مررت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، رسائل إلى إسرائيل،، مؤخرا عبرت فيها عن "غضبها" بسبب وضع إسرائيل عراقيل أمام دخول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، وطالبت بالتوقف عن وضع هذه العراقيل، فيما اشترطت إسرائيل دخول هذه البضائع بحدوث تقدم في ملف الجندي الأسير في القطاع غلعاد شاليت. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء – 25.2.2009، عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن مساعدين لكلينتون أوضحوا أن موضوع دخول المساعدات سيكون في مركز زيارة كلينتون لإسرائيل، يوم الثلاثاء المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل حضور كلينتون سيزور إسرائيل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، غدا الخميس، وسينقل إلى المسؤولين الإسرائيليين احتجاجا شديدا من الإدارة الأميركية حول منع دخول بضائع إلى القطاع. ومرر مسؤولون في الإدارة الأميركية رسائل إلى إسرائيل خلال الأسبوع الأخير وصفتها هآرتس ب"الفظة"، وجاء فيها أن "إسرائيل لا تبذل جهودا كافية من أجل تحسين الوضع الإنساني في غزة".
وتأتي هذه التطورات على خلفية حدث محرج وقع أثناء زيارة السيناتور الديمقراطي، جون كيري، لغزة الأسبوع الماضي، حيث تم إبلاغه بمنع السلطات الإسرائيلية دخول شاحنات محملة برزم باستا إلى القطاع. وأوضح مسؤولون من الأمم المتحدة في غزة لكيري أن "إسرائيل لا تُعرّف الباستا على أنها حاجة إنسانية وإنما شحنات الأرز فقط". وطرح كيري الموضوع خلال لقائه وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، وطلب منه أن يوضح المنطق من وراء القرار الإسرائيلي. وفي أعقاب ذلك أمر باراك بالسماح بدخول الشاحنات إلى القطاع. وقالت هآرتس إن كيري أبلغ مسؤولين في واشنطن بالأمر وعلى ما يبدو أنه أبلغ كلينتون أيضا.
وبحسب الصحيفة فإن موضوع المساعدات الإنسانية إلى غزة هي موضع خلاف داخل إسرائيل بين وزارة الخارجية، التي تؤيد توسيع حجم المساعدات الداخلة إلى القطاع، ووزارة الدفاع التي ترفض ذلك. وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى وضالع في موضوع المساعدات الإنسانية إن رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع، عاموس غلعاد، الذي يتولى مهمة منسق شؤون الحكومة في الأراضي الفلسطينية أيضا، وضع قائمة "بضائع إنسانية" ويرفض توسيعها. وأضاف المصدر أن "المسؤولية موجودة بأيدي شخص واحد وهو ليس مستعدا للتعاون".
من جانبه أصدر غلعاد بيانا،، أمس نفى فيه ما جاء في تقارير صادرة عن الاتحاد الأوروبي، حول كميات البضائع القليلة التي يُسمح بدخولها إلى القطاع، واعتبر غلعاد أن "أي ادعاء كهذا الذي يطرحه الأوروبيون هو فرية كاذبة". وادعت مصادر في جهاز التنسيق الإسرائيلي – الفلسطيني إن "الفلسطينيين لا يستغلون كل كمية الحبوب التي تم تزويدهم بها، ما يؤكد عدم وجود نقص في المواد الأساسية في القطاع".
وكان الاتحاد الأوروبي وجه انتقادات إلى إسرائيل حول منع دخول بضائع إلى القطاع وبعث أربعة مسؤولين أوروبيين، قبل أسبوعين، رسائل إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، وباراك ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، والوزير يتسحاق هرتسوغ، المسؤول عن المساعدات الإنسانية إلى القطاع. واحتج المسؤولون الأوروبيون الأربعة على التأخير في نقل المساعدات إلى غزة وطالبوا إسرائيل ببلورة سياسة واضحة في هذا الخصوص. وادعت إسرائيل في ردها على هذه الانتقادات بأن تأخير دخول بضائع إلى القطاع نابع من عدم حدوث تقدم في موضوع الجندي الإسرائيلي الأسير في القطاع غلعاد شاليت.
وذكرت هآرتس أن مبعوث أولمرت الخاص لشؤون الجنود الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، سيزور القاهرة قريبا بدعوة من مدير المخابرات المصرية، عمر سليمان، من أجل مواصلة المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس. وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة ديكل إلى القاهرة هي زيارة "استثنائية"، لأنه لم يزر مصر منذ عدة شهور، فيما كان يجري الاتصالات مع المسؤولين المصريين غلعاد، الذي أقاله أولمرت من مهمته كمبعوث خاص للمفاوضات مع مصر حول التهدئة وفتح المعابر، في أعقاب انتقادات شديدة وجهها غلعاد له.