"المشهد الإسرائيلي" - خاص
لا تزال أجواء التوتر تسود مدينة عكا فيما اعتبر رئيس بلدية المدينة، شمعون لانكري، أن "عكا كانت لنا وستبقى لنا". ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء – 22.10.2008، عن لانكري زعمه في مهرجان تم تنظيمه في كنيس في عكا بمناسبة انتهاء عيد العرش اليهودي، أمس، أن "عكا كانت لنا وستبقى لنا إلى أبد الآبدين. ولن نسمح لأي كان بالمس في هذه المدينة. وهناك أناس يريدون تخريبها لكننا لن نسمح لهم وسنحافظ على المدينة لأنها عزيزة علينا وعلى شعب إسرائيل". وأضاف لانكري أن "عكا ستستمر في السير إلى الأمام رغما عن أنف أعدائنا وكارهينا". وقوبلت كلماته بالتصفيق الحار من جانب جمهور مستمعيه.
ويشار إلى أن أقوال لانكري تأتي في وضع لا تزال تسود فيه أجواء متوترة في عكا، في أعقاب المواجهات بين العرب واليهود في المدينة ليلة يوم الغفران، قبل أسبوعين، واستمرت باعتداءات مجموعات يهودية على مواطنين عرب وإحراق بيوتهم في أحد الأحياء الواقعة في شرق المدينة. وتأتي اقوال لانكري أيضا في وقت يخوض فيه الانتخابات المحلية والتي ستجري في 11 تشرين الثاني المقبل.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية، أمس، حولي 1200 شرطي في المدينة تحسبا من وقوع مواجهات على خلفية مسيرة "بهجة التوراة" التي جرت في عكا وشارك فيها مئات الأشخاص، وبعضهم جاؤوا من خارج المدينة بحافلات، وغالبيتهم العظمى من طلاب المعاهد الدينية اليهودية التابع للتيار الديني-القومي-الصهيوني الذي أسسه المستوطنون في الضفة الغربية ويعتبر أتباعه من غلاة اليمين المتطرف الإسرائيلي. وطافت مسيرة "بهجة التوراة" مدينة عكا ودخلت أحياء تسكنها أغلبية عربية لكن لم تسجل أحداث أو مواجهات.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوات الشرطة الكبيرة التي تواجدت في عكا خلال الأسبوعين الماضيين غادرت المدينة صباح اليوم لكن تم تعزيز قوة الشرطة في عكا بشكل اكبر مما كان عليه قبل الأحداث.
من جهة أخرى، اعتدت مجموعة من اليهود المتدينين المتشددين (حريديم) على سائقين عرب في حي "مئاه شعاريم" في القدس قبيل فجر اليوم الأربعاء. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن شاهد عيان قوله إن شبان حريديم أوقفوا سيارات مارة في الحي ودققوا في بطاقات هويات السائقين وعندما كان يتضح أن السائق عربي كانوا ينهالون عليه بالضرب. وألقى الشبان الحريديم الحجارة على السيارات المارة في حي "مئاه شعاريم" وحاولوا إحراق شاحنة وأضرموا النار في عدد من حاويات النفايات. ووصلت في وقت متأخر قوات من الشرطة الإسرائيلية إلى الحي وقامت بتفريق المعتدين.
وتصاعد عنف اليهود المتطرفين ضد المواطنين العرب في إسرائيل مؤخرا. ومددت محكمة الصلح في تل أبيب، يوم الاثنين الماضي، اعتقال ستة مواطنين يهود مشتبهين بإحراق بيتين عربيين في المدينة، الأسبوع الماضي. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تبين خلال جلسة المحكمة أن الشبان اليهود المشتبهين الستة، وتتراوح أعمارهم ما بين 19 عاما و23 عاما، اعتزموا إحراق بيت عربي ثالث في حي "شخونات هتيكفا" في جنوب تل أبيب. وقال ممثل الشرطة، الضابط نعمان لكمان، خلال جلسة المحكمة إن "الحديث يدور عن قضية بالغة الخطورة" وأنه يتوقع أن تنفذ الشرطة اعتقالات أخرى ضد مواطنين يهود.
وبدأ تحقيق الشرطة في هذه القضية يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، بعدما هاجمت مجموعات من الشبان اليهود بيتين عربيين في شارعين مختلفين من الحي الذي يسكنه عدد قليل جدا من العرب وألقت عليهما زجاجات حارقة وتم إلحاق أضرار بالبيتين وببيوت مجاورة في البنايتين يسكنها يهود من دون أن تقع إصابات.وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تنشر بتاتا أخبارا حول اعتداءات اليهود على العرب في تل أبيب الأسبوع الماضي. وتشتبه الشرطة في أن خلفية الاعتداءات على العرب في تل أبيب جاءت على خلفية قومية بسبب تزامنها مع الأحداث التي وقعت في عكا وهدأت الأسبوع الماضي.
من جهة ثانية اعتدى شبان يهود على ستة شبان عرب في منطقة مطاعم وحانات في القدس الغربية، مساء الأحد الماضي. وفي حادث آخر ألقى يهود متدينون متشددون الحجارة على عربي يعمل سائق شاحنة جمع نفايات تابعة لبلدية القدس. وتم نقل العرب السبعة على مستشفيات في القدس تلقوا فيها العلاج بعد إصابتهم بجروح. وتشتبه الشرطة في هذه الحالة أيضا أن هذه الاعتداءات مرتبطة أيضا باعتداءات مجموعات يهودية على العرب في عكا.