المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

تعتزم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما التعهد لإسرائيل ب"مظلة نووية" ضد إيران، تقضي بأن تشن الولايات المتحدة هجوما نوويا ضد إيران في حال هاجمت الأخيرة إسرائيل بسلاح نووي. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الخميس – 11.12.2008، عن مصدر أميركي مقرب من الإدارة الأميركية الجديدة قوله، إن الولايات المتحدة بصدد الإعلان عن أن هجوما نوويا إيرانيا على إسرائيل سيؤدي إلى عواقب وخيمة وسيقابل بهجوم نووي أميركي على إيران. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالإمكان تفسير التعهد الأميركي لإسرائيل على أنه موافقة أميركية على حيازة إيران لسلاح نووي.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية المعينة في إدارة أوباما، هيلاري كلينتون، قد طرحت هذه الفكرة خلال حملتها الانتخابية للرئاسة. ودعت كلينتون خلال مواجهة مع أوباما، في نيسان الماضي، إلى منح إسرائيل "دعما رادعا" وتوفير هذا الدعم لدول عربية بينها السعودية ودول الخليج في حال تنازلت عن تطلعاتها في المجال النووي. وشددت كلينتون خلال المواجهة أن "على الإيرانيين أن يعلموا بأن هجوما ضد إسرائيل سيقابل برد مكثف".

وقال المصدر الأميركي المقرب من إدارة أوباما، إن المظلة النووية ستكون مدعومة بتحسين قدرات إسرائيل الدفاعية أمام صواريخ. ونفذت الإدارة الأميركية الحالية خطوة في هذا الاتجاه، تتمثل بوضع رادار إنذار مبكر في منطقة النقب في جنوب إسرائيل بإمكانه رصد الصواريخ الإيرانية بعد وقت قصير جدا من إطلاقها.

وأفادت هآرتس بأن فكرة "المظلة النووية" تثير تحفظا لدى إسرائيل والإدارة الأميركية الحالية. وتساءل مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى حول "ما هي أهمية تعهد كهذا ممن تردد في معالجة أمر إيران عندما لم تكن نووية؟ وأية مصداقية ستكون لذلك، عندما تكون إيران قد أصبحت دولة نووية؟". وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن مجرد الحديث عن التسليم بحيازة إيران سلاح نووي يضر بمساعي لجمها من التوصل على سلاح كهذا. من جهة ثانية رأى مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، أن المظلة النووية هي اقتراح "سخيف ويفتقر للمصداقية" وأنه "من سيتمكن من إقناع المواطن في (مدينة) كنزاس بأن على أميركا التورط في حرب نووية عندما تصبح إيران نووية؟ وما هي الجدوى من رد أميركي بعد تدمير مدن إسرائيل بهجوم نووي إيراني؟".

وأوصت وثيقة أعدها "مركز صبان لسياسة الشرق الأوسط" في واشنطن، برئاسة السفير الأميركي السابق مارتين إنديك، بأن تمنح الولايات المتحدة "مظلة نووية" لإسرائيل والدول العربية "المعتدلة". كما أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق زبيغنيو بريجنسكي عن تأييده لهذه الفكرة.

ولفتت هآرتس إلى أن هذا النقاش يجري على أثر التقديرات الجديدة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بان إيران تجاوزت في العام الأخير "السقف التكنولوجي" وتمتلك الآن تكنولوجية تخصيب اليورانيوم.

ويذكر أن هآرتس كانت قد كشفت، أمس، عن أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية اعترفت مؤخرا ولأول مرة عن سلسلة أخطاء ارتكبتها من خلال تقديراتها في العقد الأخير، وبينها تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية في العام 2003 بأن العراق في ظل رئاسة صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، كيماوية ونووية، وأنه تبين لاحقا أن العراق لم يكن يملك أسلحة كهذه. وقالت هآرتس أنه تبين بعد فوات الأوان أنه لم يكن لدى صدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية قبل الغزو الأميركي على العراق.

كذلك اعترفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بأنها فوجئت عندما أعلنت ليبيا عن نيتها وقف برنامجها النووي. ولفتت هآرتس إلى أن هذا الاعتراف يعني عمليا أن شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد لم يكونا يعرفان أنه كان لدى ليبيا النية لإنتاج سلاح نووي. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية إسرائيلية قولها إن "شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد استخلصا العبر من المفاجأة الليبية".

وفيما يتعلق بالفلسطينيين اعترفت الاستخبارات الإسرائيلية وخصوصا الشاباك بأنها لم تتوقع فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت في مطلع العام 2006 رغم تقديرها بأن حماس ستحقق نجاحا كبيرا في الانتخابات. وقالت هآرتس إن "هذا الفشل نابع من أن أجهزة الاستخبارات وخصوصا دوائر البحث في الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية لم تكن تتوفر لديها المعلومات الكافية والقدرات التحليلية لما يحدث في المجتمع الفلسطيني". وعقبت المصادر الاستخباراتية على ذلك بالقول إنه "يجري استخلاص عبر وخصوصا تعميق المعرفة بالمجتمع الفلسطيني".

وأفادت هآرتس بأن هذه الاعترافات وغيرها تظهر في كتاب رسمي جديد بعنوان "عمل فني – 60 عاما للاستخبارات الإسرائيلية، نظرة من الداخل". وحرر الكتاب العميد في الاحتياط عاموس غلبواع والعميد في الاحتياط أفرايم لبيد. وينشره مركز تراث الاستخبارات، الذي ينظم بداخله جميع الذين اعتزلوا العمل في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية واذرعها، وهي شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك و"نتيف"، التي تنشط في دول الاتحاد السوفييتي السابق.

وخضع الكتاب لتدقيق الرقابة العسكرية الإسرائيلية وحصل على مصادقة الوحدات المسؤولة عن الحفاظ على سرية المعلومات حول أجهزة الاستخبارات. وصادقت على نشره جميع الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية.

المصطلحات المستخدمة:

باراك, هآرتس, مركز تراث الاستخبارات

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات