أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، في خطاب ألقاه خلال جلسة خاصة عقدتها الهيئة العامة للكنيست يوم الأربعاء 24/10/2007 لإحياء الذكرى السنوية الـ12 لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق إسحق رابين أنه ملتزم بالسلام مع الفلسطينيين مثلما أراد رابين وأنه "سيذهب إلى أنابوليس".
وقال أولمرت "لا أعرف ما إذا كان وقت السلام قد نضج تماما، لكني أعرف أن من واجبي كرئيس حكومة في إسرائيل عمل كل شيء من أجل دفع هذا الوقت قدمًا أو على الأقل محاولة تقريبه مثلما آمن وأراد رابين".
وأردف أولمرت "لذلك سنكون هناك في أنابوليس فاتحين أعيننا وعقلانيين وحذرين لكننا سنمنح فرصة للمحادثات بيننا وبين الفلسطينيين، فنحن نعرف أن السلام لا يتم صنعه بالاجتماعات الدولية".
وكان أولمرت يشير بذلك إلى الاجتماع الدولي المزمع عقده في أنابوليس في الولايات المتحدة في الخريف الحالي ومواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين بعده.
وتطرق أولمرت، الذي كان عضوا في الكنيست عن حزب الليكود اليميني، إلى معارضته لاتفاقيات أوسلو التي وقع عليها رابين مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقال "لم أؤيد عندها قراره وصوت ضده في الكنيست وفي هذه القاعة.
"كان رأيي مختلفا عن رأيه لكني قدرت شجاعته باتخاذ القرارات بنظرة ثاقبة ومن دون أوهام والاستعداد لدفع ثمنها، وفعلا كان الثمن غاليا وغير مسبوق، ثمن حياته".
وأضاف أولمرت "لقد تساءلت مرارا وخصوصا في السنتين الأخيرتين" منذ توليه رئاسة الحكومة "ما الذي دفعه لهذا التحول وما الذي أقنعه بالمضي في طريق أوسلو؟. أعتقد أن هذا كان إيمانا لديه".
وقبل ذلك قال أولمرت خلال مراسم إحياء ذكرى اغتيال رابين عند ضريحه في القدس الغربية إن"تطلع شعب إسرائيل للسلام لن توقفه رصاصات قاتل سافل وملعون".
وكان ناشط اليمين المتطرف الإسرائيلي يعئال عمير قد اغتال رابين في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 1995.
وقال عمير أثناء التحقيق معه بعد الاغتيال، وفقا لشريط فيديو لجلسة التحقيق بثته قنوات التلفزة الإسرائيلية، إن غايته من اغتيال رابين كانت منعه من مواصلة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وإنه قرر تنفيذ الاغتيال منذ التوقيع على اتفاق أوسلو.
وأضاف أولمرت عند ضريح رابين "كنا ساذجين ولم نفكر بالقتل لأننا محصنون كيهود وكأبناء دولة ديمقراطية تصارع على روحها منذ قيامها من سيف كراهية الأخوة داخليا".
وتطرق أولمرت إلى حملة تحريض اليمين الإسرائيلي على رابين عشية اغتياله وقال "لقد استمعنا جيدا قبل القتل إلى الأصوات المنفلتة والتحريض الأرعن، وقد سمعنا كل شيء إلا ان جرس الإنذار فينا كان صامتا، لكننا لم نعد ساذجين".
وقال أولمرت "عليّ أن اعترف بصراحة بأنني لست مقتنعا بتاتا بأننا استخلصنا العبر ونفذنا الدرس كما ينبغي".
من جانبه قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس "كنا شعبا قويا وسنبقى كذلك وأقوى من كل صدمة وأزمة، وهذا لن يجعل إسرائيل تفقد بوصلتها المستقرة والتي لا تزال توجه نحو السلام حتى لو كان مقرونا بالآلام".
وأضاف بيريس "اليوم وأكثر من أي يوم مضى تواصل إسرائيل طريق رابين وهي الطريق التي ستقودنا إلى السلام المنشود".
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقعها الالكتروني شريط فيديو يوثق لحظات اغتيال رابين ويظهر فيه القاتل يغئال عمير وهو ينتظر نزول رابين من الباحة التي اقيم فيها "مهرجان السلام" بعد انتهائه ليستقل سيارته.
ويظهر في الشريط نزول بيريس، الذي كان يشغل منصب نائب رابين، من الباحة ويمر قرب عمير دون أن يلتفت الحراس الشخصيون لبيريس للقاتل الذي كان يتجول في موقع سيارات القادة الإسرائيليين بحرية كاملة علما أنه يتوجب أن يكون موقعا خاليا من أشخاص من خارج جهاز الحراسة وأفراد وحدة خاصة للشرطة.
وبعد أن استقل بيريس سيارته نزل رابين وكان خلفه ثلاثة حراس ومرّ من أمام عمير الذي كان بإمكانه إطلاق النار على رابين من الأمام لكنه نهض ودار حول الحارس في الجانب الأيسر من رابين ليصبح خلف رئيس حكومة إسرائيل مباشرة وسحب مسدسه وأطلق ثلاث رصاصات في ظهر رابين.
يذكر أن شريط الفيديو صوره مواطن وقد تم بثه في الماضي لكن بثه اليوم جاء بعد إدخال تعديلات تقنية عليه سمحت ببثه بوضوح أكبر.