المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس الاثنين (26/11)، عشية انعقاد "الاجتماع الدولي" في أنابوليس في الولايات المتحدة، بأن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) وشعبة الاستخبارات العسكرية "حذرا من مخاطر" توصل إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى جدول زمني لاتفاق دائم لحل الصراع بين الجانبين.

وقالت الصحيفة إن رئيس الشاباك، يوفال ديسكين ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، عاموس يدلين، حذرا القيادة الإسرائيلية خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية الذي عقد يوم الأربعاء الماضي عشية "الاجتماع الدولي" في أنابوليس في الولايات المتحدة من الجدول الزمني الذي تسعى الإدارة الأميركية لإملائه على إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالتوصل إلى اتفاق دائم خلال عام واحد وأن هذا هو أمر خطير بالنسبة لإسرائيل.

كذلك "حذر" ديسكين ويدلين وانضم إليهما رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، من أن الرئيس الفلسطيني "ضعيف" و"ليس ناضجا بعد لتطبيق اتفاق سلام مع إسرائيل وقدرته على التنفيذ معدومة".

رغم ذلك أوصى الثلاثة الحكومة الإسرائيلية بإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين على اتفاق دائم لكن يتوجب اعتبار الاتفاق في حال التوصل إليه ليس أكثر من "اتفاق رف" ويتم تأجيل تنفيذه لعدة سنوات حتى تثبت السلطة الفلسطينية أنها "شريك" في عملية سلام.

وأوصى ديسكين ويدلين الحكومة الإسرائيلية أيضا بـ"المماطلة أطول وقت ممكن" في تطبيق المرحلة الأولى من خريطة الطريق، أي بمحاربة الجانب الفلسطيني "للإرهاب"، بادعاء أنه بهذه الطريقة سيتمكن عباس من زيادة قوته في أراضي السلطة الفلسطينية.

إضافة إلى ذلك أوصى المسؤولون الأمنيون بأن تكون إسرائيل "بخيلة" في منح تسهيلات للفلسطينيين وأن تمتنع عن تسليم مسؤوليات أمنية للسلطة الفلسطينية بادعاء أن هذا الأمر "سيفشلها فحسب".

ومع انعقاد مؤتمر أنابوليس، اليوم الثلاثاء، صعدت الشرطة الإسرائيلية من إجراءاتها الأمنية داخل المدن الإسرائيلية. وأمر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، دافيد كوهين، في ختام مداولات أجراها أول من أمس بتصعيد تواجد قوات الشرطة ووحدة حرس الحدود على طول الخط الأخضر وتكثيف عمليات تفتيش المواطنين الفلسطينيين عند المعابر والحواجز العسكرية في الضفة الغربية أيضا وتكثيف عمليات البحث عن مواطنين فلسطينيين يتواجدون في إسرائيل لغرض العمل من دون أن تكون بحوزتهم تصاريح بذلك.

أولمرت يشدّد على أن إيران "لن تمتلك قنبلة نووية"

من ناحية أخرى يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، غدًا الأربعاء (28/11) على انفراد مع الرئيس الأميركي جورج بوش للبحث في خطوات لوقف المشروع النووي الإيراني فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أمس الاثنين (26/11) عن أولمرت المتواجد في الولايات المتحدة قوله في محادثات مع مقربيه إن إيران "لن تمتلك قنبلة نووية".

ونقل كبير المحللين السياسيين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، عن أولمرت قوله خلال محادثات داخلية مغلقة الأسبوع الماضي إنه "بالإمكان مواجهة المشكلة الإيرانية بأدوات عسكرية ويمكن تحمل الثمن المتعلق بعملية كهذه".

ورفض مكتب أولمرت التعقيب على ما اقتبسه برنياع من أقوال أولمرت، كما أن مكتب أولمرت لم ينف هذه الأقوال.

من جهة ثانية قالت صحيفة "هآرتس" إن أولمرت قلق من تقديرات إسرائيلية بوجود تراجع في إصرار الأميركيين على العمل ضد إيران ويخشى من أن ينهي بوش فترة ولايته ويترك الاهتمام في الموضوع النووي الإيراني للرئيس أو الرئيسة الذي سيخلفه وشدد في محادثات داخلية مع مقربين منه على أن "إيران لن تمتلك قنبلة نووية".

ونقلت "هآرتس" عن مصدر في حاشية أولمرت إلى الولايات المتحدة قوله حول لقاء أولمرت مع بوش غداة مؤتمر أنابوليس إن "هذا سيكون اللقاء الأهم" في زيارة أولمرت الحالية للولايات المتحدة.

وسيبحث بوش وأولمرت خلال لقائهما المنفرد في عدد من القضايا المتعلقة بالمنطقة باستثناء الموضوع الفلسطيني وعلى رأسها وقف المشروع النووي الإيراني، بما في ذلك تحسين ترسانة الأسلحة الإسرائيلية، واحتمال استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية وتعزيز العلاقات الأميركية الإسرائيلية مع اقتراب انتهاء ولاية بوش في نهاية العام المقبل.

وقالت "هآرتس" أن أولمرت كان يقدر قبل شهر بأن بوش "سيبذل جهدا أخيرا" بأدوات عسكرية أو من خلال تصعيد العقوبات لوقف المشروع النووي الإيراني، لكنه أصبح قلقا في الفترة الأخيرة بسبب تزايد الأصوات التي تتعالى داخل الإدارة الأميركية والتي تدعو إلى حوار مع إيران وبسبب تحفظ الإدارة الأميركية من عملية عسكرية أميركية ضد إيران.

وكان وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" يوم الجمعة الماضي إن إسرائيل أمام قرارات مصيرية في العام القريب ولمح إلى أن الحديث يدور عن إيران.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات