المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

كشف تحقيق أجرته صحيفة "هآرتس" في ملحقها الأسبوعي (الجمعة) عن ظهور حركة كهانا العنصرية المتطرفة في القدس المحتلة ومستعمرات الضفة الغربية مجددا مصعدة اعتداءاتها على المواطنين الفلسطينيين وتقود حركات الشبيبة الناشطة لاحباط خطة الانسحاب من غزة. ويلفت تحقيق "هآرتس"- ظهر بعنوان "كهانا مات وحركته حية"- الى ان أتباع الحاخام العنصري مئير كهانا المحظورة رسميا في اسرائيل منذ أعوام كثيرة باتت تستقطب الآلاف من المؤيدين منهم 7400 من ابناء الشبيبة (14 الى 16 عاما) ممن تسجلوا كاعضاء في الحركة ويستعدون للانخراط في جيش الاحتلال. يشار الى ان حركة " كاخ" العنصرية تدعو الى طرد الفلسطينيين وقتلهم وكانت قد تأسست في مطلع السبعينيات على يد الحاخام المتطرف من اصل اميركي مئير كهانا الذي اغتيل اثناء زيارته للولايات المتحدة قبل نحو عشر سنوات، كما قتل ابنه في عملية فدائية نفذتها المقاومة الفلسطينية في بداية الانتفاضة الثانية.

وأشار التحقيق الى ان حركة كهانا أصبحت تضم في صفوفها شبيبة متدينة وعلمانية على حد سواء تتميز بمعظمها بانطوائيتها وبالعيش في ضائقة وبنزعتها العنيفة منوها الى انه خلافا للماضي هناك اقبال كبير على الانضمام للحركة من قبل سكان الاحياء الدينية الاصولية التي تستبدل العداء للصهيونية حتى الآن من منطلقات دينية بالتوجهات القومية المتطرفة لكنها تتمرد هي الاخرى على المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة. وشددت "هآرتس" على ان الجمهور الواسع يبدي مشاعر التضامن الصريحة مع نشطاء "الكهانية" الجديدة خلال مواجهاتهم مع رجال الشرطة في المظاهرات التي ترفع فيها شعارات مناوئة للحكومة على خلفية خطة الانسحاب من غزة. ويرى اتباع كهانا الجدد انفسهم ممثلين حقيقيين للشعب اليهودي مستوحين توجهاتهم الفكرية السياسية من التوراة ومن حركات ارهابية كانت تنشط حتى النكبة عام 48 مثل "الليحي" و"الايتسل" فينضمون الى حركة " كاخ" بحماس ويتبنون افكارها حول "تفوق العرق اليهودي" و"قتل العرب" و"حرب اعور الدجال" في نهاية العالم. ويتساءل ياردين موراج، احد قادة "كاخ" والذي ادين سابقا في تفجير عبوات ناسفة بالقرب من مدرسة للبنات في القدس الشرقية، عن سماح اميركا لنفسها بقصف حفل زفاف وقتل 150 من المشاركين فيه في أفغانستان لمجرد الظنّ بأن ابن عم اسامة بن لادن مرّ من هناك فيما "يضج" العالم عند مقتل طفلة من رفح كانت تحمل حقيبة مشكوك بها وهي تسير نحو قاعدة عسكرية. ويورد التقرير على لسان نشطاء حركة "كاخ" المتجددة انهم سئموا من الشعارات التقليدية التي يرفعها المستوطنون داعين الى "تقصير الطريق" ومعالجة العرب قبل ان يصفوا الاسرائيليين ويسيطروا على البلاد بطريقة ديمقراطية.

واضاف "علينا التخلص من العرب حالا بالطرد اولا وبقتل من يعارض بعد انذار 48 ساعة. نحن في حالة حرب ولذا ليس هناك ابرياء ولا مجال للشفقة على سيدة عجوز من رفح، فمجرد وجودها هناك هو استفزاز لنا". يشار الى ان باروخ غولدشتاين، سفاح مذبحة الحرم الابراهيمي، كان احد تلامذة مئير كهانا، كما يؤكد أيضًا موقع الحركة القائم على الشبكة المعلوماتية رغم حظرها رسميا منذ سنوات.

على صلة بذلك يتعرض الكثير من المواطنين الفلسطينيين ممن يزورون القدس الغربية الى اعتداءات دموية من قبل نشطاء شبيبة "كاخ" كما حصل للسيدة دليدا ناجيجيان وابنتها ابنة الثامنة الأسبوع الماضي. عما تعرضت له قالت دليدا "كنت عائدة وابنتي الصغيرة من مجمع تجاري في حي المالحة في القدس الغربية وفي الطريق هاجمتني مجموعة من الشابات اللاتي كن يشتمن العرب بأفظع الكلام. رموني أرضا وأوسعوني ضربا انا وابنتي ولم يتوقفن عن ضربي وطفلتي امام توسلاتي لهن. ولاحظت ان الكدمات واللكمات التي تعرضت لها طفلتي قد تركت بقعا زرقاء في كافة انحاء جسدها". واضافت باكية "لم اعرف ماذا افعل حيث استمر الكابوس زهاء الثماني دقائق وهن يركلن بأقدامهن بطني وظهري وكدت أصاب بالجنون خشية على طفلتي وقد سرقن حقيبتي قبل تركهن لنا ممددتين على الارض وسط الشارع بدون أي ذنب". وقد أعلنت الشرطة عن نيتها تقديم لوائح اتهام ضد خمسة من الفتيات المعتديات.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, كاخ, الكهانية, الليحي

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات