يعتزم الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، دعوة رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، ورئيسة حزب كديما، تسيبي ليفني، مجددا إلى ديوانه ومطالبتهما بتشكيل حكومة وحدة واسعة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس – 19.2.2009، عن مصادر في ديوان الرئيس الإسرائيلي قولها إن بيرس سيدعو نتنياهو وليفني إليه، غدا الجمعة، وإطلاعهما على اعتباراته القاضية بضرورة تشكيل حكومة وحدة واسعة. واضافت المصادر أن بيرس قد يتخذ قرارا بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة بعد ظهر غد.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن بيرس سيجتمع على انفراد مع كل من نتنياهو وليفني. ويبدو أن بيرس توصل إلى قراره بهذا الخصوص بعد أن اتضح له أنه لا مفر من تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة بعد أن أوصت أحزاب اليمين، الممثلة بأغلبية 65 عضو كنيست، بتكليف نتنياهو.
وأوصى زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، أمام بيرس، صباح اليوم، بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، لكن شريطة أن تضم حزب كديما. وقال ليبرمان لبيرس "إننا ندعو الليكود إلى عدم تشكيل حكومة ضيقة لأن هذه ستكون حكومة تصارع على بقائها، وإنما تشكيل حكومة واسعة قدر الإمكان وبمشاركة كديما". وأضاف ليبرمان أنه "من الجهة الأخرى ينبغي على حزب كديما أن يدرك أن إمكانية التناوب (على رئاسة الحكومة بين نتنياهو وليفني) ليست مطروحة بعد الآن".
رغم ذلك لم ينف ليبرمان انضمامه إلى حكومة يمين ضيقة برئاسة نتنياهو لكنه قدر أن حكومة كهذه "ستواجه صعوبة في الحكم". وأضاف "إذا كنا نريد فعلا تقدم الدولة وضمان مستقبل أفضل علينا اختيار حكومة وحدة وهذا يلزم كل واحد منا بالترفع عن مصالحه الذاتية ونحن بحاجة إلى حكومة مؤلفة من الأحزاب الثلاثة الكبرى، الليكود وكديما وإسرائيل بيتنا ومن يريد الانضمام إليها ذلك فلينضم".
من جانبها عقبت ليفني على قرار "إسرائيل بيتنا" بتكليف نتنياهو بالقول إن "السياسة ليست حساب الأرقام فقط وإنما هي طريق. ويوجد لدي ولدى كديما طريق وأنا لست مؤمنة بها وحسب وإنما سأقودها أيضا". وأضافت ليفني أن "هذه الطريق تمثل سلسلة أمور تحتاجها إسرائيل بدءا من دفع السلام ومحاربة الإرهاب وحتى القضايا الداخلية التي ينبغي تصحيحها". وتابعت أن "هذه هي الطريق التي أمثلها وسأقودها ولن أكون غطاء لحكومة شلل سياسي، وهكذا قلت دائما وهكذا سأعمل".
وعقب وزير الداخلية الإسرائيلي والقطب في كديما، مائير شيطريت، على توصية ليبرمان بالقول إنه لم يفاجأ من قراره "فقد كانت لدينا تقديرات بأنه سيوصي بذلك ولا أعتقد أن سلوك ليبرمان مقبول علينا". واعترف شيطريت أن موافقة كديما على الشروط التي وضعها ليبرمان في مطلع الأسبوع الحالي كانت خطأ "ومن توجه إليه من قبل كديما ارتكب خطأ سياسيا خطيرا للغاية" في إشارة إلى الوزير حاييم رامون "لأن الاستجابة لليبرمان أدت إلى مقاطعة حزبي العمل وميرتس لكديما". وقال شيطريت أن "انضمام كديما إلى تحالف حكومي برئاسة الليكود سيؤدي على انهيار كديما".
وبدأ بيرس مشاورات مع رؤساء الأحزاب الإسرائيلية بعد تلقيه النتائج الرسمية للانتخابات العامة الإسرائيلية، أمس. والتقى بيرس،، مساء أمس مع مندوبي كديما الذين أوصوا بتكليف ليفني بتشكيل الحكومة ومندوبي الليكود الذين أوصوا بتكليف نتنياهو. وأوصت أحزاب اليمين الأخرى وهي شاس ويهدوت هتوراة و"الوحدة الوطنية" و"البيت اليهودي" أمام بيرس بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة.
من جهة أخرى أعلن حزبا العمل وميرتس بأنهما لن يوصيا بتكليف أحد بتشكيل الحكومة كما أن الأحزاب العربية الثلاثة، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحركة العربية للتغيير والتجمع الوطني الديمقراطي، تمتنع تقليديا عن التوصية بشخص لتشكيل الحكومة.
الشرطة تطالب بالتحقيق مع ليبرمان بشبهة تبييض أموال
في غضون ذلك طلبت قيادة شعبة التحقيقات في الشرطة الإسرائيلية النائب العام والمستشار القانوني للحكومة، مناحيم مزوز، بالمصادقة على إجراء تحقيق مع ليبرمان بشبهة تبييض أموال. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم، أن التقديرات في شعبة التحقيقات تشير إلى أنه سيتم استدعاء ليبرمان إلى تحقيق في غضون أسابيع قليلة مقبلة. وعقدت قيادة شعبة التحقيقات اجتماعا ،أمس، حضره المدعي العام، موشيه لادور، وقيادة النيابة العامة، وتم خلاله طرح الشبهات ضد ليبرمان واطلعت الشرطة النيابة على سير التحقيقات ضده حتى الآن.
ونقلت هآرتس عن مصادر في "إسرائيل بيتنا" قولها إنه "ليس مفاجئا أن تسعى الشرطة إلى ظهور عنوان حول التحقيق معه عشية قدوم ليبرمان إلى الرئيس مثلما لم يكن مفاجئا عندما قامت الشرطة بخطوة مشابهة قبل أسبوعين من الانتخابات ولن يكون الأمر مفاجئا إذا كررت الشرطة ذلك قبيل توليه منصب وزير".
وتشتبه الشرطة بأن شركة إسرائيلية ترأسها ابنة ليبرمان حصلت على مبلغ 11 مليون شيكل مجهولة المصدر بادعاء تقديم مشورة تجارية وأن ليبرمان حصل على 2.5 مليون شيكل من هذا المبلغ على شكل رواتب من الشركة.
وكان ليبرمان قد سافر في نهاية الأسبوع الماضي إلى عاصمة روسيا البيضاء، مينسك، وعاد إلى إسرائيل أمس. ووصفت هآرتس هذه السفرة بأنها "مستغربة" خصوصا أنها جاءت في توقيت حساس بعد الانتخابات وخلال الاتصالات لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل يتوقع أن يكون ليبرمان أحد أهم المشاركين فيها.