استعرض نائب رئيس الحكومة الإسرائيلي ووزير الشؤون الإستراتيجية، أفيغدور ليبرمان، خلال محاضرة ألقاها أمس الاثنين (11/12/2006) في "منتدى صبان" المنعقد في واشنطن أفكاره اليمينية المتطرفة واعتبر أن من لا يعترف بدولة إسرائيل كدولة يهودية وصهيونية لا يمكنه أن يكون مواطنا فيها.
ويشارك عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين في "منتدى صبان" السنوي التابع لمركز صبان للشرق الأوسط في معهد بروكينز في واشنطن والذي يموّله الملياردير الأميركي اليهودي حاييم صبان. وقد افتتح يوم السبت الماضي في العاصمة الأميركية.
ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني عن ليبرمان قوله، خلال المحاضرة التي ألقاها فجر أمس بتوقيت الشرق الأوسط، إن "لدولة إسرائيل الحق في المطالبة بولاء مواطنيها، ومن ليس مستعدا للاعتراف بأن إسرائيل هي دولة يهودية وصهيونية لا يمكنه أن يكون مواطنا في الدولة".
وبدا واضحا أن أقوال ليبرمان الذي يروج لفكرة طرد العرب من إسرائيل أو إخراجهم منها بواسطة تعديل حدود إسرائيل موجهة ضد الأقلية العربية في إسرائيل.
وتأتي أقوال ليبرمان في أعقاب إعلان لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، الأسبوع الماضي، عن وثيقة "التصور المستقبلي للجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل" التي أعدها باحثون عرب وطالبت بحكم ذاتي ثقافي وديني وتعليمي للأقلية العربية وبالحصول على حق "الفيتو" على قرارات مصيرية تتخذها الحكومة والمؤسسات الرسمية الإسرائيلية بخصوص العرب وطالبت بتحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية خلال العقدين المقبلين (اقرأ مقالاً عنها ص 7).
وادعى ليبرمان إن اقتراحه بتقديم مواطني إسرائيل الولاء لإسرائيل كدولة يهودية وصهيونية "ينطبق على الأجنحة المتطرفة في حركة نيتوري كارتا (اليهودية الدينية المعارضة للصهيونية) مثلما تنطبق على الأجنحة المتطرفة في الحركة الإسلامية" في إشارة إلى الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي داخل الخط الأخضر التي يرأسها الشيخ رائد صلاح.
وهاجم ليبرمان أعضاء الكنيست العرب من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهم عزمي بشارة وجمال زحالقة وواصل طه، بسبب سفرهم إلى سورية ولبنان بعد حرب لبنان الثانية وقال ليبرمان إنهم أعربوا عن تأييدهم لحزب الله.
وتابع ليبرمان أنه "لا يمكن قبول سفر سيناتور أو عضو في مجلس النواب الأميركي أثناء الحرب إلى أفغانستان والتقاء (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن وزعماء القاعدة والإعراب عن تأييده لحربهم ضد الولايات المتحدة وبعد ذلك يسمح له بالعودة والخدمة في الكونغرس".
واستطرد ليبرمان أن "عملية السلام تستند إلى ثلاث فرضيات أساسية خاطئة وهي أن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني هو العامل الأساس لانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، وأن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني هو إقليمي وليس أيديولوجيا، وأن قيام دولة فلسطينية حتى ضمن حدود 1967 (أي في الضفة الغربية وقطاع غزة) سيؤدي إلى نهاية الصراع".
من جهة أخرى قال ليبرمان إن "كل عملية سياسية تحتم ضمان تحسين مستوى حياة وثقافة الشعب الفلسطيني، ومحاولة التوصل إلى اتفاق سياسي قبل ضمان أمن الإسرائيليين وتحسين اقتصاد الفلسطينيين مصيرها الفشل".
يشار إلى أن هذه المرة الأولى التي يشارك فيها ليبرمان في "منتدى صبان" كما أنه سيكرر طرح أفكاره اليمينية المتطرفة اليوم الثلاثاء أثناء لقاء مزمع له مع وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس.
وكان النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلي، شمعون بيريس، قد ألقى أول من أمس الأحد (10/12/2006) محاضرة أمام "منتدى صبان" قال فيها إن "حماس لا تريد دولة فلسطينية ولا تبحث عن أرض أو انتصار إقليمي، فهم يريدون هيمنة دينية وشرق أوسط تحت سيطرة إسلامية".
وأضاف بيريس أن "معادلة أرض مقابل سلام ليست قائمة في علاقة إسرائيل- حماس، وبالنسبة لحماس فإن القضاء على دولة إسرائيل أهم بكثير من قيام دولة فلسطينية".
وتطرق بيريس إلى إيران وبرنامجها النووي وقال إن "قوتها نابعة من ضعف المجتمع الدولي، فلو كان هناك تحالف دولي لعادت إيران إلى حجمها الطبيعي من دون أن تكون هناك حاجة لشن حرب ضدها".
وأضاف بيريس أن إيران لن تملك قوة لبسط هيمنة دينية وأنه يعتقد بأن هناك عددًا أكبر من الخيارات لمواجهة "التهديد الإيراني" مما يعتقد، وبضمن ذلك مراقبة الصواريخ الإيرانية الطويلة المدى التي تحمل رؤوسا متفجرة وفرض عقوبات اقتصادية وقيودا على تصدير النفط وكذلك المساعدة في إسقاط النظام في طهران.
وتناول بيريس خلال محاضرته الموضوع السوري وقال إن سورية ترغب بتجديد المفاوضات مع إسرائيل من أجل "أن نفتح لها أبوابا في الولايات المتحدة وذلك من دون أن تدفع الثمن المطلوب وإخراج مقرات الإرهاب من دمشق (في إشارة إلى مكاتب حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني) ووقف المساعدات لحزب الله والاستعداد لإجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل".
ويشار إلى أن "منتدى صبان" يناقش القضايا المركزية المتعلقة بالشرق الأوسط وبينها البرنامج النووي الإيراني والوضع في لبنان وتهديدات حزب الله بعزمه على إسقاط الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة إضافة إلى الوضع في الأراضي الفلسطينية وترؤس حركة حماس للحكومة الفلسطينية وإطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل.
من جانبها ألقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، محاضرة خلال افتتاح "منتدى صبان" السبت الماضي (9/12/2006) هاجمت خلالها بصورة غير مباشرة تقرير وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر حول العراق. وقالت ليفني إن "مشاكل الشرق الأوسط ليست نابعة من الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ويتوجب اتخاذ قرارات طبقا للوضع اليوم وليس بموجب أفكار قديمة".
وكررت ليفني تصريحات سابقة كانت قد أطلقتها في الأشهر الأخيرة واعتبرت أن "هناك تقسيمًا مختلفًا تماما في الشرق الأوسط اليوم، فقد أصبح الصراع بين المعتدلين والمتطرفين، ومن الناحية الفعلية إسرائيل موجودة في معسكر واحد مع دول عربية معتدلة في المنطقة".
وأضافت أن "قسما من الزعماء (في الدول "المعتدلة") حتى وإن لم يدركوا ذلك فإنهم لا يعبرون عن آرائهم بصوت مرتفع لأن الرأي العام في هذه الدولة ما زال متأثرًا بأفكار قديمة. ورغم ذلك فإن علينا أن نتخذ القرارات بموجب الوضع اليوم وليس بموجب أفكار قديمة".
وتطرقت ليفني إلى إيران قائلة إن "إيران تشكل تهديدا ليس على إسرائيل فحسب وإنما أيضا على دول عربية إسلامية في المنطقة ولا أحد في العالم العربي المعتدل يريد رؤية نجاح إيران أو حزب الله أو حماس".
وقد نقل صبان جوا عشرات الشخصيات الإسرائيلية من إسرائيل إلى واشنطن للمشاركة في أعمال المنتدى المستمرة على مدار ثلاثة أيام والمغلقة أمام وسائل الإعلام. ويشارك في أعمال المنتدى من المسؤولين الإسرائيليين كل من ليفني وبيريس وليبرمان ووزيرة المعارف يولي تامير وعضو الكنيست من حزب "العمل" عامي أيالون ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس يدلين وعدد من كبار الموظفين الحكوميين ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق أمنون ليبكين- شاحك ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق غيورا آيلاند.
وناقش المنتدى القضايا المركزية في الشرق الأوسط وشارك فيه الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وزوجته السيناتور هيلاري كلينتون المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة وشخصيات أميركية أشغلت مناصب في إدارة كلينتون بينهم مستشار الأمن القومي السابق، ساندي برغر.
المصطلحات المستخدمة:
الخط الأخضر, يديعوت أحرونوت, مجلس الأمن القومي, الكنيست, نائب رئيس الحكومة, أفيغدور ليبرمان