المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 649

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

ذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 19.9.2008، أن الرئيسة الجديدة لحزب كديما ووزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، ستحاول منع حدوث موجة انسحاب قياديين من الحزب في أعقاب إعلان خصمها، وزير المواصلات شاؤل موفاز، أمس، اعتزال الحياة السياسية مؤقتا، على أثر خسارته الانتخابات على رئاسة كديما، التي جرت أول أمس. وقالت الصحيفة إن خطوة موفاز أدت إلى حدوث "شرخ" في كديما، وأن ليفني تتخوف من انتقال أعضاء كنيست من هذا الحزب إلى صفوف حزب الليكود.

 

وثمة تخوف كبير من اعتزال النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية، حاييم رامون. وأشار محلل الشؤون الحزبية في هآرتس، يوسي فيرطر، إلى أنه في حال اعتزال رامون فإن ليفني ستواجه مشكلة كبيرة. وأضاف أن "موفاز لا يقدّر ليفني وهو ليس قادرا على تخيل نفسه يخدم تحت قيادتها، ويعطيها التقارير وينتظر خارج مكتبها للقائها". وأشار محللون إلى أنه تتردد منذ الأمس الشائعات بأن موفاز في طريقه إلى حزب الليكود لتولي منصب وزير الدفاع في حكومة يشكلها بنيامين نتنياهو. لكن فيرطر استبعد ذلك مشيرا إلى أن نتنياهو وعد حتى الآن خمسة أشخاص بهذا المنصب.

وكان موفاز قد أعلن، أمس، اعتزاله الحياة السياسية، وقال في مؤتمر صحفي عقده في مقر حزب كديما بعد اجتماعه مع مؤيديه، "سأعتزل لفترة مؤقتة الحياة السياسية وأريد أن أدرس مستقبلي". وجاء إعلان موفاز مفاجئا لمقربيه لكنه أضاف "سوف أفحص اتجاهات أخرى" وأوضح أنه لا يريد أن يشغل منصب وزاري في حكومة برئاسة ليفني في حال نجحت الأخيرة بتشكيل حكومة. وحول خسارته الانتخابات الداخلية على رئاسة كديما بفارق واحد بالمائة من الأصوات بينه وبين ليفني، قال موفاز "إني أتقبل نتائج الانتخابات ولا أكن أية ضغينة ضد الوزراء وأعضاء الكنيست الذين دعموا مرشحين آخرين". وأضاف "بودي القول إنني ديمقراطي بروحي وأحترم كل نتيجة وأتمنى لليفني النجاح. ورغم أن الفارق (في نتيجة الانتخابات) كان ضئيلا ونصحوني بالاستئناف ضد النتيجة بسبب وجود أعمال غش، لكني قررت أن مصلحة الدولة قبل كل شيء وخصوصا في هذه الفترة التي تتواجد فيها سفينة الحكم في مياه عاصفة".

ونقلت هآرتس عن أحد وزراء كديما قوله إن "موفاز قام بمناورة سياسية ضد ليفني وانتقم منها بصورة ذكية. وبدلا من أن تتمتع بفوزها، هي مضطرة الآن للانشغال في شؤون الحزب الداخلية. ولم يعد لديها رقم 2 حقيقي ولا شخصية أمنية رفيعة. هذا تصدع في حزب جديد. وليفني ستحول كديما إلى حزب نخب يسارية. هذا ليس كديما الذي أقمناه". ورأى مقربون من موفاز، لدى تطرقهم لنتائج الانتخابات الداخلية، أن "حركة كديما لم تنتخب تسيبي ليفني. موفاز هو الفائز. وكانت هناك جهات تدخلت وغيرت نتائج الانتخابات، ولم نشهد هنا نهجا سياسيا مختلفا (كما تقول ليفني دائما) وإنما هذه سياسة مخادعة".

وفي غضون ذلك، بدأت ليفني، أمس، أولى اتصالاتها لتشكيل تحالف حكومي بديل. وأفادت صحيفة معاريف بأن ليفني تحاول في هذه الاتصالات توضيح موقفها بأنه لا حاجة لإجراء مفاوضات لأن هذا التحالف قائم، مشيرة بذلك إلى أنها ترفض أن تطرح الأحزاب مطالب جديدة الآن. ونقلت معاريف عن ليفني قولها لقياديين في حزب العمل إنها لا تخشى الذهاب لانتخابات مبكرة وأبلغتهم محذرة: "حكومة برئاستي الآن أو انتخابات عامة خلال 90 يوما". ويأتي هذا التحذير من جانب ليفني في وقت لا يريد فيه حزبا العمل وشاس الذهاب لانتخابات مبكرة. ولذلك، أضافت معاريف، فإن ليفني تمارس ضغوطا على رئيس العمل ووزير الدفاع، ايهود باراك، بحديثها عن إجراء انتخابات عامة في غضون 90 يوما، وهي فترة لن يتمكن خلالها باراك من تحسين مستوى شعبيته المتدنية.

والتقت ليفني مساء أمس في بيتها مع رئيس حزب شاس، الوزير ايلي يشاي. وقال يشاي قبل بدء الاجتماع "أريد أن أدقق جيدا في نوايا كديما والوزيرة ليفني وما إذا كانت نيتها تشكيل حكومة والحفاظ على المصالح الهامة لنا أم الانشغال في عملية مؤقتة إذ أن ثمة أهمية لأن لا يحدث تزعزع آخر" في إشارة إلى احتمال تشكيل حكومة غير مستقرة وإلى معارضة شاس إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين حول القدس.

ومن جانبه، دعا رئيس المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، ليفني إلى تحديد موعد لإجراء انتخابات عامة. وقال نتنياهو في كلمة قصيرة ألقاها أمام وسائل الإعلام في مقر حزب الليكود في تل أبيب، إنه "جرى الحديث خلال الشهور الأخيرة عن نماذج حكم. والأمر المنطقي والديمقراطي أكثر من أي شيء آخر هو الذهاب لانتخابات جديدة". وأضاف أنه "ينبغي التوجه للشعب وعدم إبقاء السؤال بأيدي المنتسبين لكديما". وتابع قائلا إنه "في السنتين ونصف الأخيرة فشلت حكومة كديما في مجالات الأمن والاقتصاد والتربية والتعليم، والطريق لوقف هذا التدهور هو تمكين الشعب من انتخاب قيادة جديدة وهكذا سنقف جميعا أمام امتحان الشعب". وادعى نتنياهو إنه "بمقدورنا (أي الليكود) إعادة الأمن وتحسين جهاز التربية والتعليم وتأسيس اقتصادنا وأنا مقتنع بأنه بالإمكان رفع إسرائيل على مسار النجاح". واعتبر أن "من يخشى حسم الشعب ليس جديرا بقيادة الشعب" وقال إنه سيتوجه إلى باراك لمطالبته بالموافقة على تقديم موعد الانتخابات العامة.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات