المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

برزت في الأيام الأخيرة معارضة لنية رئيسة حزب كديما ووزيرة الخارجية المكلفة بتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، تسيبي ليفني، تشكيل حكومة ضيقة مؤلفة من أحزاب كديما والعمل والمتقاعدين وميرتس. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء – 22.10.2008، عن وزير المواصلات وخصم ليفني داخل كديما، شاؤل موفاز، تكراره القول مؤخرا إنه لا يعتزم "الذهاب مع ليفني إلى حكومة ضيقة من دون حزب شاس". وأضافت الصحيفة أن أربعة أعضاء كنيست آخرين من كديما أوضحوا أيضا أنهم سيتمردون على ليفني "وسنسقط حكومتها". وتأتي أقوال "المتمردين" على خلفية خبر نشرته يديعوت أحرونوت، أمس الأول الاثنين، حول نية ليفني عرض حكومة ضيقة، لا تشمل شاس، لدى افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، يوم الاثنين المقبل.

وقال "المتمردون" الأربعة في كديما، وهم النواب زئيف ألكين ورونيت تيروش وعتنيئيل شنلار ودافيد طال، وكذلك موفاز، إنهم لن يصوتوا إلى جانب حكومة ضيقة في حال عرضتها ليفني على الكنيست. وقال شنلار لإذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، إن "معظم أعضاء الكتلة يريدون البقاء في الحزب، ولذلك فإني لا أعتقد أن أعضاء كديما سيؤيدون حكومة ستعرض برنامجا سياسيا بروح توجهات حزبي العمل وميرتس". ونقلت يديعوت أحرونوت عنه قوله إنه "لن يتم عرض حكومة يسار برئاسة ليفني في 27 تشرين الأول (أي الاثنين المقبل)، وكل الأنباء حول حكومة ضيقة كهذه ليست ذات صلة بالواقع. فكديما هو حزب وسط وعليه أن يقود تحالفا واسعا مع شاس وأحزاب أخرى أو أن يقود الدولة نحو انتخابات" مبكرة. وقال عضو الكنيست طال، الذي كان في الماضي نائبا عن شاس، "لا أعتزم تأييد تشكيل حكومة ضيقة في إسرائيل. وهناك أعضاء آخرين في كديما يعارضون خطوة كهذه". ولم تستبعد تيروش التصويت ضد حكومة ضيقة وقالت "أنا أعارض بشدة تشكيل حكومة تعتمد على أصوات اليسار والعرب".

من جهة ثانية قال قيادي في كديما ليديعوت أحرونوت إنه إذا كانت ليفني تريد عرض حكومة ضيقة "فإنه من الأفضل الذهاب إلى انتخابات. تسيبي لم تعرف كيف تدير المفاوضات (الائتلافية) منذ اللحظة الأولى. إنها ساذجة ببساطة. والآن هي تبث أنها في ضائقة وتتصل كثيرا بشاؤل موفاز وداليا ايتسيك (رئيسة الكنيست) من أجل الحصول على دعمهما. وليفني لن تنجح في تمرير تشكيل حكومة ضيقة في الكنيست".

وكان موقف الوزير زئيف بويم، الذي دعم موفاز في انتخابات رئاسة كديما، مفاجئا. وقال بويم إنه إذا كانت ليفني تنوي تشكيل حكومة ضيقة ومواصلة المفاوضات مع شاس فإن هذه خطوة سياسية مقبولة. وأضاف أنه "لا توجد مشكلة في تشكيل حكومة ضيقة لمدة قصيرة من أجل إقناع شاس بالانضمام والحفاظ خلال ذلك على حقائبهم. لكن هذه لن تكون إستراتيجية صحيحة أن يتم الاستناد إلى حكومة ضيقة لفترة طويلة. كديما هو حزب وسط ولا يمكنه أن يكون الجهة اليمينية في حكومة ذات مواقف يسارية واضحة". ورأى بويم أن الثمن الذي يتعين على حزب كديما دفعه لشاس في نهاية المطاف، من خلال زيادة مخصصات الأولاد، سيكون أفضل من الذهاب لانتخابات عامة مبكرة. وأوضح أنه "إذا لم تحصل شاس على الثمن الذي تطلبه فسنضطر إلى الذهاب إلى انتخابات لن تكلفنا مبلغا أقل. وبعد الانتخابات سوف تحصل على ما تريده بكل تأكيد ولذلك فإنه من الأفضل إنهاء هذه القصة الآن وتوفير تكاليف معركة الانتخابات بسبب خلاف على 200 مليون شيكل".

في غضون ذلك لا تزال المفاوضات الائتلافية بين كديما وشاس متعثرة على خلفية مطالبة الأخير بزيادة مخصصات الأولاد بمبلغ يتراوح ما بين مليار ومليار ونصف شيكل، وأن يتم دفع هذه الزيادة من خلال موازنة العام المقبل. لكن وزير المالية، روني بار أون، ما زال يصر على رفض دفع هذه الزيادة. وأبلغ طاقم المفاوضات الائتلافية في كديما طاقم المفاوضات في شاس خلال اجتماعهما الأخير بأن ثمة استعداد لدفع 600 مليون شيكل من خلال موازنة العام المقبل. ونقل محلل الشؤون الحزبية في صحيفة هآرتس، يوسي فيرطر، اليوم، عن مصادر في شاس قولهم إنه "إذا أرادت ليفني أن ننضم لحكومتها عليها أن تبدأ بالحديث عن مبالغ بقيمة مليار شيكل فما فوق".

وأشار فيرطر إلى أن موفاز والنواب الأربعة الذين يؤيدوه يقوون رئيس شاس، الوزير ايلي يشاي، الذي "ينثر تلميحات وهمسات، بواسطة مقربيه، حول رغبته في رؤية موفاز يتولى وزارة المالية بدلا من روني بار أون. وموفاز، في هذه المرحلة، ينسق خطواته مع يشاي أكثر مما ينسق مع ليفني" رئيسة حزبه.

ورأى فيرطر أن "بار أون صامت، صمتا مدويا. وهو يرى نفسه يقف وحيدا في هذه المفاوضات الائتلافية أمام جنون المؤسستين الاقتصادية والسياسية. فهو الرجل الذي سيتعين عليه الانشغال يوميا في الإعداد والاستعداد للأزمة الاقتصادية المقبلة علينا، والتي سيتم التعبير عنها بانخفاض كبير في دخل الدولة، ارتفاع البطالة المتوقع، تباطؤ وركود الاقتصاد، بينما الأحزاب منفلتة العقال وتقفز على متن التيتنيك (الغارقة) ويسيل لعابها على المال الذي أخذ ينتهي شيئا فشيئا".

من جانبه، شكل حزب المتقاعدين، الذي عاد وتوحد مؤخرا، طاقم مفاوضات ائتلافي ليعرض مطالب الحزب أمام كديما. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن عضو الكنيست يعقوب بن يزري، من المتقاعدين، اجتمع صباح اليوم مع يشاي والزعيم الروحي لحزب شاس، الحاخام عوفاديا يوسيف. ويطالب حزب المتقاعدين ليفني بميزانيات، يصل حجمها إلى مليار شيكل، مقابل الانضمام للحكومة. وتشمل هذه الميزانيات زيادة مخصصات الشيخوخة وزيادة مخصصات اقتناء أدوية. وعقبت مصادر في كديما على مطالب المتقاعدين بالقول "يبدو أنهم سقطوا على رؤوسهم، فقد حصلوا على أموال كثيرة ويبدو أنهم يعتقدون أن الحكومة هي بقرة حلوب".

المصطلحات المستخدمة:

كديما, يديعوت أحرونوت, الكنيست, الكتلة, هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات