المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال وزير الخارجية الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، خلال لقاء مع صحفيين، أمس الأحد – 23.8.2009، إنه لا يوجد احتمال في التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في السنوات الستة عشر المقبلة لأن مواقف الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متباعدة جدا. واعتبر ليبرمان أن "ستة عشر سنة مضت منذ التوقيع على اتفاق أوسلو وتبين خلال هذه المدة أنه لا يمكن الجسر بين الفجوات. ولذلك فإنه بعد مضي ستة عشر سنة مقبلة لن يكون هناك اتفاقا شاملا". وأضاف أن "الذين يدعون أن الحل هو دولتين للشعبين لا يفهمون عما يتحدثون".

وتابع ليبرمان أن وزارته تعمل على بلورة وثيقة لتغيير غايات الوزارة "واتباع أجندة جديدة في الوزارة، لأنها انشغلت معظم الوقت طوال السنوات الماضية بالعمل في الشؤون ذات العلاقة مع الفلسطينيين من دون أن يكون هناك سببا ظاهرا للعيان".

وهاجم ليبرمان السلطة الفلسطينية وحركة فتح واعتبر أن "قرارات مؤتمر فتح الأخير تتحدث عن استخدام العنف وعن (استعادة) القدس (الشرقية) كلها وعن حق العودة بصورة مطلقة واتهام إسرائيل بأنها قتلت (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر) عرفات".

وقال ليبرمان إنه سعيد لأنه "نجح في تخييب آمال الجميع. إذ اعتقد الجميع أن أقول إن ’ما نراه من هنا لا نراه من هناك’"، في إشارة إلى مقولة رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، أرييل شارون، الذي كان يقول للمعارضة اليمينية إنه يرى الأمور من منصبه بصورة مختلفة عما كان يراها من صفوف المعارضة. ومضى ليبرمان قائلا إن "الجميع اعتقد أن أنزح نحو (مواقف) اليسار وأحمل راية السلام المطلق. لكني أرى الأمور من هنا بشكل أفضل مما كنت أراها من هناك، وهذا الأمر يعزز جميع تلك الأفكار والمفاهيم التي خضت المعركة الانتخابية وأنا أحملها".

وأضاف أن "حل الدولتين لن يؤدي إلى نهاية الصراع وإنما سيجلب الصراع إلى داخل حدود 1967. وواضح أنه غداة قيام دولة فلسطينية، إذا قامت، ستأتي مطالبة (الأقلية العربية) بحكم ذاتي في الجليل والنقب". واستطرد أنه "إذا كان الآخرون يؤمنون بهذه الطريق (حل الدولتين) فليجربوها، أما نحن فقد جربناها لمدة 16 عاما. وعلى ماذا حصلنا في المقابل؟ على حرب لبنان الثانية والرصاص المصبوب (أي الحرب على غزة) وطريق مسدود في المجال الأمني. هل توصلنا إلى اتفاق شامل بعد إخلاء غوش قطيف (الكتلة الاستيطانية في قطاع غزة) ومؤتمر كامب ديفيد (في العام 2000)؟ إننا نرى تصلب مواقف وحسب في الجانب الآخر".

وحول البناء في المستوطنات قال ليبرمان إنه "في العديد من الأماكن في العالم يوجد صراعات والحياة هناك لا تتوقف، وأنا أقترح ألا نوقف الحياة، لا في المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) ولا لدى الفلسطينيين". وأضاف أنه يؤيد منح الفلسطينيين تسهيلات "في المجال الاقتصادي وتحسين الترتيبات الأمنية لكن لا يمكننا تجميد الحياة" في إشارة إلى أعمال البناء في المستوطنات.

وأضاف ليبرمان، الذي يقطن في مستوطنة قرب القدس، "من الذي قرر أن المستوطنات هي عقبة أمام السلام؟ ماذا كان هنا قبل العام 1967؟ فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية أقيمتا قبل أم بعد 1967؟ إن الفرق هو أن الصراع بدأ قوميا وتحول مع مرور السنين إلى ديني قومي وأكثر تعقيدا للحل".

وتطرق ليبرمان إلى احتمال التوصل إلى سلام بين إسرائيل وسورية. وقال إنه "لزام علينا ترجيح الرأي بصورة معقولة، فأنا أؤيد السلام مع سورية لكن شرط أن يكون هذا مقابل السلام وليس مقابل (الانسحاب من) هضبة الجولان". وأضاف أن مساحة "هضبة الجولان كلها هي 1200 كيلومتر مربع ويوجد هناك 20 ألف درزي، وهذا ليس بالأمر المصيري بالنسبة لسورية".

وتابع أن الرئيس السوري بشار "الأسد يقول إنه لن يوقف العلاقة مع إيران ولن يغلق مكاتب حماس والجهاد (الإسلامي) في أعقاب اتفاق سلام، فإذا يريون أن ننسحب من الجولان فقط؟ ولنفترض أننا سنعطي الجولان لسورية وهم يستمرون في تزويد السلاح، هل نحتل الجولان ثانية؟".

وخلص ليبرمان إلى الحديث عن رغبة إسرائيل بأن تكون عضو في المنظمات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي وقال "إننا لسنا أعضاء في أية منظمة دولية وفي أفضل الأحوال نحصل على مكانة مراقب، وهذا ليس وضعا صحيا، وعلينا أن نخرج من هذه العزلة".

المصطلحات المستخدمة:

حق العودة, رئيس الحكومة, الكتلة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات