المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 908

فور الاعلان عن القمة الرباعية المصرية ـ الاردنية ـ الفلسطينية ـ الإسرائيلية المرتقب انعقادها في شرم الشيخ الثلاثاء القادم، بدأت الأوساط الإسرائيلية المختلفة في إجراء جردة بالمكاسب الإسرائيلية المتوقعة على الصعد الأمنية والسياسية والديبلوماسية وحتى الشخصية بالنسبة لرئيس الحكومة الاسرائيلية أريئيل شارون، وهو ما عبرت عنه تقارير المحللين الإسرائيليين الذين ذهب بعضهم إلى حد وصف هذه القمة بـ"قمة السلام" و"قمة نهاية الانتفاضة"، بينما رأى فيها آخرون عودة لشارون إلى سيناء "لكن ليس على متن دبابة".

 

وتحت عنوان "قمة السلام" قال المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، شمعون شيفر، إنه عندما دخل اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية، مكتب شارون في القدس لم تكن لدى شارون أية فكرة في أن الضيف جاء حاملاً دعوة للقاء بالرئيس المصري حسني مبارك.

وبحسب شيفر فقد بدأ شارون الحديث باستعراض وضع الاتصالات مع الفلسطينيين فأوقفه سليمان وطلب اليه حق الحديث وقال "الرئيس مبارك متشجع جدا مما سمعه عن الحوار بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وهو يود دعوتك انت وابو مازن الى اللقاء يوم الثلاثاء القادم في شرم الشيخ. كما ان الرئيس يعتزم دعوة الملك عبدالله ملك الاردن للأهمية الشديدة التي يوليها للحدث".

وفور الدعوة المفاجئة اقترح شارون أن يجلس سليمان ودوف فايسغلاس، كبير مستشاري شارون، في الغرفة المجاورة ليخططا للقمة معا. وفي غضون وقت قصير اتفق على القسم التصريحي والجوهري الذي سيكون ذروة القمة: المصريون جلبوا الى طاولة المحادثات موافقة فلسطينية على تصريح مشترك وخاص؛ والاسرائيليون، الذين سرهم الدور المصري الذي سيتيح مراسيم احتفالية ومثيرة للانطباع، وافقوا على ذلك.

واعتبر الكاتب سيفر بلوتسكر في "يديعوت أحرونوت" أنه بعد 52 شهرا من اندلاع الانتفاضة الثانية في تشرين الاول 2000، سيأتي اعلان إنهائها الرسمي في القمة الرباعية (شارون- ­ مبارك- ­ عبد الله- ­ أبو مازن)، والتي ستشكل إشارة الى تجديد عملية المصالحة والتطبيع بين اسرائيل والعالم العربي. وبحسب بلوتسكر تمثل "قمة نهاية الانتفاضة" قبل كل شيء انتصارا شخصيا عظيما لشارون، الذي اعتبره الرأي العام العربي قبل زمن قصير ككبير القتلة، وشارب دم الفلسطينيين، ومرفوض من أي محادثة. "فقد أثبت ثبات شارون الحازم ضد عرفات نفسه وأثمر ثمارا لاسرائيل".

واضاف بلوتسكر "أنه ستحل الصور الاحتفالية لشارون، وهو يمضي الوقت بعلاقة حميمة في صحبة ثلاثة زعماء عرب رواد، محل صور النار والقتل والارهاب والتصفيات، التي منحتها منطقتنا في السنوات الاربع والنصف الأخيرة. هذا تحول جوهري، ذو معنى تاريخي حقيقي".

 

واستعرض ألوف بن، المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، مكاسب شارون من القمة، فقال إن "الدعوة الرسمية المصرية بالنسبة لشارون، للمرة الأولى منذ توليه السلطة قبل أربع سنوات، تشير إلى نهاية العزلة الدولية. ذلك أنه إذا كان زعماء العالم العربي يستضيفون شارون فإنه سيكون ضيفا مرغوبا في كل عواصم العالم".

وأشار بن إلى أهمية القمة لشارون على مستوى الساحة الإسرائيلية الداخلية التي هي موضع قلق شديد لشارون. ولذلك فإن الصورة المشتركة مع مبارك وأبو مازن وعبدالله ستجسد للجمهور الإسرائيلي أن شارون يجلب السلام، مما سيرفع رصيده في استطلاعات الرأي العام في مقابل تراجع نقاط المتمردين من حزب الليكود. والأهم من ذلك بالنسبة لشارون بحسب بن، هو أن حركة شاس قد تقتنع بأن فك الارتباط من جانب واحد قد ذهب إلى غير رجعة، وأن الأمور تسير نحو تسوية سياسية جديدة وثنائية، وربما متعددة الأطراف. وفي مثل هذه الظروف قد تنضم "شاس" الى الائتلاف وتنقذ الموازنة وخطة شارون لفك الارتباط.

 

وأفادت "يديعوت أحرونوت" أن ثمة مكاسب ديبلوماسية قد تجنيها إسرائيل خلال هذه القمة تتمثل في ابلاغ مبارك لشارون عن اعادته السفير المصري الى اسرائيل. وتوقعت الصحيفة ان يكون السفير الجديد محمد العرابي (53 عاما)، وهو دبلوماسي كبير يشغل اليوم منصب السفير المصري في المانيا. وكان العرابي قد شغل في الماضي منصب مفوض في السفارة المصرية في تل ابيب. كما أن الملك عبدالله سيبشر هو الاخر برفع مستوى العلاقات واعادة السفير الاردني الى اسرائيل. وفي تل أبيب يقدرون بان الديبلوماسي الاردني القديم، عمر البخيت، السفير الحالي في تركيا، سيصل الى اسرائيل. وكان البخيت عضوا في الوفد الاردني الى مفاوضات السلام. (عباس إسماعيل)

 

المصطلحات المستخدمة:

يديعوت أحرونوت, هآرتس, الليكود

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات