المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 664

عرض مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون مؤخرا خطة سياسية جديدة بديلة لخطة خريطة الطريق على الإدارة الأميركية تقضي بتوقيع اتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة حول رسم الحدود الشرقية لإسرائيل وإقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة.

 

وكشفت صحيفة "معاريف" النقاب عن هذه الخطة السياسية في مقال كتبه رئيس تحرير الصحيفة أمنون دانكنر ومراسلها السياسي بِن كاسبيت أول من أمس الاثنين 2/1/2006.

                                                              

واطلق الكاتبان على الخطة اسم "انفجار الطريق" بدلا من "خريطة الطريق" وقالا انها "الخطة السياسية الحقيقية الجاري اعدادها في الأشهر الأخيرة استعدادا لولاية حكومة شارون القادمة".


وتنطلق خطة "انفجار الطريق" من فرضية إسرائيلية مفادها انه في شهر شباط/فبراير او اذار/مارس القادمين بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية في حال اجرائها وقبل موعد الانتخابات العامة في إسرائيل في 28 اذار/مارس القادم ستبدأ "موجة إرهابية كبيرة" في الأراضي الفلسطينية.

واعتبر الكاتبان أن السلطة الفلسطينية بعد الانتخابات التشريعية لن تتمكن من نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وتفكيكها.

واردفا انه "حتى لو كانت التقييمات الاستخباراتية (الإسرائيلية) مخطئة ولن يصبح الوضع اكثر سوءا مما هو عليه اليوم فانه لا توجد أي جهة هنا (في إسرائيل) او في واشنطن او حتى في أوروبا تتوقع ان يتمكن ابو مازن (أي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) من إقامة حكم يسمح بوجود الحد الأدنى من شروط خريطة الطريق.

 

"وتبدو خريطة الطريق انها توصل لطريق مسدود ومن الناحية الفعلية يستخدمها شارون كورقة تين تخبيء وراءها الطريق السياسية الجديدة" لشارون.

وتقضي خطة "انفجار الطريق" بدخول إسرائيل والولايات المتحدة "بصفتها الشريك الطبيعي والدولة العظمى المقررة في الشرق الأوسط" في مباحثات "سرية وسريعة" تتفقان من خلالها على الحدود الشرقية لإسرائيل. 

وبحسب "معاريف" فان مجال الخلاف بين إسرائيل وأميركا في مسألة الحدود "ليس كبيرا ويتراوح الفارق ما بين 8% و12% من مساحة الضفة الغربية التي ستضمها إسرائيل اليها".

 

الجدير بالذكر في هذا السياق انه لا يؤخذ بالحسبان هنا مساحة القدس الغربية التي ضمتها إسرائيل بعد احتلالها في حرب حزيران/يونيو 1967.

 
ونقلت "معاريف" عن احد المسؤولين الإسرائيليين الذين عرضوا الخطة الجديدة على مسؤولين أميركيين قوله قبل عدة شهور ان الولايات المتحدة ستفاوض إسرائيل ايضا بصفتها "وصيا" على الفلسطينيين "غير المؤهلين لادارة شؤونهم بانفسهم".

واضافت ان "هدف إسرائيل استغلال السنتين الأخيرتين لإدارة الرئيس جورج بوش المؤيد لإسرائيل".


وتشمل الخطة الإسرائيلية الجديدة اخلاء عشرات المستوطنات وانسحابا واسعا من الضفة الغربية "يسمح باقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي في الضفة الغربية".

من جانبها ستحقق إسرائيل، اذا ما تم توقيع اتفاق كهذا، توقيعا أميركيا يضمن نفيا قاطعا لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى داخل إسرائيل وسيادة إسرائيلية على كل البلدة القديمة في القدس الشرقية فيما الأحياء العربية في القدس سيتم تسليمها للسلطة الفلسطينية لتصبح تحت سيادتها.

ولا يعتقد معدو هذه الخطة أن اتفاقا أميركيا إسرائيليا كهذا سيشكل حلا نهائيا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بل انه ستكون هناك قضايا تحتاج الى ابرام اتفاقيات حولها بين إسرائيل والفلسطينيين انفسهم "لكن هذا الأمر ليس متوقعا في المستقبل القريب او المتوسط". 

وسيتضمن الاتفاق الإسرائيلي الأميركي المزعوم استكمال بناء الجدار العازل في الضفة الغربية وحول القدس الشرقية واخلاء تدريجيًا للمستوطنات الواقعة وراء الجدار العازل ومساعدات مالية كبيرة تقدمها واشنطن لتغطية نفقات اخلاء المستوطنات واسكان المستوطنين داخل الجدار الذي سيتحول الى حدود رسمية.

 

ولفتت "معاريف" الى ان شارون يعلن طوال الوقت التزامه بخريطة الطريق "لكنه لن يظهر من خلال الخطة الجديدة انه غير صادق لان الانسحاب من الضفة سيتم بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة".

يشار الى ان الإدارة الأميركية لم تصادق بعد على الخطة الإسرائيلية الجديدة.

 

من جهة اخرى فانه تم نشر تفاصيلها في صحيفة المحافظين الجدد "كومنتاري" واثارت اهتماما في الولايات المتحدة.

اضافة الى ذلك فان وزير الخارجية الأميركي الاسبق هنري كيسنجر "الذي ربما كان احد المبادرين الاوائل للخطة" طالب إسرائيل بالحفاظ على السرية في المباحثات مع الإدارة الأميركية بهذا الخصوص "ليتم عرض الامر على الاتحاد الأوروبي والحصول على موافقته وكأن الولايات المتحدة تفرض الخطة على إسرائيل وان تكون هذه الطبخة مبهرة بمذاق معاد لإسرائيل بعض الشيء".

 

ونفى مقربون من شارون ما جاء في "معاريف".

 

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي رعنان غيسين ليونايتدبرس انترناشونال ان "النشر في معاريف ليس صحيحا وموقف شارون لم يتغير بان خريطة الطريق هي الخطة الوحيدة المطروحة".

 

واضاف ان "خريطة الطريق لم تمت بعد ونحن لا نتطلع للوصول الى خطة كالتي تحدثت عنها معاريف اليوم".

 

وتابع غيسين قائلا انه "حتى لو انهارت السلطة الفلسطينية وساد الارهاب فان الحل لن يكون من خلال خطة سرية وانما بمحاربة الارهاب".

 

ولفت غيسين الى ان هذا النشر في "معاريف" يأتي في فترة المعركة الانتخابية في اشارة الى تصريحات رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو بان "شارون سيقسم القدس وينسحب من غالبية مناطق الضفة الغربية من خلال خطة فك ارتباط جديدة" وهو ما نفاه شارون بشدة.

المصطلحات المستخدمة:

الليكود, بنيامين نتنياهو

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات