يتوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى أوروبا، اليوم الثلاثاء – 23.6.2009، في جولة أوروبية تشمل ايطاليا وفرنسا، فيما تحدثت تقارير عن أن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، سيقترح عليه عقد مؤتمر دولي لدفع السلام في الشرق الأوسط وخصوصا بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم، عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن ساركوزي، الذي سيلتقي نتنياهو غدا، سيقترح عليه فكرة عقد مؤتمر السلام وأنه يأمل بأن يحظى بموافقة إسرائيلية.

واضافت الصحيفة أن ساركوزي يسعى لإقناع الولايات المتحدة بالمبادرة إلى عقد مؤتمر سلام دولي من أجل إعادة تحريك المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وسيلتقي نتنياهو خلال جولته الأوروبية برئيس الوزراء الايطالي، سيلفيو برلوسكوني، والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل.

وطرح ساركوزي فكرة عقد مؤتمر سلام دولي خلال محادثات أجراها مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين منذ تشكيل حكومة نتنياهو قبل ثلاثة شهور تقريبا. وبحسب المصدر السياسي الإسرائيلي فإن الرئيس الفرنسي يعتقد أن مؤتمر سلام دولي سيؤدي إلى الخروج من حالة الجمود في الاتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنه بهذه الطريقة فقط سيكون بالإمكان دفع لقاء بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

وكان ميتشل بين المسؤولين الأميركيين الذين اقترح عليهم ساركوزي فكرة مؤتمر السلام، لكن الولايات المتحدة ليست متحمسة لهذه الفكرة وشدد مسؤولون أميركيون على أنهم يريدون رؤية تقدم ميداني خصوصا فيما يتعلق بتجميد الاستيطان قبل عقد مؤتمر سلام. لكن ساركوزي يأمل بأن ردا إيجابيا من جانب نتنياهو على فكرة المؤتمر الدولي سيساعده على إقناع الأميركيين بالموافقة على عقد المؤتمر.

وستتركز المحادثات بين نتنياهو وساركوزي حول العملية السياسية بين إسرائيل وكل من الفلسطينيين وسورية، خصوصا أن إسرائيل ترغب بأن تتوسط فرنسا محادثات غير مباشرة محتملة بين إسرائيل وسورية في حال استئنافها وذلك بدلا من الوسيط التركي. ويتخوف الجانب الإسرائيلي من أن يطالب ساركوزي نتنياهو بتجميد الاستيطان بما في ذلك أعمال البناء الجارية في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية.

من جهة أخرى فإن الموضوع المركزي الذي سيبحثه نتنياهو خلال لقائه مع برلوسكوني، اليوم، هو علاقات ايطاليا مع إيران والملف النووي الإيراني والأحداث الأخيرة في إيران المتمثلة بالمظاهرات الاحتجاجية على نتائج الانتخابات الرئاسية. وقالت هآرتس إن نتنياهو سيطلب من نظيره الايطالي تقليص حجم التبادل التجاري بين ايطاليا وإيران، كون هذا التبادل التجاري هو الأكبر من نوعه بين دولة أوروبية وإيران.

وسيبحث نتنياهو مع ميتشل، يوم الخميس المقبل، موضوع البناء في المستوطنات ومستقبل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. ويعتزم نتنياهو مطالبة ميتشل وبرلوسكوني وساركوزي ممارسة ضغوط على عباس ليوافق على عقد لقاء معه واستئناف المفاوضات بين الجانبين. ويعارض الفلسطينيون استئناف المفاوضات واللقاءات مع الإسرائيليين من دون وقف أعمال البناء في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.