"المشهد الإسرائيلي" - خاص
يقدر جهاز الأمن الإسرائيلي أن كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، تسعى لمواصلة القتال ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة ولذلك فإنها لن توافق على المبادرة المصرية – الفرنسية لوقف إطلاق النار في القطاع. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الخميس – 8.1.2008، عن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قولها إن كتائب القسام لن توافق على اتفاق وقف إطلاق نار تتعهد فيه مصر بالعمل على منع تهريب أسلحة من شبه جزيرة سيناء إلى القطاع.
وأضافت هآرتس أن القرارات في حماس لا يتم اتخاذها بصورة انفرادية وإنما بالتشاور بين القيادة السياسية في دمشق والقيادة السياسية والعسكرية في قطاع غزة. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه في الماضي أخضع قادة الذراع العسكري أنفسهم لقرارات القيادة السياسية للحركة لكن من الجائز أن توازن القوى داخل حماس قد تغير في الفترة الأخيرة. ولفتت هآرتس إلى أن الأمر الأساسي الذي يُصعّب على حماس بلورة سياسة الحركة في هذه الأيام هو أمر تقني يتعلق بالاتصال بين تيارات حماس على ضوء الضغوط الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتشير التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن قيادة حماس في القطاع أصبحوا يتحركون سرا وأن قيادة الذراع العسكري ليست ضالعة في القتال، وأن قيادات بمستوى متدن تواجه القوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع. وأضافت هآرتس أنه على الرغم من أنه تم بناء كتائب القسام كتنظيم شبه عسكري، إلا أن اجتياح الجيش الإسرائيلي لشمال قطاع غزة جعل الكتائب تعمل كتنظيم أنصار، إذ تحرص الكتائب على السرية البالغة وتحارب القوات الإسرائيلية خلايا مؤلفة من عدد قليل من المقاتلين نسبيا ولا يوجد تنسيق بين أطر قيادية كبيرة فيما يتم بذل جهود لتنسيق إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وتابعت هآرتس أن كتائب القسام وزعت الأسلحة على القيادات المتدنية المستوى قبل بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ولاحظ جهاز الأمن الإسرائيلي أن محاولات إطلاق نشطاء حماس الصواريخ باتجاه إسرائيل يجري بصورة مركزة وفي ساعات محددة كما أن حماس تطلق "وجبة" ثابتة وصغيرة من صواريخ كاتيوشا إلى مدى أربعين كيلومترا وأكثر من اجل مواصلة تهديد المناطق الإسرائيلية البعيدة عن القطاع.
وقالت هآرتس إن جهاز الأمن تعرف على أسماء حوالي 290 قتيلا فلسطينيا سقطوا في قطاع غزة منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية في 27 كانون الثاني الماضي وأن 200 منهم هم من نشطاء الفصائل المسلحة الذين كانوا ضالعين بشكل ما في القتال. وتجدر الإشارة إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 700 فلسطيني وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف بجروح.