المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 632

هذا ما يقوله الدكتور بوعاز غانور، رئيس "المؤتمر الدولي السابع لمعهد السياسة ضد الإرهاب"، لـ"المشهد". ويضيف: * داخل عملية الاحتلال هناك ممارسات قد تنطوي على ارتكاب جرائم حرب* عن اختراق الأجواء السورية: يبدو أن الهدف كان بالغ الأهمية لدرجة أن صناع القرار جازفوا بإمكان تدهور الوضع إلى حرب مع سورية *

 

كتب بلال ضاهر:

 

عُقد في المركز المتعدد المجالات في كلية هرتسليا الأكاديمية مؤخرًا "المؤتمر الدولي السابع لمعهد السياسة ضد الإرهاب" تحت شعار "تأثير الإرهاب العالمي".

 

وشارك في المؤتمر خبراء أكاديميون في موضوع "الإرهاب" وعسكريون ورجال أمن قدموا من 45 دولة إضافة إلى وزراء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء كنيست.

 

وقد أشرف على هذا المؤتمر وأعد له وترأسه مؤسس ومدير عام "معهد السياسة ضد الإرهاب" في كلية هرتسليا ونائب عميد كلية هرتسليا، الدكتور بوعاز غانور.

 

وقد أجرى "المشهد الإسرائيلي" الحوار التالي مع الدكتور غانور، الذي يعتبر أيضا خبيرا أمنيا في الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.

 

(*) "المشهد الإسرائيلي": ما هي المواضيع الأساسية التي جرى تناولها في المؤتمر؟

 

- غانور: "لقد شمل مؤتمرنا 18 ورشة عمل بمشاركة خبراء، وهذا يعني أنه جرى تناول 18 موضوعا. وبين المواضيع التي أراها مركزية كانت هناك ورشة عمل تناولت المعضلات التي تواجهها دولة ديمقراطية لدى التعامل مع الإرهاب، والقيود المفروضة على دولة ديمقراطية لدى تعاملها مع الإرهاب، وكيفية التوازن بين القيم الليبرالية الديمقراطية وفاعلية الحرب ضد الإرهاب. وتناولت ورشة عمل أخرى مناعة الجمهور لدى مواجهة الإرهاب انطلاقا من أن الإرهاب هو نوع من الحرب النفسية وفي نهاية المطاف يتم التغلب عليه من خلال وعي الجمهور في الجبهة الداخلية. والسؤال هنا هو كيف يمكن تقوية الجمهور في الجبهة الداخلية وتعزيز مواجهته نفسيا لظاهرة الإرهاب. وكانت هناك ورشة عمل ثالثة، وأعتقد أنها بالغة الأهمية ومثيرة، هي تلك التي تناولت توغل الجهاد الإسلامي الراديكالي للقارة الأفريقية، وخصوصا شمال أفريقيا والقرن الأفريقي. ونحن نتحدث هنا عن تنظيم القاعدة وفروعه. وتناولت إحدى ورشات العمل قضية الإرهاب بين مجتمعات المهاجرين المسلمين إلى العالم الغربي، وهذا توجه آخذ بالتطور في الفترة الأخيرة. وكانت هناك ورشة عمل تناولت الحلبة الفلسطينية والتوجهات الجديدة في هذه الناحية وانعكاساتها على الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، مثل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة".

 

(*) لقد تناول المؤتمر أيضا مسألة إعادة تعريف مصطلحات متعلقة بـ"الإرهاب"؟

 

- غانور: "إن المحاضرة التي ألقيتها تناولت الحاجة إلى التوصل إلى توافق دولي حيال مصطلح "إرهاب". فاليوم توجد عشرات التعريفات، إن لم يكن مئات، لمصطلح "الإرهاب"، ولا يوجد تعريف واحد متفق عليه".

 

(*) هل تناولتم أيضا مصطلح "إرهاب دولة"؟

 

- غانور: "ادعائي المركزيّ أن الإرهاب هو بالأساس أسلوب نشاط وليس هدفا بحد ذاته. ويمكن استخدام الإرهاب من أجل تحقيق أهداف شرعية ويمكن استخدامه لتحقيق أهداف غير شرعية. الأمر الثاني الذي يتوجب علينا أن ندركه هو أن هذا الأسلوب موجود في عالم الحرب وليس فقط في العالم الجنائي. أحد النقاشات الكبيرة بين الخبراء في هذا المجال هو أن الإرهاب هو عمل إجرامي وجنائي وهكذا يتوجب التعامل معه ولا يتوجب منح الإرهابيين الاحترام ولا ينبغي التعامل معهم كما لو أنهم مقاتلون. وأنا أدعي أن الإرهاب هو بالأساس عمل قتالي، وموجود في عالم الحرب. ومعاهدات جنيف تحدد ما هو مسموح وما هو ممنوع فعله أثناء الحروب بين الدول. وتنص هذه المعاهدات على أنه يحظر المس بالمدنيين خلال الحروب. وفي حال وجه جيش إحدى الدول المتحاربة ضربات للمدنيين فإنه ينفذ وفقا لمعاهدات جنيف جريمة حرب. بينما في حال وجه جيش دولة ما ضربة ضد جيش أو قوات عسكرية لدولة أخرى فإن هذا هو عمل حربي. وأنا أقول إنه يتوجب إيجاد قاسم مشترك بين ما هو مسموح للدولة أن تفعله في حربها ضد الإرهاب وما هو محظور عليها فعله وبين ما هو مسموح لمن ينفذون أعمالا إرهابية وما هو محظور عليهم تنفيذه. وهنا أصل إلى التفريق بين الإرهاب وحركات الأنصار. بحسب تعريفي فإن الإرهاب هو عمل موجه بشكل متعمد ضد مدنيين، وحركات الأنصار هي تلك التي توجه ضربات متعمدة ضد قوات الجيش والأمن. وعمليا فإن لدينا هنا أسلوبي عمل مختلفين على الرغم من أنه يمكن أن ينفذ التنظيم ذاته هذين العملين وحتى أن الناشط ذاته يمكنه تنفيذ هذين العملين، مرة ينفذ عملا إرهابية ومرة أخرى ينفذ عملا أنصاريا. وأنا لا أدخل هنا في تفاصيل الأهداف التي ينوي تنظيم معين تحقيقها من هذه الأعمال، لأننا لن نتفق أبدا على ما هو هدف مبرر وما هو هدف غير مبرر. لكن بإمكاننا أن نتفق على أنه حتى لو كان هناك هدف يبرر تنفيذ عمليات، فإن هناك أساليب عمل عنيفة ومبررة لتحقيق هدف ما ومن الجهة الأخرى هناك أساليب عمل غير مبررة لتحقيق أهداف. والإرهاب هو الأمر الموازي لجريمة الحرب.

 

"وفيما يتعلق بالدول التي تنفذ أعمالا إرهابية، فإنه للوهلة الأولى هناك بكل تأكيد دول تنفذ أعمالا إرهابية. فالدول التي توجه ضربات متعمدة ضد مدنيين، وليس ضد عسكريين ومقاتلين غير نظاميين في الطرف الآخر، فإنّ هذا هو إرهاب. وعندما أتحدث بهذا الاتجاه أمام خبراء في العالم الغربي يعارضونني ويقولون لي إنه سيتم اتهام إسرائيل وأميركا بأنهما تنفذان أعمالا إرهابية. وأنا أقول إنه إذا كانت إسرائيل أو أميركا تنفذ أعمالا إرهابية فهذا ليس متعلقا بالتعريف الذي أطرحه، إذ سيتم محاكمة إسرائيل أو أميركا وفقا لقوانين الحروب ومعاهدات جنيف. وإذا كانت هناك دولة وجه جيشها ضربات متعمدة ضد مدنيين فإنه لا يهم كيف أعرف أنا ما هو الإرهاب وإنما سيتم اعتبار هذه الأعمال بحسب معاهدات جنيف على أنها جرائم حرب. وأعتقد أنه يتوجب محاكمة أشخاص متورطين في ارتكاب جرائم حرب. ومن هنا فإنه حان الوقت لتنظيم الأمور فيما يتعلق بنشاط التنظيمات. وأعتقد أنه على هذا الأساس الذي أطرحه يمكن أن يوافقني فلسطينيون وعرب ومسلمون ومسيحيون ويهود".

 

(*) أنت تقول عمليا بأن العمليات التي ينفذها نشطاء من حركات مثل فتح وحماس ضد قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، أي في الأراضي المحتلة، تعتبر عمليات شرعية؟

 

- غانور: "بالمناسبة ليس فقط في الأراضي المحتلة، وإنما في كل مكان. إذا كان العمل موجهًا ضد عسكريين فإن هذه عملية أنصار وإذا كان العمل هو تفجير حافلة مليئة بالمدنيين فإن هذا عمل إرهابي".

 

(*) هل هناك تأييد لهذه المعادلة؟

 

- غانور: "لا. لأسفي لا يوجد تأييد لهذه المعادلة، لا في العالم ولا في إسرائيل. لقد كتبت مقالا علميا في هذا الموضوع قبل أكثر من عشرين عاما. وعندها كنت الصوت الوحيد الذي يدعو لمثل هذا التعريف للإرهاب. لكن اليوم هناك تفهم أكثر قليلا من قبل. وإذا نظرنا إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1566 الصادر في العام 2004 فهو ينص على أن الإرهاب هو أسلوب عمل قتالي لكنه ليس مبررا أبدا حتى وإن كان الهدف شرعيا. لكنهم يرفضون تعريف الإرهاب مثلما أعرفه أنا".

 

(*) بالنسبة لإرهاب الدولة، هناك مثال يتمثل في اغتيال القيادي في حماس صلاح شحادة حيث ألقت طائرة حربية إسرائيلية قنبلة وزنها طن على حي سكني في غزة وقتلت معه 15 مدنيا غالبيتهم من الأطفال. ألا تعتبر هذه عملية إرهاب دولة؟

 

- غانور: "معك حق أن تتحدث عن عملية اغتيال صلاح شحادة وألا تتحدث عن عمليات الاغتيال الأخرى التي نسميها في إسرائيل "إحباط عيني". لأن عمليات الاغتيال العينية ضد نشطاء إرهابيين هي عمل حربي شرعي في فترة الحرب رغم أنه لم يتم الإعلان عن حرب بين حماس ودولة إسرائيل. لكن السؤال هو هل عمليات الاغتيال مبررة بكل الظروف؟ أنا أعتقد أنه ليس مبررا بتاتا إلقاء قنبلة وزنها ألف كيلوغرام على حي سكني حتى لو كان هناك الكثير من الدماء على يدي هدف الاغتيال، بنظر إسرائيل، ويتواجد في منطقة مليئة بالمدنيين".

 

(*) هناك ما يسمى بـ"المستعربين" في الجيش الإسرائيلي، الذين ينفذون عمليات اغتيال أو اعتقال أو اختطاف ناشطين فلسطينيين. وهم ينفذون هذه العمليات متنكرين ولا يظهرون كجنود. وهذا العمل مخالف للقوانين والمواثيق الدولية التي تحتم أن يرتدي الجندي الزيّ العسكري. كيف تتعاملون مع هذه القضية؟

 

- غانور: "إنّ مسألة المستعربين مثيرة جدا. معاهدة جنيف تنص على أن يفرق العسكري نفسه عن المدنيين. وهذا يعني إنه إذا لم يفعل العسكري ذلك من خلال لباسه والرتب العسكرية وما شابه فإن هذا يعني أنه ينفذ جريمة حرب. وأنا أعتقد أن هذا هو أحد الأمور التي يتوجب تعديلها في معاهدة جنيف والسماح لدولة بتنفيذ عمليات مستعربين، لأن هذه العمليات تحافظ على المدنيين في الجانب الآخر أكثر من غارة جوية، لأنهم يتوجهون إلى الشخص المحدد. رغم ذلك فإني أعتقد أن ثمة ثمنًا لذلك. لأني إذا سمحت للدولة أن تمارس أعمال المستعربين فإنه يتوجب السماح للتنظيم غير النظامي القيام بعمليات مستعربين مضادة. أي أن لا يرتدي الناشط في تنظيم بزة عسكرية لدى توجهه لتنفيذ هجوم ضد قوات الجيش".

 

(*) ألا تعتقد أن الاحتلال هو نوع من الإرهاب؟

 

- غانور: "الاحتلال بحد ذاته ليس نوعا من الإرهاب. الاحتلال هو عمل شرعي في حالة الحرب. وداخل عملية الاحتلال هناك ممارسات قد تنطوي على ارتكاب جرائم حرب. وما يمكن أن يحدث في حالة الاحتلال هو أن يقول الفلسطينيون، مثلا، أو يقول مؤيدون لهم، إنه بالنسبة لنا فإن الفلسطينيين هم مقاتلون من أجل تحرير وطنهم من الاحتلال، ونحن نرى بهذا عملا شرعيا. عندها لن أناقشهم في صحة ذلك. فأنا كإسرائيلي يمكنني القول إني أقاتل من أجل تحرير وطني. لكن هذا ليس موضوعا للنقاش بيني وبين الفلسطيني. ويمكنني أن أقول إن للمقاتل من أجل الحرية الحق في أن يستخدم العنف من أجل التحرر من الاحتلال، لكن ليس كل أنواع العنف، ليس العنف ضد المدنيين".

 

انعكاسات الأوضاع في غزة

 

(*) فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة وسيطرة حماس عليها، اعتبرتم، في مؤتمركم، أن هذا الوضع الناشئ في القطاع منذ ثلاثة شهور كانت له انعكاسات على المنطقة برمتها. كيف؟

 

- غانور: "هذه انعكاسات في عدة مستويات. أولا، على مستوى الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. حتى سيطرة حماس على قطاع غزة كان الصراع قوميا، برأيي. وهذا الصراع يمكن حله، من الناحية النظرية على الأقل، من خلال تسوية. لكن عندما يتحول الصراع إلى صراع ديني، أي عندما تصبح الأرض كلها، كل فلسطين، تعتبر أرض وقف، وعندما يقول الناشطون إن الله أرسلهم، أي أنهم يمارسون أعمالهم بأمر إلهي- ديني، عندها لا يكون هناك مكان للتسوية. وفي وضعية كهذه فإن الانعكاس الأول الذي يؤثر على كل الوضع وخصوصا على الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، هو بنظري أنه لن يكون هناك سلام أبدا. وأعتقد أن هذا لا ينطبق على فتح ولا على الفصائل الأخرى مثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين. فحماس لا توافق بتاتا على أي سيطرة يهودية على أرض في هذه البلاد، مهما تكن صغيرة، ولا حتى على تل أبيب".

 

(*) لكن حماس اقترحت هدنة مع إسرائيل لسنوات طويلة.

 

- غانور: "هذا صحيح. لكن، وأنا أتحدث كإسرائيلي الآن وليس كخبير في الإرهاب، فإني، شخصيا، مستعد في إطار مفاوضات أن أنسحب من الأراضي المحتلة كلها والعودة إلى حدود 1967 وإقامة عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية، لكني لست مستعدا لتنازلات كهذه مقابل هدنة، أو مقابل وقف إطلاق نار".

 

(*) هل تعتقد أن إسرائيل ستنفذ عملية اجتياح واسعة في القطاع، مثل اجتياح الضفة في العام 2002؟

 

- غانور: "أعتقد أن إسرائيل لا تريد بتاتا اجتياح القطاع. وهذا آخر شيء يريده الجمهور والحكومة في إسرائيل. لكن في حال سقط صاروخ قسام على روضة أطفال أو مدرسة أو أي هدف مدني وأدى ذلك إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين قتلى وجرحى فإني أعتقد أن صناع القرار في إسرائيل لن يتمكنوا من الصمود أمام ضغط الرأي العام الإسرائيلي، وهناك الكثير من الطرق التي يمكن الرد من خلالها. ولذلك فإن الاجتياح ليس واردا بالحسبان".

 

(*) خلال مؤتمركم بحثتم أيضا في العلاقة بين الإرهاب والمخدرات. ما المقصود؟

 

- غانور: "عملية إدارة منظمة إرهابية، وأنا لا أتحدث هنا فقط عن الوضع الفلسطيني وإنما بشكل عام، هي أشبه بعملية إدارة مصلحة تجارية. هذا يكلف مالا كثيرا، ليس من أجل تنفيذ عملية، وإنما هذا أمر يحتاج أموالا طائلة للقيام بالدعوى والنشاطات الإعلامية المتعلقة بذلك إضافة إلى دفع أموال لنشطاء التنظيم. والتنظيمات الكبرى تتلقى أموالا من دول تدعمها ومن صناديق خيرية ومتبرعين في دول أخرى. وهناك قسم من الأموال يصل من مصادر جنائية، مثل أعمال تزييف وتزوير وتهريب وتجارة مخدرات. هنا يمكن ذكر حزب الله على أنه تنظيم يمارس المتاجرة بالمخدرات وأعمال تهريب في لبنان وفي أميركا الجنوبية".

 

(*) هل تعتقد أنه ستنشب حرب بين إسرائيل وسورية على ضوء التوتر الحاصل بين الجانبين في الأشهر الأخيرة؟

 

- غانور: "قد تنشب حرب بين إسرائيل وسورية في حال نشبت حرب بين إسرائيل وإيران. ولا أعتقد أنه ستنشب حرب مستقلة بين إسرائيل وسورية. وأعتقد أن السوريين مخطئون في تفكيرهم بأنهم في الحلف الصحيح، مع إيران وحزب الله، ضد إسرائيل. فهم لا يقرؤون الصورة بالشكل الصحيح. سورية هي دولة علمانية بمفهوم معين. وفي حال توصلت إيران إلى حيازة سلاح نووي وحزب الله نجح في السيطرة على لبنان فإن سورية هي التي ستعاني من هذا الوضع الذي سيؤثر سلبا للغاية على سورية. ولذلك فإني أعتقد أن السوريين ينظرون إلى مصالحهم في المدى القريب وليس في المدى البعيد".

 

(*) السؤال هو هل يمكن أن تشن إسرائيل حربا ضد سورية؟

 

- غانور: "لا. لا أعتقد ذلك بتاتا. فليس من مصلحة إسرائيل الدخول في حرب مع سورية مثلما أنّه ليست هناك مصلحة لإسرائيل في اجتياح غزة".

 

 

اختراق الأجواء السورية

 

(*) كيف تفسر اختراق الطيران الحربي الإسرائيلي للأجواء السورية قبل أسبوعين؟

 

- غانور: "الحقيقة أني لا أعرف ما الذي جرى في هذه القضية. لكني أعرف أنه إذا كان هناك هجوم، وجرى في فترة بالغة الحساسية وإذا كان صناع القرار الإسرائيليون قد قرروا تنفيذ هجوم كهذا، فإنه على ما يبدو أن الهدف كان بالغ الأهمية لدرجة أنهم خاطروا بإمكانية تدهور الوضع إلى حد الحرب مع سورية. من جهة أخرى أعتقد أن أداء القيادة السورية كان عقلانيا وهم لم يعملوا انطلاقا من غرائزهم وإنما بترو وقالوا إنهم سيردون في الوقت المناسب. وبالمناسبة فإن أحد انتقاداتي على أداء حكومة إسرائيل في حرب لبنان الثانية كان أن القيادة الإسرائيلية لم تتصرف تماما مثلما تصرف السوريون الآن. فقد كان ادعائي حينها أن حكومة إسرائيل اتخذت قرارا غرائزيا لدى شنها الحرب على لبنان".

 

(*) هل هناك تخوف حقيقي في إسرائيل من سيطرة حزب الله على لبنان وتغيير النظام الطائفي هناك؟

 

- غانور: "هذا تخوف وشعور ملموس للغاية في إسرائيل. وقد رأينا كيف تسير العملية. وكيف كانت وضعية حزب الله في العام 1982 (عندما غزت إسرائيل لبنان) وكيف كانت وضعيته عندما كانت حركة أمل هي التي تسيطر في الساحة الشيعية في لبنان وبعد ذلك عندما أصبح حزب الله القوة الأكبر بين الشيعة. ودعنا نرى هروب أو هجرة المسيحيين من لبنان في العقد الأخير وما ينطوي عليه ذلك من تغيير في التوازن السكاني، كذلك أنظر إلى دخول حزب الله إلى مجال الحكم المحلي ومن ثم إلى البرلمان اللبناني وبعد ذلك إلى التحالف الحكومي. اليوم حزب الله قريب من وضع يكون فيه القوة الحاسمة في الحكومة. ولم يتبق سوى خطوات قليلة من أجل تحويل لبنان إلى جمهورية إسلامية شيعية".

 

(*) أعتقد أن ما تصفه هنا لا يمكن أن يمر سوى من خلال حرب أهلية. ألا تعتقد ذلك؟

 

- غانور: "حرب أهلية ممكن أن تكون قصيرة جدا. فقد رأينا كم من الوقت استغرقت الحرب الأهلية التي قادتها حماس في غزة. استمر ذلك خمسة أيام ليس أكثر. قد يكون الوضع في لبنان مختلفا بعض الشيء لكن التوجه أصبح واضحًا لدى حزب الله، وهو يسير في نفس اتجاه حماس".

المصطلحات المستخدمة:

هرتسليا

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات