المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 835

يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن يطلب من المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا على السعودية لتوافق على تنفيذ خطوات تطبيع علاقات مع إسرائيل قبل موافقة الأخيرة على التوصل إلى اتفاق بخصوص تجميد أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية. وذكر موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، اليوم الثلاثاء – 25.8.2009، أنه يتوقع أن يكرر نتنياهو طلبه بأن توافق السعودية على فتح قنوات دبلوماسية مع إسرائيل، وفتح مجالها الجوي للطائرات الإسرائيلية المتوجهة إلى الشرق الأقصى.

 

ويرى نتنياهو أن على السعودية ودول عربية أخرى التعهد بالتزامات تجاه إسرائيل قبل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك قبيل افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 22 أيلول المقبل. ويأمل نتنياهو بأن يعقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على هامش افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت رعاية الرئيس الأميركي، باراك أوباما.

غير أنه في موازاة ذلك أرسل نتنياهو تلميحات متشائمة بخصوص احتمالات التوصل إلى اتفاق إسرائيلي – فلسطيني، مشابهة للتصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، مطلع الأسبوع الحالي، وقال فيها إنه لا يوجد احتمال للتوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين حتى بعد 16 عاما، لأنه لم يتم التوصل لاتفاق كهذا منذ توقيع اتفاق أوسلو قبل 16 عاما.

والتقى نتنياهو بعد وصوله إلى لندن، أمس، مع مراسلين كبار في وسائل الإعلام البريطانية وتحدث عن رؤيته لمستقبل السلام في الشرق الأوسط. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، عن نتنياهو قوله للصحفيين البريطانيين إنه يصعب عليه أن يصدق وجود إمكانية للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين "حتى لو افترضنا نظريا أن إسرائيل ستنسحب حتى آخر سنتيمتر من المناطق (الفلسطينية)".

واعتبر نتنياهو أن الفلسطينيين أهدروا أربعة شهور على "مناكفة لا قيمة لها" مع حكومته، وعرقلوا بذلك إمكانية استئناف المفاوضات، ووضعوا شروطا لم يطرحوها أبدا أمام أي حكومة إسرائيلية أخرى، في إشارة إلى مطلب السلطة الفلسطينية باستئناف المفاوضات بعد إعلان حكومة إسرائيل عن تجميد الاستيطان.

وتطرق نتنياهو إلى طبيعة علاقته مع أوباما قائلا إن "العلاقات بدأت بصورة متأرجحة لكنها تتميز اليوم بالتعاون الوثيق وإبداء التفهم". ونفت مصادر في حاشية نتنياهو أنه وافق على تجميد البناء في المستوطنات وأشاروا إلى أن مكتب وزير الدفاع، ايهود باراك، يقف وراء أنباء كهذه ترددت مؤخرا، وشددت المصادر على أن نتنياهو لن يوافق أبدا على تجميد أو وقف أعمال بناء في مستوطنات القدس الشرقية.

توتر كبير بين مكتبي نتنياهو وميركل

من جهة أخرى، توترت العلاقات بين مكتبي نتنياهو والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بشكل كبير، في الأيام الأخيرة، في أعقاب سلوك دبلوماسي إسرائيلي محرج، وذلك عشية لقاء نتنياهو مع ميركل في برلين بعد يومين. وأفادت صحيفة هآرتس، اليوم، بأن رئيس مجلس الأمن القومي ومستشار نتنياهو السياسي، عوزي أراد، انفجر في نوبة غضب خلال محادثة هاتفية مع مستشار ميركل السياسي والدبلوماسي الألماني، كريستوف أويسغن، مطالبا بألا يطرح الجانب الألماني موضوع البناء في المستوطنات خلال لقاء نتنياهو وميركل، بعد غد الخميس.

وأضافت الصحيفة أن أراد طلب خلال المحادثة مع أويسغن ألا يكون موضوع الاستيطان مركزيا خلال اللقاء، وألا تتطرق ميركل إليه علنا في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، وحتى أن أراد طلب ألا تنشر حكومة ألمانيا والمتحدثون باسمها بيانا رسميا بهذا الخصوص. ورفض أويسغن طلب أراد، مؤكدا على أن موضوع الاستيطان هو جزء أساسي من السياسة الخارجية الألمانية وأن موقف ألمانيا مطابقا للموقف الأميركي المطالب بتجميد أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وبحسب هآرتس فقد جرت عدة محادثات بين أراد وأيسغن حول الموضوع لكن وسائل الإعلام الألمانية نقلت، يوم الجمعة الماضي، عن متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية قوله إن "استمرار أعمال البناء في المستوطنات يعرقل عملية السلام". وفي أعقاب ذلك هاتف أراد أويسغن وتحدث معه بلهجة غير دبلوماسية وكرر طلبه بعدم طرح موضوع الاستيطان خلال لقاء نتنياهو مع ميركل.

ونقلت هآرتس عن مصادر إسرائيلية وألمانية قولها إن أراد أخذ يصرخ على أويسغن وأن سلوك أراد أدى إلى نشوء أجواء غير مريحة بتاتا بين مكتبي نتنياهو وميركل وأنه يسود "توتر بالغ" بينهما في هذه الأثناء. وقالت الصحيفة أن مكتب نتنياهو لم ينف أن أراد طلب من مستشار ميركل عدم طرح موضوع الاستيطان بصورة علنية، لكن مصادر في مكتب نتنياهو نفت وجود توتر مع مكتب المستشارة الألمانية وأن "المحادثات بين أراد وأويسغن جرت في أجواء ودية وجيدة وتم الاتفاق على جميع المواضيع بروح ممتازة".

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات