* عدد اليهود عمومًا زاد بأقل من نصف مليون (4%) منذ العام 1970* ازدياد الدعوات للهجرة إلى إسرائيل لحل "مشكلة الزواج المختلط"!*
دلت معطيات رسمية نشرها "معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي"، التابع للوكالة اليهودية، على أن هبوطًا قد طرأ على عدد اليهود في الشتات (الدياسبورا)، حيث انخفض عددهم في الأعوام الـ27 الفائتة بـ3ر2 مليون نسمة ويبلغ عددهم الآن 76ر7 مليون نسمة فقط.
ووفقًا لهذه المعطيات يبلغ عدد اليهود في العالم الآن، بما في ذلك في إسرائيل، 1ر13 مليون يهودي. ويعكس هذا الرقم زيادة بأقل من نصف مليون نسمة (4% فقط) مقارنة مع العام 1970.
وقد سجل الانخفاض الأكبر في عدد اليهود في الشتات في دول الاتحاد السوفييتي السابق وأوروبا الشرقية، ويعود ذلك إلى هجرة حوالي مليون يهودي إلى إسرائيل. وحاليًا يعيش هناك حوالي 450 ألف يهودي فقط، منهم 221 ألفًا في روسيا و79 ألفًا في أوكراينا.
كما سجل هبوط كبير آخر بنسبة 24% في أميركا الجنوبية، التي بقي فيها 393 ألف يهودي، منهم 148 ألفًا في الأرجنتين و96 ألفًا في البرازيل و40 ألفًا في المكسيك.
وحصل انخفاض كبير في عدد اليهود في دول شمال أفريقيا، حيث يسكن هناك حاليًا 5 آلاف يهودي فقط، في حين بلغ عددهم 83 ألفًا في العام 1970. أما في دول آسيا فقد بقي 20 ألف يهودي، غالبيتهم العظمى في إيران، بينما بلغ عددهم 100 ألف في العام 1970. وفي جنوب أفريقيا بقي 72 ألف يهودي من مجموع 124 ألفًا كانوا يعيشون فيها في العام 1970. وهناك نحو 300 يهودي يعيشون في اليمن وعشرة يعيشون في سورية ويهودي واحد يعيش في أفغانستان.
أما عدد اليهود في أميركا الشمالية فلم يتغيّر بصورة حادة، وفق المعطيات نفسها، رغم موجات الهجرة اليهودية الكبيرة من أوروبا الشرقية، ويصل عددهم حاليًا إلى 6ر5 مليون نسمة. وسجل انخفاض بحوالي 5% في عدد اليهود في أوروبا الغربية، التي يعيش فيها حاليًا أكثر من مليون يهودي، منهم حوالي 490 ألفًا في فرنسا و295 ألفًا في بريطانيا و120 ألفًا في ألمانيا. وقد حصل ارتفاع في عدد اليهود في أستراليا ونيوزيلندا فقط حيث بلغ 111 ألف يهودي، في حين كان عددهم 70 ألفًا في العام 1970.
ويؤكد الناطقون بلسان "معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي" أن السبب الرئيس لانخفاض عدد اليهود في الشتات هو الهجرة إلى إسرائيل، لكن يوجد أيضًا سبب آخر لا يقل أهمية هو الذوبان في "المجتمعات المحلية". وتبلغ نسبة هذا الذوبان 70% في روسيا و50% في أميركا الشمالية و45% في أوروبا الغربية. كما أن نسبة التكاثر الطبيعي تعد سببًا هامًا في انخفاض عدد اليهود في العالم. فبينما تبلغ نسبة الإخصاب 75ر2 ولد للعائلة اليهودية في إسرائيل فإنها لا تتجاوز نسبة 5ر1 ولد لمثيلتها في الدول الغربية ونسبة ولد واحد للعائلة اليهودية في دول الاتحاد السوفييتي السابق.
وقال مدير عام "معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي"، أفينوعم بار يوسف، إن الطريق لحل مشكلة الزواج المختلط تكمن في تشجيع الهجرة إلى إسرائيل. ومن أجل ذلك ينبغي تسهيل عمليات التهويد وعدم إجراء أي تغيير في "قانون العودة". في مقابل ذلك تعارض أوساط مسؤولة في الشتات اليهودي الجهود الإسرائيلية الرامية إلى تشجيع الهجرة في صفوفهم، والتي تؤدي إلى إضعاف الجاليات اليهودية عامًا بعد آخر.
من ناحيته رأى الخبير الديمغرافي البروفيسور سرجيو ديلا فرغولا، وهو باحث كبير في "معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي"، أن الهجرة إلى إسرائيل هي أمر مرغوب فيه "لكن لا يجوز إحضار يهود بالقوة إلى هنا. إن إسرائيل معنية بشتات قوي وأكثر يهودية لا بالقضاء عليه قضاءً مبرمًا".
أما مالكولم هونلاين، مدير عام "مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة"، فقال لصحيفة "معاريف" إن موضوع انخفاض عدد السكان اليهود في الولايات المتحدة يثير قلق الجميع، لكن لم نجد بعد المعادلة الصحيحة لمعالجة ذلك.
وأضاف: رغم هذا نحن نعرف بصورة أكيدة أن التربية اليهودية هي المفتاح، وهذا يعني تربية منهجية رسمية وتربية منهجية غير رسمية ومدارس يهودية يومية ومخيمات صيفية وكل ما في وسعه أن يساعد.
وكشف هونلاين إن إحدى المشاكل التي تواجهها الجالية اليهودية في الولايات المتحدة تكمن في كمية العزباوات والعازبين اليهود الكبيرة، سواء في الولايات المتحدة أو في إسرائيل، والذين يبلغ عددهم أكثر من مليون شخص. وقال إنه اقترح استثمار جهد خاص لتزويج هؤلاء من بعضهم البعض بمناسبة الاحتفالات بمرور 60 عامًا على إقامة دولة إسرائيل، في العام المقبل 2008. فمن جهة يمكن أن يؤدي ذلك إلى موجة هجرة كبيرة إلى إسرائيل. ومن جهة أخرى، حتى لو لم تنطلق موجة هجرة فسيتم بذلك ضمان أن يقيم هؤلاء العازبون والعزباوات عائلات يهودية.
وأكد هونلاين أن من السهل اتهام الهجرة إلى إسرائيل بانخفاض عدد اليهود في الولايات المتحدة لكن الحقيقة هي "أننا لم نوفر الجهاز التربوي اليهودي الملائم ولم نجعل الديانة اليهودية أكثر إغراءً وجذبًا للأجيال الشابة".