"المشهد الإسرائيلي" - خاص
ادعى مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى أن مصر تتهم حركة حماس بإفشال المفوضات، بين إسرائيل وحماس بوساطة مصر، حول اتفاق تبادل أسرى تستعيد إسرائيل من خلاله جنديها الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليت. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 18.8.2008، عن المسؤول الإسرائيلي قوله إنه وصلت معلومات إلى إسرائيل تفيد بأن مدير المخابرات المصرية، عمر سليمان، أبلغ رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، بأن مصر لن توافق على استمرار تصلب المواقف من جانب حماس وأنه طلب الانتقال إلى محادثات مكثفة، تجري في القاهرة، مثلما حدث لدى الاتفاق على التهدئة في قطاع غزة قبل أكثر من شهرين.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن سليمان أوضح لحماس أن مصر لن توافق على التنازل عن دورها كوسيط، مثلما طلبت حماس، وأن مصر ستعارض نقل المسؤولية عن المفوضات حول اتفاق تبادل أسرى إلى جهة أوروبية، مثل ألمانيا، التي توسطت في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله والتي تم تنفيذها الشهر الماضي. وشدد المسؤول السياسي الإسرائيلي على أن مصر طالبت حماس بالرد على طلبها خلال الأسبوع الحالي وأنه يتوقع أن تجري قيادة حماس في دمشق وغزة مشاورات بخصوص الطلب المصري في الأيام القريبة المقبلة.
وذكرت هآرتس أن سليمان مرر رسالة لمشعل بهذه الروح وطالب حماس فيها بالتوقف عن إفشال تقدم المفوضات حول اتفاق تبادل أسرى. ويأتي النشر حول رسالة سليمان لحماس غداة اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قرارا يقضي بإطلاق سراح 200 أسير فلسطيني، بينهم الأسيران سعيد العتبة وأبو علي يطا، اللذان قضيا ما يقرب 30 عاما في الأسر وتصفهما إسرائيل بأن "أيديهما ملطخة بالدم"، فيما بقية الأسرى من الذين أدانتهم المحاكم الإسرائيلية بارتكاب مخالفات خفيفة. ويبدو أنه لا يوجد بين الأسرى المنوي إطلاق سراحهم أسرى ينتمون لحماس. ووصف قرار الحكومة الإسرائيلية إطلاق سراح الأسرى على أنها "مبادرة نية حسنة" تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، عشية حلول شهر رمضان. وستعقد لجنة وزارية إسرائيلية خاصة بشؤون الأسرى اجتماعا أخيرا لإقرار أسماء الأسرى الذين سيطلق سراحهم.
ورأى مراسل هآرتس للشؤون الفلسطينية، أفي سخاروف، في تحليل نشره اليوم أن "رد فعل حماس التي نددت بقرار الحكومة الإسرائيلي، يدل على ضائقة حماس بين الجمهور الفلسطيني وأيضا في المفاوضات حول صفقة شاليت. ورغم أن خطف شاليت اعتبر عمل بطولي إلا أن احتجاز شاليت تسبب حتى الآن بمقتل وإصابة مئات الفلسطينيين في قطاع غزة"، إضافة إلى فرض حصار اقتصادي على القطاع أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع. وأشار سخاروف إلى أنه في مقابل ذلك، فإن "أبو مازن والسلطة الفلسطينية ينجحون من دون عمليات خطف والتسبب بمقتل وإصابة فلسطينيين بتحقيق إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، 200 الآن و400 قبل عدة شهور".
وتابع سخاروف أنه "على الرغم من أن الخطوة الإسرائيلية تعتبر محاولة إسرائيلية مقصودة لضرب حماس فإن القرار الإسرائيلي سيساعد أبو مازن في نهاية المطاف في المعركة على كسب تأييد الجمهور الفلسطيني". ولفت سخاروف إلى أن إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني الآن سيحظى بتغطية إعلامية واسعة عالميا وعربيا وفلسطينيا "وحتى حماس ووسائل إعلامها ستواجه صعوبة في تجاهل الإفراج عن الأسرى".