المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

أعلنت رئيسة حزب كديما ووزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، اليوم الخميس – 11.12.2008، أنها تريد ترحيل المواطنين العرب من إسرائيل بعد قيام دولة فلسطينية. وقالت ليفني، خلال لقائها مع طلاب مدرسة ثانوية في مدينة تل أبيب، اليوم، إنه "بعد أن تقوم دولة فلسطينية سيكون بالإمكان القدوم لعرب إسرائيل والقول لهم: أنتم سكان تتمتعون بحقوق متساوية (مع اليهود في إسرائيل)، لكن الحل القومي بالنسبة لكم هو في مكان آخر. والمبدأ هو قيام دولتين للشعبين. وهذه هي طريقي نحو دولة ديمقراطية" خالية من العرب. وهذه المرة الأولى التي تعبر فيها ليفني عن فكر ترانسفيري متطرف بهذا الشكل وبصورة علنية. وقد بثت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقاطع من أقوالها أمام الطلاب.

من جهة أخرى ولدى تطرقها إلى الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليت، والذي يصادف اليوم مرور 900 يوم على أسره في 25 حزيران العام 2006، قالت ليفني إن "جميعنا نريد أن يعود الجميع (أي جميع الجنود الإسرائيليين الأسرى) إلى الوطن، لكن هذا ليس ممكنا دائما". وأضافت أنه "دائما هناك تهديد وخطر بالخروج إلى القتال. والتفكير في أنه بإمكاني إعادة غلعاد ولا افعل شيئا هو (شعور) فظيع".

وحول الوضع في قطاع غزة اعتبرت ليفني أن "إسرائيل بإمكانها دائما الانحراف عن اتفاق التهدئة في حال استمرت الخروقات"، في إشارة إلى إطلاق مسلحين فلسطينيين في قطاع غزة صواريخ قسام وقذائف هاون باتجاه جنوب إسرائيل. وقالت ليفني إن "هدف إسرائيل في الأمد البعيد هو إسقاط حكم حماس في القطاع، وهذا لن يحدث صباح غد. لكننا لن نسلّم بقيام دولة إسلامية ترفض وجودنا".

وهاجمت ليفني مبادرة السلام العربية وقالت "لست بحاجة إلى مبادرات سلام جديدة، لا عربية ولا فرنسية، وإنما أريد أن أطرحها (أي المبادرات) بنفسي".

رغم ذلك اعتبرت ليفني أن قائمة مرشحي حزب الليكود، التي جرى انتخابها هذا الأسبوع، سوف تلحق ضررا برئيس الليكود، بنيامين نتنياهو، وأن "ما حدث هذا الأسبوع ينطوي على إشكالية بالنسبة لليكود لكنه سيسهل على الجمهور الاختيار. والآن أصبح الفرق بين الطريقين المختلفتين (لكديما والليكود) واضح".

ورأت ليفني أنها تتمتع بأفضلية على منافسيها من رؤساء الأحزاب الكبرى لأنها لم تصل إلى الحلبة السياسية من الجهاز العسكري. وقالت "لقد اعتدنا على رئيس حكومة يكون أسيرا بأيدي الجيش. وخلال حرب لبنان الثانية اعتقد قادة الجيش أنهم يعملون لوحدهم. وأنا لست في هذا المكان، وبإمكاني أن أطرح أسئلة. وعندما يدخل الجيش (في حرب) أنا أفكر في كيفية الخروج منها".

وفي الوقت الذي تتجه فيه ليفني نحو اليمين، ويبدو الآن أنها تتجه نحو اليمين المتطرف، في حملتها الانتخابية، ذكرت صحيفة هآرتس أن نتنياهو سيلتقي، اليوم، مع السفراء ال27 لدول الاتحاد الأوروبي في إسرائيل. وبحسب الصحيفة فإن نتنياهو سيشدد أمام السفراء الأوروبيين على أنه "ملتزم بمواصلة المفاوضات مع سورية والسلطة الفلسطينية". كذلك سيوضح نتنياهو أنه يعتزم الاستمرار في طريق الليكود المتمثل، برأيه، "بالبراغماتية السياسية والحزم الأمني" وأنه ينوي القيام بذلك من خلال حكومة واسعة في حال قام بتشكيلها بعد الانتخابات العامة في شباط المقبل.

وأجرى نتنياهو، أمس، مشاورات مع مقربيه، في أعقاب انتخاب قائمة مرشحي الليكود للانتخابات المقبلة، وتبين أن القائمة تضم عناصر يمين متطرف، أبرزهم المستوطن موشيه فايغلين اليميني المتطرف، إضافة إلى "متمردي الليكود، الذين يعارضون تسوية سياسية مع الفلسطينيين خصوصا والعرب عموما. وقال نتنياهو خلال هذه المشاورات أن "كتلة الليكود كلها معي، واتصلوا جميعهم اليوم وأعلنوا وقوفهم إلى جانبي. وأنا مقتنع بأن فايغلين لن يجرف الليكود نحو اليمين وسوف يتلاشى بسرعة كبيرة".

وقالت هآرتس إن النظرة نحو نتنياهو في أوروبا ولدى مقربي الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، ووزيرة الخارجية الأميركية المقبلة، هيلاري كلينتون، هي مزيج من التخوف والتحفظ، وأن هذا الشعور تصاعد في الغرب بعد انتخاب قائمة الليكود.

ونقلت هآرتس عن مصادر أوروبية انتقادها للبرنامج الذي يطرحه نتنياهو حول "السلام الاقتصادي" وأن "فوز نتنياهو قد يشكل ضربة قاسية لعملية السلام".

المصطلحات المستخدمة:

كديما, الليكود, بنيامين نتنياهو, هآرتس, باراك

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات