المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

تنفذ سلطة الآثار الإسرائيلية وجمعية "إلعاد" الاستيطانية أعمال بناء مركز تجاري وقاعة مؤتمرات بصورة غير قانونية وبدون ترخيص بناء وتحت غطاء أعمال حفريات أثرية على مسافة تبعد 30 مترا فقط من المسجد الأقصى في القدس الشرقية. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الخميس – 13.11.2008، أنه تم الكشف عن هذه الأعمال الاستيطانية من خلال التماس قدمه مواطنون فلسطينيون من ضاحية سلوان المحاذية للبلدة القديمة في القدس وحركة "سلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان إلى المحكمة العليا الإسرائيلية وطالبوا فيه المحكمة بإصدار أمر بوقف هذه الأعمال.

وأمرت قاضية المحكمة العليا عيدنا أربيل، خلال جلسة عقدتها المحكمة الأسبوع الماضي، كلا من سلطة الآثار وسلطة الحدائق الوطنية وبلدية القدس ومبادرين إسرائيليين آخرين يشاركون في هذه الأعمال الاستيطانية بالرد خلال خمسة أيام على الالتماس الذي يطالب بوقف الأعمال. واعترفت بلدية القدس من خلال مذكرة قدمتها إلى المحكمة العليا، أمس الأول الثلاثاء، بأنه يجري فعلا تنفيذ أعمال البناء، ومن دون ترخيص بناء، وأنها أمرت بوقف الأعمال قبل يوم واحد من تقديم الالتماس. لكن "سلام الآن" أكدت على أن أعمال البناء ما زالت جارية في الموقع نفسه.

وشددت سلام الآن في الالتماس الذي قدمته بواسطة المحامي سامي ارشيد، على أنه تحت غطاء حفريات أثرية تجري أعمال لتشييد مبنى ضخم بمساحة 115 ألف متر مربع، يشمل قاعة مؤتمرات ومركزا تجاريا وغرف ضيافة وموقف سيارات تحت الأرض، علما أن المخطط الذي تسلمته لجنة التنظيم والبناء المحلية يفيد بأن المكان سيستخدم كموقف سيارات عام. وتجدر الإشارة إلى أن الخارطة الهيكلية تحظر إقامة بناء من أي نوع على بعد 75 مترا من أسوار البلدة القديمة. وقالت هآرتس إن تحقيقا أظهر أن بلدية القدس لم تصدر أبدا تصريح بناء للأعمال الجاري تنفيذها في الموقع وأنه من الناحية العملية لا يوجد مخطط بناء ساري المفعول.

وكانت سلطة الآثار الإسرائيلية قد بدأت قبل سنوات بأعمال حفريات أثرية في الموقع، الذي كان يستخدم كموقف سيارات لخدمة سكان القدس الشرقية والزوار الذين يصلون إلى البلدة القديمة والحرم القدسي الشريف. وذكر الملتمسون أنه جرت العادة على تنفيذ حفريات أثرية في الموقع لكن بنعومة وبحذر من أجل الامتناع عن إلحاق أضرار بالآثار القديمة. غير أنه جرى قبل شهرين استخدام آليات حفر ثقيلة في المكان، يتم من خلالها حفر أبار وإعداد بنية تحتية من الحديد على عمق 15 مترا في الأرض، وألحقت هذه الأعمال أضرار وتصدعات في جدران المباني السكنية المجاورة وبرز خطر حقيقي باحتمال انهيار مبان. ولفت الالتماس إلى أنه على أثر الأضرار الحاصلة لبيوت الملتمسين فإنه برزت شكوك بأن الحفريات تجري من دون إشراف مهندس مؤهل.

وتزعم سلطة الآثار الإسرائيلية أنها تنفذ في السنوات الأخيرة أعمال "حفريات إنقاذ" الموجودات الأثرية بحجم كبير في منطقة "الحوض المقدس"، التي تشمل البلدة القديمة ومحيطها. وتجري بعض أعمال الحفريات الإسرائيلية هذه، وأبرزها الحفريات الجارية عند باب المغاربة الملاصق للحرم القدسي الشريف، من دون تصريح ومن دون وجود مخطط بناء ساري المفعول. وشدد الملتمسون على أن السلطات الإسرائيلية سمحت خلال السنوات الأخيرة لعدد من الجمعيات الاستيطانية المتطرفة بإدارة مواقع أثرية وسياحية في القدس الشرقية والبلدة القديمة.

وقالت مصادر في سلام الآن إن "هذه الجمعيات تستثمر ملايين الشواقل في الحفريات الأثرية وأعمال بناء من أجل ضمان السيطرة الإسرائيلية في محيط البلدة القديمة، الأمر الذي قد يمنع إمكانية التوصل إلى اتفاق دائم (بين إسرائيل والفلسطينيين) وحل الدولتين".

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات