المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

* مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى: انتهت عملية واحدة، لكن هناك عمليات عسكرية كثيرة على الأبواب * أولمرت يؤكد أيضًا أنه لا توجد طريقة لمنع عملية على غرار غزة في الضفة الغربية من دون اقتراح أفق سياسي

"المشهد الإسرائيلي"- خاص:

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، خلال مشاركته في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، اليوم الاثنين- 3/3/2008، إن العملية العسكرية في قطاع غزة "شتاء دافئ" التي انتهت فجرًا، ستتكرر في المستقبل إذا ما استمر إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع في اتجاه جنوب إسرائيل.

وانسحبت قوات لواء غفعاتي وسلاح المدرعات الإسرائيلية من القطاع مخلفة وراءها أكثر من 110 قتلى من الفلسطينيين ومئات الجرحى إضافة إلى دمار في الممتلكات في منطقة شمال القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارات التي ينفذها طيرانه الحربي ستتواصل.

وهدد أولمرت بأن "ما حدث في الأيام الفائتة لن يكون لمرة واحدة، لا من حيث الدخول ولا من حيث الخروج، وكل شيء وارد، بما في ذلك هجمات جوية وبرية وعمليات عسكرية خاصة، كل شيء على طاولة أبحاثنا".

وأضاف "إنهم (الفلسطينيون) سيشعرون بما سنفعله وكيف وكم ولماذا، وسننفذ ذلك وفقا للأهداف التي وضعناها لأنفسنا".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت، مؤخرا، عن أن إسرائيل شنت العملية العسكرية في القطاع بسبب إطلاق صواريخ غراد على مدينة عسقلان (أشكلون) التي يبلغ عدد سكانها 120 ألفا، لكن أولمرت قال اليوم إنه "لا شك في أن الوضع في غزة قد حتّم ردا مختلفا عن الردود التي نفذناها في الأشهر الأخيرة" في إشارة إلى الغارات الجوية وعدم تنفيذ توغلات برية. وأضاف "أؤكد أنه لا علاقة لإطلاق الصواريخ على أشكلون (بالعملية البرية الأخيرة) وأن حياة وجودة حياة سكان البلدات المحاذية للحدود مع القطاع مهمة وغالية بالنسبة لي مثل جودة حياة بقية سكان إسرائيل".

وقال أولمرت بشأن اتساع مدى القذائف الصاروخية التي يتم إطلاقها من القطاع "واضح أن اتساع مدى القذائف الصاروخية من الناحية العسكرية هو أمر يتوجب التداول فيه، لكن من الناحية الأخلاقية فإن إطلاق قذائف على بلدة نتيف هعسراه (المحاذية للحدود مع القطاع) ليس مختلفا عن إطلاق القذائف الصاروخية على أشكلون. وأنا أمتنع عن إعطاء تفاصيل حول ما الذي ندرس تنفيذه كي لا أعد القتلة الفلسطينيين لما هو متوقع لهم وسنفعل ذلك وفقا للأهداف التي وضعناها لأنفسنا".

وحول الانتقادات التي وجهتها جهات دولية لإسرائيل على العملية في القطاع وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى الفلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية قال أولمرت "لقد سمعت ردود الفعل، ولا يوجد إنسان في العالم يستطيع توفير رد مطلق من خلال عملية محدودة على إطلاق القذائف الصاروخية. وأنا مقتنع بأن عملياتنا ستحقق أهداف الحكومة وهي تقليص كبير في إطلاق القذائف الصاروخية وإضعاف حكم حماس بشكل يمس وحتى يحيّد قدرتها على إدارة شؤون الحياة في القطاع، والطريق لتحقيق ذلك ستكون منهجية وبواسطة قوى متعددة وبأساليب مختلفة".

وقال أولمرت إن سكان البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة "فقدوا بهجة الحياة والأولاد يعيشون في خوف دائم والأهالي خائفون ولا توجد دولة بإمكانها العيش مع أمر كهذا وتحمله، وسنواصل العمل وهذا الأمر يحتم قدرة السكان على الصمود. ومن هذه الناحية سنفعل الكثير من أجل مساعدة الجبهة الداخلية والتخفيف من هذه المواجهة". وأضاف "لولا العملية السياسية لكانت إسرائيل مدانة بسبب ما يحدث في قطاع غزة وإن ما يعطينا حيزا من المرونة في العمل وحتى التسامح حيال عملياتنا العسكرية هو احتمال وجود أفق سياسي".

وتطرق أولمرت إلى العملية التفاوضية وإعلان السلطة الفلسطينية تعليق المفاوضات مع إسرائيل وقال "إذا لم نستمر في العملية السياسية فسنضطر إلى مواجهة واقع غزي في كل الضفة الغربية ومن لا يرى هذا فإنه ببساطة يكذب على نفسه. لا توجد طريقة لمنع عملية على غرار غزة في الضفة الغربية من دون اقتراح أفق سياسي ويتوجب القيام بذلك مع قيادة تريد اتفاقا معنا وتتحفظ من الإرهاب ومهتمة بالسلام".

واضاف أولمرت أن القيادة الفلسطينية مهتمة باستمرار العملية السياسية "والقيادة الفلسطينية اليوم تستجيب لذلك أكثر بكثير من قيادة فلسطينية تعانقنا معها في الماضي"، في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

واعتبر أولمرت أن "إسرائيل عرفت كيف تعانق في الماضي كبار القتلة بينهم وعلينا أن نقرر ما إذا كنا نريد عملية سياسية حقيقية أم مواصلة التعطر بتبريراتنا والتسبب في صعود حماس للحكم في الضفة".

وقال إن "سياسة الحكومة ستكون قائمة على أساس توجيه ضربات لحماس التي لا ترغب في أي مسار للتفاهم معنا، ومواصلة المفاوضات السياسية مع الجهات البراغماتية في السلطة الفلسطينية. إذا عرفنا كيف نحافظ على مسار تعمل فيه يدنا الواحدة بالمفاوضات، فيما اليد الأخرى تضرب بكل القوة رؤوس قادة المنظمات الإرهابية، فإننا سنحقق إنجازات".

من جهة أخرى قال مسؤول عسكري رفيع المستوى إن الجيش الإسرائيلي سيشن "عمليات عسكرية كثيرة" في قطاع غزة.

ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني عن المسؤول العسكري الإسرائيلي ذاته قوله إن "عملية عسكرية واحدة انتهت، لكن هناك عمليات عسكرية كثيرة على الأبواب".

وأضاف المسؤول العسكري أنه "لا يمكن تغيير الوضع من خلال عملية عسكرية واحدة، لكن لا شك في أن من شأن سلسلة عمليات عسكرية، تتحلى بطول الصبر والنفس، أن تلحق ضربة شديدة بالمنظمات الإرهابية، وسيؤدي هذا الأمر إلى تغيير الوضع الميداني، وأيضا في مجال صواريخ القسام".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات