"المشهد الإسرائيلي" - خاص
بدأت بلدية القدس مؤخرا بإجراءات للمصادقة على مخطط استيطاني جديد لبناء كنيس يهودي في ضاحية سلوان في القدس الشرقية المحتلة. وافادت صحيفة هآرتس، اليوم الاربعاء – 14.5.2008، بأن المخطط الجديد قدمته منظمة "إلعاد" اليمينية الاستيطانية، ويشمل بناء كنيس ومكتبة وغرف لروضة أطفال وعشر وحدات سكنية وموقف سيارات تحت الأرض يتسع لمئة سيارة.
وتنشط منظمة "إلعاد" الاستيطانية منذ مطلع سنوات التسعين من القرن الماضي في عمليات شراء بيوت فلسطينية في القدس الشرقية وتأجيرها أو بيعها للمستوطنين اليهود. وقدمت هذه المنظمة المخطط الاستيطاني الجديد في قلب الضاحية الفلسطينية في شهر كانون الثاني الماضي. وقالت هآرتس إن وثيقة صادرة عن بلدية القدس بتاريخ 21 كانون الثاني تدل على وجود عملية مصادقة على المخطط الاستيطاني الجديد. وجاء في الوثيقة أن ملف المخطط يشمل جميع آراء الخبراء المطلوبة لتسهيل المصادقة عليه.
وادعت وثيقة البلدية أن المخطط الاستيطاني سيقام في قطعة أرض تابعة ل"دائرة أراضي إسرائيل"، ما يعني أنها أرض مصادرة من الفلسطينيين، وتطلب بناء كنيس يهودي يحمل اسم "أديرت". لكن "دائرة اراضي إسرائيلي" أفادت بأن لا علم لها بالمخطط الاستيطاني الجديد. رغم ذلك، قال متحدث باسم بلدية القدس إن منظمة "إلعاد" استأجرت الأرض وهي صاحبة الحق في "الملك" ولذلك فإن المصادقة على المخطط لا يلزم بالحصول على مصادقة "دائرة أراضي إسرائيل".
إلا أن هآرتس أوضحت أن "الكيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لإسرائيل) نقلت إدارة أراضي ضاحية سلوان إلى "دائرة أراضي إسرائيل". لكن لجنة فحص حكومية كشفت في العام 1992 عن أن "دائرة أراضي إسرائيل" سلمت إدارة أراضي سلوان لمنظمة "إلعاد" الاستيطانية بصورة سرية ومن دون نشر مناقصة ودون شفافية.
وتوجهت جمعية "عير عميم" المناهضة للاستيطان وعضو المجلس البلدي في القدس عن حزب ميرتس، بابيه ألالو، أمس، إلى المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، مناحيم مزوز، وطلبوا الحصول على رأيه في المخطط الاستيطاني الجديد في سلوان وإصدار أمر للبلدية برفض طلب منظمة "إلعاد". كذلك طلبت "عير عميم" وألالو، بواسطة المحامي دانيال زايدمان، معرفة ما إذا كان مزوز يرى أنه من المناسب إقامة بؤرة استيطانية يهودية ذات طابع أيديولوجي بارز في قلب ضاحية عربية قائمة.
وتبعد الأرض التي تخطط المنظمة الاستيطانية بناء الكنيس اليهودي فيها مسافة 200 متر عن أسوار البلدة القديمة. ولفتت هآرتس إلى أن هذه المنطقة تعتبر إحدى المناطق الأكثر حساسية في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وهي منطقة قريبة جدا من الحرم القدسي. وأضافت الصحيفة أنه منذ مؤتمر أنابوليس شددت الولايات المتحدة رقابتها على المشاريع الاستيطانية في المنطقة.
وتزعم إسرائيل أن سلوان هي "مدينة داوود"، وبالاعتماد على ذلك تقوم منظمة "إلعاد" باعمال حفريات أثرية في المكان بالتعاون مع سلطة الآثار الإسرائيلية. إضافة إلى ذلك تدير "إلعاد" ما يسمى ب"الحديقة الوطنية" في سلوان. وتدعي "إلعاد" بأنها اشترت 18 بيتا فلسطينيا في سلوان.