المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 694

كتب بلال ضاهر:

 

 

 

يعقد في بلدة أنابوليس في الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء (27/11) "الاجتماع الدولي" المخصص للتداول في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، والذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش. ووصل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي إلى أنابوليس مطلع هذا الأسبوع في ظل تعثر المفاوضات بينهما للتوصل إلى "وثيقة مشتركة"، أو بحسب تسمية الجانب الإسرائيلي إلى "بيان مشترك"، لطرحه في المؤتمر، الذي ستشارك فيه 40 دولة بينها 16 دولة عربية. وفي غضون ذلك يواصل الجانب الإسرائيلي وضع عراقيل أمام تقدم المفاوضات مثل استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة وفرض شروط مثل الاعتراف بإسرائيل على أنها "دولة اليهود".

 

من جانبه قال عضو الكنيست ران كوهين، من حزب ميرتس، في حديث لـ"المشهد الإسرائيلي" حول مؤتمر أنابوليس وما إذا بإمكان هذا المؤتمر أن يدفع باتجاه تقدم العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين: "إني متشكك كثيرا إذا ما كان بإمكان مؤتمر أنابوليس الدفع باتجاه اتفاق سلام كامل، لأن هذا المؤتمر لا يبحث في القضايا الأساسية، مثل القدس وحل قضية اللاجئين والحدود وغيرها. ومن دون التوصل إلى اتفاق على كل هذه القضايا فإنه لا يوجد أي أمل للتوصل إلى اتفاق سلام، لا في الجانب الإسرائيلي ولا في الجانب الفلسطيني. لكن رغم كل شيء، فإن المؤتمر برأيي هو خطوة هامة، لأنه يفتح فرصة لاستمرار الحوار بين الجانبين وأيضا لأن مجرّد وجود المفاوضات والمحادثات يؤدي إلى حدوث ضغط على الجانبين لخفض منسوب العنف والإرهاب والاحتلال".

 

(*) "المشهد الإسرائيلي": حكومة إسرائيل وضعت شرطا أمام الفلسطينيين لمواصلة المفاوضات وهو أن يعترف الجانب الفلسطيني بإسرائيل على أنها "دولة يهودية". ألا ترى بأن هذا الشرط يعرقل استمرار المفاوضات؟

 

- كوهين: "أنا أرى بهذا الشرط على أنه شرط حكومي داخلي في إسرائيل، وهذا الشرط يوجهه رئيس الحكومة ايهود أولمرت لأفيغدور ليبرمان (وزير الشؤون الإستراتيجية اليميني المتطرف) وهو ليس موجها لأبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس).ويبدو لي أن هذا السبب من وراء طرح هذا الشرط. وفي صميم الموضوع، فإن الفلسطينيين لن يحددوا طابع إسرائيل وإنما الشعب في إسرائيل والكنيست، مثلما لا يتوجب على إسرائيل أن تحدد طابع الدولة الفلسطينية وإنما من سيحدد ذلك الشعب الفلسطيني والمجلس التشريعي الفلسطيني".

 

(*) نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس (الاثنين) أن رئيس الشاباك يوفال ديسكين ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين أوصيا أمام الحكومة بعدم تنفيذ اتفاق دائم في حال التوصل إليه مع الفلسطينيين، وإنما اعتباره "اتفاق رف" وتأجيل تطبيقه لعدة سنوات. هل هذا حديث أشخاص عقلاء، أم أنهم يضعون قصدا العراقيل؟

 

- كوهين: "أنا أختلف مع موقف هذان السيدين. وهذه ليست مهمتهما بتاتا أصلا وليس من صلاحيتهما التحدث حول اتفاقات سلام. فاتفاقات السلام هي من اختصاص القيادة السياسية، أي الحكومة والكنيست لا من شأن الجنرالات".

 

(*) هناك من يتحدث في إسرائيل عن أن أحزاب اليمين داخل الحكومة الإسرائيلية، مثل "إسرائيل بيتنا" و"شاس"، ستُفشل توجه هذه الحكومة نحو اتفاق سياسي أو حتى استمرار العملية السياسية بين الجانبين. ما رأيك؟

 

- كوهين: "بما أني لست مقتنعا بأن هذه الحكومة برئاسة أولمرت وأحزاب كديما وإسرائيل بيتنا وشاس قادرة على تحقيق اتفاق سلام كامل، فإني مقتنع من الجهة الأخرى أنه فقط بمقدور حكومة برئاسة حزبي العمل وميرتس، مثلما كانت حكومتي إسحق رابين وايهود باراك، أن تصل إلى اتفاق سلام حقيقي وكامل وقيام دولتين للشعبين".

 

(*) أنت تقول هذا على الرغم من أن باراك يتجه بأفكاره، ومن خلال تصريحاته، نحو اليمين الإسرائيلي؟

 

- كوهين: "أنا أختلف طبعا مع باراك ومواقفه اليمينية، لكن في تقديري أن مواقف باراك متأثرة بشكل أكبر من الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية مما هي أفكار حزب العمل الحقيقية. وربما أيضا هو يتجه نحو اليمين لأنه يريد أن يكسب أصوات مركز الخارطة السياسية في إسرائيل في الانتخابات المقبلة".

 

(*) وفي حال انسحب حزبا "إسرائيل بيتنا" و"شاس" من الحكومة، كما يهددان، هل يوجد احتمال لأن ينضم حزب ميرتس لحكومة أولمرت؟

 

- كوهين: "لا أتوقع أن ننضم لحكومة أولمرت. وفي تقديري أن هذه الحكومة ستنهي أيامها في وقت مبكر أكثر من الموعد المحدد للانتخابات. فقضايا الفساد التي يشتبه بتورط إيهود أولمرت فيها والخلافات الحادة داخل التحالف الحكومي، لن تمكن هذه الحكومة، برأيي، من الوصول إلى نهاية ولايتها. وسيسهم في ذلك تقرير لجنة فينوغراد التي تحقق في إخفاقات الحكومة خلال حرب لبنان. وبرأيي أن كل هذه الأسباب لن تمكن الحكومة من إنهاء ولايتها وستكون هناك انتخابات مبكرة".

 

(*) الصحف الإسرائيلية شددت أمس الاثنين على الموضوع الإيراني في زيارة أولمرت الحالية للولايات المتحدة. هل تتوقع، كونك أيضا عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، هجوما إسرائيليا ضد إيران؟

 

- كوهين: "أنا أتوقع أن تبدأ إسرائيل بمفاوضات سلام مع سورية ولبنان سوية. وبرأيي أن هذا هو مفتاح الحل وتعزيز السلام عند حدودنا الشمالية وكذلك سيسهم هذا في عزل إيران في العالم العربي. وهذا الأمر قد يؤدي إلى سقوط النظام الإيراني. ولذلك فإني أرى مصلحة كبيرة جدا لإسرائيل في إجراء مفاوضات سلام حقيقية وحثيثة مع سورية ولبنان".

 

(*) لكن صحيفة هآرتس نقلت أمس (الاثنين) عن أولمرت قوله إن "إيران لن تمتلك قنبلة نووية". هل هذا تهديد أم ماذا؟

 

- كوهين: "أعتقد أن هذا قول ليس صحيحا ولا حكيما. وبرأيي فإن لإسرائيل حقا واحدا مطلقا وهو أن تكون مستعدة للدفاع عن نفسها من هجوم إيراني".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات