المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أعربت أكثرية الإسرائيليين (اليهود) في استطلاع جديد عن تأييدها التام لسياسة القمع والتدمير واستخدام القوة العسكرية المفرطة، التي تمارسها قوات الإحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين وخاصة العمليات القمعية الواسعة الأخيرة في رفح بقطاع غزة.

وطبقاً للنتائج التي توصل إليها الإستطلاع الأخير لمؤشر السلام الشهري (أيار/ مايو 2004)، الذي يشرف عليه "مركز تامي شتاينميتس لبحوث السلام" في جامعة تل أبيب، فقد أعرب 62% من المشتركين اليهود في الإستطلاع عن اعتقادهم أن "العمليات العسكرية" الواسعة التي قام بها الجيش الإسرائيلي في رفح ومخيماتها الشهر الماضي، والتي سقط خلالها عشرات الفلسطينيين ودمرت مئات المنازل، كانت "مبررة" تماماً حتى وإن كانت قد أضرت بصورة إسرائيل على المستوى الدولي.

وقال 66% من اليهود الإسرائيليين إنهم لا يشعرون بأي تعاطف مع آلاف الفلسطينيين الذين هدمت بيوتهم وأصبحوا بلا مأوى خلال العملية الإسرائيلية في رفح.

واعتبر 51% أن القوة العسكرية المفرطة، التي استخدمها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في رفح، كانت "ملائمة" واعتبر 20% أن هذه "القوة" كانت أقل من اللازم، فيما أعرب 17% فقط عن اعتقادهم أنها كانت قوة مفرطة أكثر من اللازم ولم يعط 12% رأياً.

وأعرب 70% من المشتركين اليهود في الإستطلاع عن اعتقادهم بأنه لا يتعين على إسرائيل تقديم تعويضات مالية للفلسطينيين الذين هدمت قوات الإحتلال بيوتهم في رفح، في حين أعرب 26% فقط عن رأي معاكس. ورداً على سؤال آخر اعتبر 64% من المشتركين اليهود عن اعتقادهم أن "السياسة الأمنية"، التي تتبعها حكومة اليمين بزعامة أريئيل شارون، تعتبر "سياسة ناجحة" فيما رأى 9% فقط أنها "سياسة فاشلة" وأعطى 23% علامة متوسطة لهذه السياسة الأمنية ولم يعط 4% رأياً محدداً.

وأعرب 31% عن اعتقادهم أن تدهوراً قد طرأ خلال السنة الأخيرة على وضع "الأمن القومي" الإسرائيلي فيما رأى 35% أنه لم يحدث أي تغيير في هذا الوضع مقارنة مع ما كان عليه قبل سنة، واعتبر 32% أن وضع "الأمن القومي" أصبح خلال السنة الأخيرة أفضل من حالته في السنة السابقة.

وعلى صعيد "الأمن الشخصي" أعرب 48% من المشتركين في الإستطلاع عن أن الوضع على هذا الصعيد مشابه لما كان عليه في السنة السابقة، ورأى 27% أن تحسناً قد طرأ على وضع "أمنهم الشخصي"، فيما أعرب 21% عن اعتقادهم أن تدهوراً قد طرأ خلال السنة الأخيرة على هذا الصعيد.

وفيما يتعلق بخطة الإنفصال من جانب واحد عن الفلسطينيين أظهر استطلاع "مؤشر السلام" لشهر أيار الماضي أن نسبة كبيرة (65%) من اليهود في إسرائيل لاتزال تؤيد "خطة الفصل" التي أقرتها حكومة شارون أول من أمس (الأحد) بصيغة معدلة لاتتضمن إخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة.

ورأت أغلبية الجمهور اليهودي أن العقبات التي يواجهها شارون في تأمين الأغلبية اللازمة في حزبه لدعم الخطة يجب ألا تثنيه عن المضي قدماً في هذه الخطة الأحادية الجانب. وقال 17% إن على شارون الإستقالة من منصبه في ضوء فشله في تجنيد تأييد حزبه لخطة الإنفصال، وهو ما عارضه 13% من المشتركين، في حين رأى 63% أن على شارون البقاء في منصبه ومواصلة العمل على دفع الخطة بطرق أخرى.

وبحسب نفس الإستطلاع فقد أيد 53% من المواطنيين العرب في إسرائيل خطة الإنسحاب من جانب واحد من قطاع غزة، في حين عارضها 41%. وأعرب 81% من المشتركين العرب عن اعتقادهم أن "السياسة الأمنية" التي تتبعها حكومة شارون تمثل فشلاً ذريعاً، كما اعتبر 71% من العرب أن ممارسات وعمليات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين تمثل هي الأخرى فشلاً تاماً.

وقد رست "مؤشرات السلام" لشهر أيار الماضي على النقاط التالية:

- مؤشر أوسلو: 34,2 (مجمل العينة المشمولة بالإستطلاع) و 30,6 في أوساط الجمهور اليهودي.

- مؤشر المفاوضات: 53,4 مجمل العينة و 51,2 بين الجمهور اليهودي.

وكان هذا الإستطلاع الذي أجري بين 31 أيار/ مايو و 2 حزيران/ يونيو الجاري قد شمل عينة مكونة من 589 مشتركاً يمثلون السكان البالغين في إسرائيل.

(هآرتس 7/6/2004 ، ترجمة "مدار")

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات