المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

*الشرطة الإسرائيلية ترى أن حوادث قذف حجارة داخل الخط الأخضر هي "أحداث موضعية" ولا تعتبر إشارة إلى انتفاضة قريبة * جهات أمنية إسرائيلية تعرب عن خشيتها من تزايد ضلوع سكان من القدس الشرقية في مثل هذه الأحداث *

"المشهد الإسرائيلي"- خاص:

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، معززة بقوات خاصة، بعد منتصف الليلة الماضية (الأحد) عشرة فتية من قريتي جسر الزرقاء والفريديس للاشتباه بقذف حجارة على سيارات كانت تسير في منطقة طريق الشاطئ والطريق القديمة بين حيفا وتل أبيب. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأحد- 9/3/2008- عن مسؤولين في الشرطة قولها إنه في الأشهر الأخيرة وقعت عدة أحداث مشابهة في هذه المنطقة تم خلالها قذف حجارة باتجاه السيارات المارة على الطريق السريعة. وفي حادث آخر تم قذف حجارة باتجاه سيارات مارة في منطقة شفاعمرو، وتم اعتقال عدد من الفتية لكن بعد أن أفاد سائق سيارة تعرضت لحجر بأنه شاهد رجلا بالغا يقذف حجرا أطلقت الشرطة سراح الفتية.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، أن الشرطة الإسرائيلية قلقة جدا من تزايد حوادث إلقاء حجارة باتجاه سيارات مارة بالقرب من بلدات عربية، وتسعى لوقفها قبل أن تتسع وتصل إلى درجة أخطر. وبحسب الصحيفة فإنه تم نقل عائلة إلى مستشفى "هيلل يافه" في الخضيرة بعد تعرض سيارتها لحجارة في منطقة جسر الزرقاء.

وقال الضابط عوفر كنتروفيتش، قائد مركز الشرطة في بلدة زخرون يعقوف القريبة من الفريديس، إن أفراد قسم المباحث في الشرطة يعملون في هذه الاثناء على جمع معلومات استخبارية وأن عددا من الفتية المعتقلين "ربطوا أنفسهم بالأحداث" فيما أن الآخرين ينفون أي علاقة لهم بقذف الحجارة. وشدد على أنه في هذه المرحلة من التحقيقات ما زال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأحداث مخططا لها وموجهة أم أنها أحداث عفوية. وأضاف ضابط الشرطة "أننا نأمل أن هذه الأحداث لا تشير إلى أعمال أخطر مما يتوقع أن نواجهه في أعقاب (تصعيد) الوضع في غزة".

رغم ذلك، أكد مسؤولون كبار في الشرطة أن الأحداث التي تشهدها مناطق داخل الخط الأخضر والقدس الشرقية المحتلة هي "أحداث موضعية" ولا تدل على احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة داخل الخط الأخضر. وكانت مجموعة من الشبان المقدسيين قد هاجموا بالحجارة سيارة مفتشين تابعين لبلدية القدس، يوم الاثنين الماضي، وكسروا نوافذ السيارة. وعبّرت جهات أمنية إسرائيلية عن خشيتها من تزايد ضلوع سكان من القدس الشرقية في مثل هذه الأحداث.

لكن الشرطة الإسرائيلية في القدس شددت على أن الأحداث الأخيرة، وحتى عملية إطلاق النار في المعهد الديني "مِركاز هراف" في القدس والتي قُتل فيها 8 طلاب، لا تدل على تصعيد في ضلوع سكان القدس في مثل هذه الأحداث، وأنه "من الصعب الحديث عن انتفاضة ثالثة، ولا يوجد أي مؤشر يدل على أن هذه الأحداث ستنتشر".

ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم، عن قائد الشرطة السابق في منطقة القدس، ميكي ليفي، قوله إن سكان القدس الشرقية ليسوا معنيين بالمشاركة في أعمال ضد إسرائيل، "فالغالبية العظمى من سكان القدس الشرقية ليسوا مواطني دولة إسرائيل لكنهم يحافظون على القانون". ولوح ليفي مهددا بأنه في حال شارك سكان القدس الشرقية في مواجهات وعمليات قذف حجارة فإنه "سيكون لديهم ما يخسرونه، مثل مخصصات التأمين الوطني وبطاقة الهوية الزرقاء والتأمين الصحي والقدرة على السفر للخارج. ولديهم أيضا الكثير ما يمكن أن يخسرونه من الناحية الاقتصادية".

من الجهة الأخرى فإن المواطنين العرب في إسرائيل، وخصوصا ممثليهم في الكنيست، يتعرضون مؤخرا لهجمة شرسة من جانب اليمين المتطرف الإسرائيلي.

فقد دعا عضوا الكنيست ايفي ايتام، من كتلة "الوحدة الوطنية"، وأفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، من على منصة الكنيست إلى طرد نواب عرب من البلاد، بزعم أن النواب العرب "يؤيدون الإرهاب" لمجرد أنهم نظموا مظاهرة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسقوط عدد كبير من الشهداء المدنيين الاسبوع الماضي. وحتى أن نواب اليمين المتطرف اتهموا، في سياق تحريضهم، نوابا عرب بالمسؤولية عن عملية "مِركاز هراف" بسبب تصريحاتهم المعارضة للعدوان والاحتلال الإسرائيلي.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنه على الرغم من تصريحات قادة الشرطة "المعتدلة" حيال أحداث قذف فتيان عرب حجارة على سيارات داخل الخط الأخضر، إلا أن هذه اللهجة قد تتغير باتجاه تصعيد كلامي ضد العرب في المستقبل القريب، بتأثير من تحريض اليمين المتطرف.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات