المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

قال الأديب الإسرائيلي عاموس عوز إن حزب العمل الإسرائيلي، الذي يرأسه وزير الدفاع، ايهود باراك، أنهى دوره التاريخي وأنه يفتقر لأجندة وطنية وينضم إلى أي تحالف حكومي. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الأحد – 16.11.2008، عن عوز، الذي يعتبر أحد أكبر الأدباء الإسرائيليين، قوله "إنني آمل أن تتحول حركة اليسار الموسعة إلى بديل لحزب العمل. فالعمل أنهى دوره التاريخي، ولم يعد يطرح أجندة وطنية وينضم على أي تحالف حكومي". وكان عوز وحوالي 30 شخصية عامة وأدباء وأكاديميين قد شاركوا في اجتماع عُقد في تل أبيب، يوم الجمعة الماضي، وأعلنوا خلاله عن تأسيس حزب اليسار الصهيوني الجديد، الذي في نواته حزب ميرتس.

وانتقد عوز رفض باراك التعهد بعدم الانضمام إلى حكومة قد يشكلها رئيس حزب الليكود اليميني، بنيامين نتنياهو، في حال فوزه في الانتخابات العامة الإسرائيلية التي ستجري في شهر شباط المقبل. وقال عوز إنه "على مدار سنوات طويلة حدث تباعدا بين ما يقوله حزب العمل وما يفعله". وأعرب عن أمله في أن تتم ترجمة القدرة الكامنة في الحركة اليسارية الجديدة إلى "قائمة مرشحين للكنيست تكون مؤلفة من قادة ميرتس والذين انسحبوا من حزب العمل (وبينهم الوزير السابق شلومو بن عامي وعضوا الكنيست السابقان عوزي برعام وأبراهام بورغ) وحزب الخضر ومؤيدو (عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) دوف حنين في انتخابات بلدية تل أبيب ومتدينين من التيار الديني اليهودي الإصلاحي وعرب. وبالإمكان تجنيد أصوات لإدخال خمسة أو ستة نواب كان حزب المتقاعدين قد حصلوا عليها خطأ وأصوات ناخبين لم يصوتوا في الانتخابات السابقة بسبب لامبالاة أو يأس".

يشار إلى أن المبادرين إلى تأسيس حزب اليسار الجديد لم يجروا استطلاعا للرأي يفحصون من خلاله قوة حزبهم وحجم التأييد له في الشارع الإسرائيلي. رغم ذلك قال رئيس حزب ميرتس والحزب الجديد، عضو الكنيست حاييم أورون، خلال الاجتماع، أمس الأول، "إنني أفكر دائما في عدد مؤلف من رقمين" في إشارة إلى عدد النواب الذي يتوقع أن يفوز به الحزب الجديد في الانتخابات العامة المقبلة.

من جهة أخرى أعلن الوزير عامي أيالون، في مؤتمر صحفي عقده اليوم، عن انسحابه من حزب العمل وانضمامه إلى إطار سياسي جديد. وهاجم أيالون خلال المؤتمر الصحفي حزب العمل وباراك. وقال إن "باراك أخطأ عندما قال إن حزب العمل أكبر من مجموع أجزائه. حزب العمل صغير وضل طريقه السياسية". ورأى أن العمل لم يعد موجودا كبديل لتولي الحكم ولن يتمكن العمل من إقناع مقربيه من التصويت لصالحه في الانتخابات. وتشير التقديرات إلى أن إحدى الإمكانيات أمام أيالون هي ترأس حركة "ميماد"، التي تخوض الانتخابات ضمن قائمة مرشحي حزب العمل ويمثلها عضو الكنيست الحاخام ميخائيل ملكيور، ومحاولة ضم شخصيات أخرى للحركة من أجل إجراء مفاوضات مع حزب ميرتس أو الحزب اليساري الجديد للانضمام إليه. ونفى أيالون أن يكون قد أجرى اتصالات للانضمام إلى حزب كديما برئاسة وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني.


وأثارت خطوة أيالون غضبا في صفوف حزب العمل، وقال سكرتير العمل، عضو الكنيست ايتان كابل، أمس، إن "سلوك أيالون كان غريبا منذ البداية. لم يرغب أحد بأن ينسحب، لكن عندما تبين لنا أنه لا يلحق ضررا بنفسه وحسب، وإنما بالحزب أيضا، فإنه لن تسيل دمعة من أحد عليه". وطالب قياديون في العمل أيالون بالاستقالة من منصبه كوزير بلا حقيبة، لكن ايالون رفض ذلك وصرح أنه يعتزم إنهاء المهام التي يتولى تنفيذها كوزير "وتحريك أمور في نواحي عدة". وهاجم القياديون في العمل أيالون وقالوا إن "عامي أيالون الرجل العسكري كان سيخجل ويندد بسلوك عامي أيالون الرجل السياسي".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات