المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 572

تحت العنوان "عودة إلى الحلف التاريخي" نشرت الصحافية الإسرائيلية المتدينة، رئيسة تحرير مجلة "إيرتس أحيرت" ("بلاد أخرى")، التي تشجع الحوار بين المتدينين والعلمانيين في إسرائيل، بامبي شيلغ، مقالاً في صحيفة "معاريف" اعتبرت فيه المبادرة لتوحيد "الحركة الكيبوتسية الموحدة" و"حركة الكيبوتس المتدين" خطوة ضرورية من أجل "إنقاذ المشروع الصهيوني".

 

 

ومما كتبته شيلغ: أعلن نبأ قصير في إحدى الصحف عن مبادرة لتوحيد الحركة الكيبوتسية الموحدة مع حركة الكيبوتس المتدين. وقد تم العلم بالأمر في أعقاب لقاء عقدته قيادات الحركتين مؤخرًا في "غفعات جلبواع"، وهو اللقاء الذي اتضح فيه أن قادة الحركتين يشعرون بأنهم يواجهون ضائقات مماثلة في المجالات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية.

ومضت قائلة: التحالف المرتقب بين هاتين الحركتين هو خطوة ضرورية. ذلك أنه تحالف حقيقي بين طرفين يهمهما مستقبل مشروع الكيبوتس أكثر من الخلاف بين "المتدينين" و"العلمانيين". وأكثر من ذلك يمكن القول إن ما يهم هاتين الحركتين هو مستقبل المشروع الصهيوني برمته. وهذا التحالف في وسعه أن يكون مؤشرًا إلى تحالف إسرائيلي أوسع يتم بين الصهيونية الدينية المعتدلة وبين اليسار الصهيوني.

وقالت أيضًا إنه في الظاهر فقد سبق أن حصل مثل هذا التحالف من قبل حركة "ميماد"، التي أصبحت شريكة حزب "العمل". ومن شأن التحالف الجديد في الحركة الكيبوتسية أن يضع اللبنة الأساس الأولى لعملية إسرائيلية تربط من جديد بين الحركتين الطلائعيتين الكبريين: اليسار الصهيوني والصهيونية الدينية.

 

ما هو الكيبوتس؟

 

يذكر أنّ الكيبوتس هو شكل من أشكال الاستيطان الصهيوني والإسرائيلي. وتعتمد الحياة في الكيبوتس على الاشتراكية التامة في الإنتاج والاستهلاك والتعاون المتبادل بين أعضاء الكيبوتس.

 

ووضعت الكيبوتسات أهدافا لانطلاقتها وهي الاستيطان على أرض (الوطن القومي)، والعمل الخاص والذاتي، والمساعدة المتبادلة والتعاون الكامل بين كل الأعضاء على مختلف مستوياتهم العلمية والثقافية، اذ أن الجميع متساوون في الكيبوتس. وتتجلى الملكية المشتركة في كل وسائل الإنتاج والتنظيم المشترك للعمل والخدمات، وفي المسؤولية المشتركة لتزويد المنتجات والاحتياجات المادية والروحية لكل أعضاء الكيبوتس. ويقدم الكيبوتس التربية والتعليم كخدمات متساوية لجميع أعضائه.

 

والعضوية في الكيبوتس هي على أساس الاختيار الحر من قبل العضو بالانضمام إليه بعد الاستجابة إلى المعايير والمقاييس التي يفرضها الكيبوتس على الراغبين في الانضمام إليه. وبإمكان الفرد التأثير على قرار الأغلبية. والاجتماع العام للكيبوتس الذي ينعقد بين الفينة والأخرى هو بمثابة شكل برلمان تتخذ فيه القرارات بالإجماع. أما الإدارة التنفيذية في الكيبوتس فهي بيد سكرتارية الكيبوتس التي يتم اختيارها من قبل الاجتماع العام. وتوزع سكرتارية الكيبوتس مهام إدارية على لجان تتولى القيام بها، مثل أمين صندوق مالية الكيبوتس، ولجنة التربية والتعليم، ولجنة العمل والمصالح في الكيبوتس، وغيرها.

 

وقد أقيم عدد قليل من الكيبوتسات حتى أواخر الحرب العالمية الأولى، ولم تبن شبكة علاقات بينها إلا في النادر، ولكن الوضع اختلف بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وزوال الحكم التركي وقدوم الانتداب البريطاني الذي اظهر تعاطفا مع الأطماع الصهيونية، حيث أُقيمت عشرات من الكيبوتسات التي عمل أعضاؤها في البداية في أعمال البناء ورصف الشوارع ثم انتقلوا إلى العمل في الزراعة. وفي العشرينيات ومطلع الثلاثينيات من القرن المنصرم بدأت تتشكل الكيبوتسات على أساس عقائدي مشترك، وكان شكل الاستيطان الكيبوتسي هو السائد تقريبا في الثلاثينيات اثر ازدياد موجات هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين. واهتمت الكيبوتسات بتحضير أراضيها من كافة النواحي لإقامة الاستيطان سواء بواسطة تجفيف أراضي المستنقعات، أو بإقامة برج وسور حول المستوطنات لحمايتها مما سُمي بالاعتداءات الفلسطينية على المستوطنات والمزارع فيها.

 

وتمكنت الكيبوتسات في الفترة الواقعة بين 1945 و 1948 من استيعاب الآلاف من المهاجرين اليهود حتى بلغت نسبة السكان في الكيبوتسات حوالي 5ر7% من مجموع اليهود في فلسطين. ولعبت هذه النسبة دوراً مركزياً في التحضيرات الأمنية والعسكرية لخوض معارك العام 1948 وصولاً إلى الإعلان عن إقامة إسرائيل.

 

وتدنت نسبة اليهود في الكيبوتسات بعد إقامة إسرائيل، إذ بلغت حوالي 5ر3% من التعداد الكلي لليهود في إسرائيل، وذلك بسبب توجيه المهاجرين اليهود إلى أشكال أخرى من الاستيطان مثل (الموشافيم) و(الموشافوت) ومدن التطوير، وغيرها. وشهدت الحركات الكيبوتسية المختلفة انتعاشا في الستينيات والسبعينيات، إذ أقيمت عدة كيبوتسات في هضبة الجولان ومواقع في الجليل الأعلى، ولكن الكيبوتسات شهدت تراجعا قويا في أواخر الثمانينيات والتسعينيات، حيث انخفض عدد الأعضاء فيها، وانهار القطاع الزراعي، وتراجع الفعاليات فيها، ما أدى إلى ضعف عام في معظمها، حتى أن بعضا منها يعاني مصير الإغلاق.

 

واهتمت الكيبوتسات في إقامة بعض الصناعات التكنولوجية المتطورة علها تنقذ نفسها من الانهيار، ونجح بعض منها بينما فشل البعض الآخر.

 

تجدر الإشارة هنا إلى أن الكيبوتسات في إسرائيل تنتمي سياسيا إلى مجموعات، مثل: الكيبوتس القطري، والكيبوتس الموحد، والكيبوتس المتدين. ولقد سبق أن اتحدت الكيبوتسات من نوع القطري والموحد في إطار مشترك هو الحركة الكيبوتسية الموحدة.

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات