترة ولاية رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق، ايهود أولمرت.
وكانت تقارير صحفية إسرائيلية قد ذكرت الأسبوع الماضي أن نتنياهو سيطلب من مبارك ممارسة ضغوط على عباس لعقد لقاء بينهما على هامش افتتاح أعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر الحالي. ويشترط عباس عقد لقاء مع نتنياهو بإعلان إسرائيل عن تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية. لكن نتنياهو يرجئ الإعلان عن تجميد مؤقت لأعمال البناء في المستوطنات بالضفة الغربية فيما يرفض بشكل قاطع وقف أعمال البناء في مستوطنات القدس الشرقية.
وسيعقد نتنياهو لقاء انفراديا مع مبارك قبل أن ينضم إليهما مسؤولين إسرائيليين ومصريين كذلك سيتناول نتنياهو الطعام على مأدبة إفطار يقيمها مبارك. وذكرت هآرتس أن نتنياهو تحدث في اجتماعات مغلقة، الأسبوع الماضي، عن أن الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة حول تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية يتمحور حول مدة التجميد فقط، والتي تتراوح بين ستة شهور قد توافق عليها إسرائيل وبين التجميد لمدة عام وفقا لمطلب الإدارة الأميركية.
وعبر نتنياهو عن ثقته من أنه سيتم التوصل إلى اتفاق حول هذه المسألة في الفترة القريبة المقبلة، وحتى ربما خلال لقائه مع ميتشل، غدا. وفي حال تم ذلك فإنه سيكون بالإمكان عقد قمة ثلاثية تجمع نتنياهو وعباس والرئيس الأميركي، باراك أوباما، على هامش أعمال افتتاح دورة الأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
ونقلت هآرتس عن مصدر دبلوماسي لم تحدد هويته قوله، إن اقتراح مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، بأن توافق الأمم المتحدة على قبول فلسطين إلى صفوفها خلال عامين، تم طرحه بموافقة أعلى المستويات في الإدارة الأميركية.
وتستند هذه الخطة السياسية أيضا إلى أفكار طرحها مؤخرا الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، أمام نتنياهو وزعماء أجانب، بينهم مبارك، ووزير الخارجية الاسباني، ميغيل موراتينوس، وأمام ميتشل أيضا. ووصف بيرس رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، في تلك المحادثات، بحسب هآرتس، بأنه "بن غوريون الفلسطيني"، في إشارة إلى مؤسس إسرائيل ورئيس حكومتها الأول، دافيد بن غوريون، في أعقاب طرح فياض خطة لإقامة دولة فلسطينية خلال عامين. ولفتت هآرتس إلى أنه في الوقت الذي أعلن وزير خارجية إسرائيل، أفيغدور ليبرمان، خطة فياض وهدد برد إسرائيلي عليها، فإن نتنياهو لم يعقب على خطة فياض.
المصطلحات المستخدمة:
هآرتس, باراك, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو, أفيغدور ليبرمان