قالت دراسة أميركية أعدها خبراء يقدمون الاستشارة لأجهزة الاستخبارات الأميركية إن تزايد عدد العرب واليهود المتدينين (الحريديم) في إسرائيل، أدى وسيؤدي إلى تصاعد قوة حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء – 3.6.2009، عن الدراسة الأميركية، التي تم نشرها في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أنه خلال العشرين عاما المقبلة ستتغير طبيعة إسرائيل بصورة دراماتيكية بحيث سيصبح عدد الطلاب العرب واليهود الحريديم في المدارس الابتدائية في إسرائيل أعلى من عدد الطلاب اليهود العلمانيين.
وتوقعت الدراسة أن تصل نسبة الطلاب العرب واليهود الحريديم في المدارس الابتدائية إلى 60 بالمائة، بحلول العام 2030، فيما ستنخفض نسبة الطلاب اليهود العلمانيين إلى 40 بالمائة. وأضافت الدراسة أن العرب واليهود الحريديم سيشكلون بحلول العام 2030 نسبة 40 بالمائة من أصحاب حق الاقتراع في إسرائيل.
ويشار إلى أن الدراسة أعدها ريتشارد سينكوتا، وهو مستشار للشؤون الديمغرافية ل"مجلس الاستخبارات الوطنية" في الولايات المتحدة، وأريك كاوفمان من جامعة لندن. وقد استند الباحثان إلى معطيات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية لإعداد الدراسة، التي هدفها استيضاح وتفسير نتائج الانتخابات العامة الإسرائيلية الأخيرة، التي جرت في 10 شباط الماضي، وخصوصا تزايد قوة حزب "إسرائيل بيتنا".
وكتب الباحثان أنه "كلما انخفضت نسبة العلمانيين بين جمهور الناخبين، فإنه يتوقع تزايد قوة إسرائيل بيتنا. إلا إذا تغيرت قوانين اللعبة". وأضافا أن "الأرقام مثيرة. إذ أنه فيما أشارت دائرة الإحصاء المركزية إلى أنه في العام 1950 كان 15 بالمائة فقط من الطلاب في المدارس الابتدائية هم عرب أو يهود متدينين، فإن نسبتهم اليوم أصبحت 46 بالمائة، وفي العام 2020 سيشكلون أغلبية". وأشارت الدراسة إلى أن معدل عدد الأولاد للمرأة اليهودية المتدينة هو 7 وللمرأة العربية هو 3.9 أولاد.
وكان تقرير صادر عن الاستخبارات الأميركية، قبل ستة شهور، قد توقع أن تؤدي التحولات الديمغرافية إلى حدوث تغيير ملموس في تركيبة الحكومة الإسرائيلية خلال العام الحالي. وعقب الخبير الديمغرافي، البروفيسور سيرجيو دي لا فيرغولا، من "معهد اليهودية المعاصرة" في الجامعة العبرية في القدس، على الدراسة الجديدة بالقول إن معطياتها معروفة للباحثين الإسرائيليين، لكن التوقعات التي تضمنتها الدراسة قد تتبدد في أوضاع معينة. وأضاف أنه ليس واضحا بعد كيف ستكون معدلات الولادة في أوساط اليهود المتدينين في الأجيال المقبلة. ورأى دي لا فيرغولا أن "هذا سيكون مرتبط بقدر كبير بمصادر التمويل الحكومية، رغم أنها ليست غير محدودة. وفي حال اضطر الوسط الحريدي إلى الاعتماد على نفسه بشكل أكبر، فإنه من الجائز حدوث تغيرات معينة في أنماطه الديمغرافية" في إشارة إلى تراجع معدل الولادة والنمو الطبيعي في هذا المجتمع. ويشار إلى أن قسم كبير من الرجال الحريديم لا يعملون وإنما يقضون وقتهم بدراسة التوراة والديانة اليهودية، ما يجعلهم يشكلون الفئة اليهودية الأكثر فقرا في إسرائيل.