المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

تحسب مسؤولون سياسيون إسرائيليون من نشوء أزمة في العلاقات بين إسرائيل وروسيا على خلفية الحرب في القوقاز ودعم إسرائيل لجورجيا أمنيا وعسكريا. وأشارت صحيفة معاريف، اليوم الثلاثاء – 19.8.2008، إلى أن السبب الرئيسي لاحتمال نشوء أزمة في العلاقات بين الدولتين هو أن الروس يرون بإسرائيل حليفة للولايات المتحدة وبسبب وجود أزمة في العلاقات الدبلوماسية الروسية الأميركية. وقالت الصحيفة إن غضب روسيا على إسرائيل بسبب دعم الأخيرة أمنيا لجورجيا هو "سبب ثانوي" لأزمة محتملة بين إسرائيل وروسيا.


وأفادت معاريف بأن عدة هيئات إسرائيلية بحثت مؤخرا مسألة العلاقات الإسرائيلية الروسية في أعقاب حرب القوقاز بين روسيا وجورجيا. وتتحسب إسرائيل من أن تُقْدم روسيا على إلغاء عدة صفقات ومشاريع مشتركة بين الدولتين، يفترض تنفيذها في المستقبل القريب والتي من شأنها أن تعزز العلاقات بين الدولتين.

ومن بين هذه المشاريع مؤتمر سلام تسعى روسيا لعقده في موسكو في شهر تشرين الثاني المقبل. وكانت إسرائيل قد أوضحت لروسيا قبل نشوب حرب القوقاز، إنها لن تعارض عقد المؤتمر بمشاركتها والسلطة الفلسطينية ودول عربية. وتولي روسيا أهمية لعقد هذا المؤتمر الذي يؤكد مشاركتها في العملية السياسية في الشرق الأوسط. وأعلنت الإدارة الأميركية قبل الحرب عن عدم معارضتها لعقد المؤتمر في موسكو، لكن إسرائيل، التي لم تعلن بعد موافقتها النهائية على المؤتمر، ستواجه صعوبة في الموافقة على عقد المؤتمر خصوصا بسبب ضغوط أميركية غايتها منع عقد هذا المؤتمر الآن.

كذلك تخشى إسرائيل أن يتم إلغاء صفقة أمنية بين روسيا وإسرائيل وبمشاركة طرف ثالث، وتقضي هذه الصفقة بأن تحسّن إسرائيل ثلاث طائرات فالكون روسية سيتم بيعها إلى الهند وتستخدم لأغراض التجسس. وذكرت معاريف أن إحدى هذه الطائرات أصبحت موجودة في مقر الصناعات الجوية العسكرية في إسرائيل. وتتوقع إسرائيل أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا عليها لإلغاء الصفقة أو إرجاء تنفيذها على الأقل.

وتتعلق المسألة الثالثة بنقل ملكية على أملاك روسية في القدس حيث كان يفترض أن يوقع وزير المالية الإسرائيلي، روني بار أون، خلال الأسابيع القريبة، على اتفاق نقل الملكية على "باحة سيرغي" والمعروف أيضا باسم المسكوبية في القدس إلى حكومة روسيا. وتعتبر المسكوبية أحد الأماكن الهامة بالنسبة للروس من الناحيتين التاريخية والعاطفية. وكان رئيس الحكومة الروسية، فلاديمير بوتين، قد أولى هذه المسألة اهتماما كبيرا وحتى أنه دار حديث عن أن يزور بوتين إسرائيل لحضور حفل رسمي يتم فيه نقل الملكية على المسكوبية إلى روسيا. وقالت معاريف إنه يتوقع في إسرائيل أن تكون هناك إشكالية حول هذه المسألة وأن بوتين لن يزور إسرائيل على ما يبدو، كما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، لن يطلق تصريحات بعيدة المدى حول توثيق العلاقات بين الدولتين ولن يقام حفل رسمي عند التوقيع على نقل الملكية.

وتتعلق المسألة الأخيرة بإلغاء نظام تأشيرات الدخول بين إسرائيل وروسيا بعدما كانت الدولتان قد قررتا إلغاء متبادل للحاجة إلى تأشيرة دخول مواطني دولة إلى الدولة الأخرى. وكان مقررا أن يدخل هذا الاتفاق حيّز التنفيذ في الشهور المقبلة لكن التخوفات في إسرائيل تتزايد الآن من إرجاء تنفيذه، علما أن الدولتين كانتا تعتبران هذا الاتفاق أحد أهم المشاريع التي من شأنها توثيق العلاقات الروسية الإسرائيلية.

وعقبت مصادر سياسية إسرائيلية على الوضع الحاصل بالقول إنه خلافا للتوقعات حيال تعزيز العلاقات بين الدولتين فإنه يبدو الآن أن العلاقات ستبقى على حالها في أحسن الأحوال، لكن من المحتمل أن تسوء وتنشأ أزمة في العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وروسيا.


وتجدر الإشارة إلى أن الصفقات الأمنية الإسرائيلية الجورجية تسببت بتدهور العلاقات بين إسرائيل وروسيا. وقالت المصادر السياسية الإسرائيلية أن روسيا تدرك أنه لا يمكن وقف المساعدات الأمنية الإسرائيلية لجورجيا مثلما تدرك إسرائيل أنها لن تستطيع منع روسيا من بيع سلاح دفاعي لإيران وسورية.

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات