تناول تقرير انفردت بنشره صحيفة "معاريف" (الاثنين 17/5 ) بحثاً صادراً عن فرع جامعة "ديربي" في إسرائيل، ظهر من خلاله أن قسماً لا يستهان به من الإسرائيليين "يعانون يأساً من الوضع السياسي والعمليات الإنتحارية في البلاد، والأزمة المالية الخانقة نتيجة هذا، الأمر الذي دفع عشرات الآلاف منهم (معظمهم من أرباب العائلات) الى تقديم طلبات للهجرة الى غرب اوروبا وشمال امريكا".
كما أظهر التقرير أنه ومنذ بداية العام 2004 قدم أكثر من 40 ألف مواطن طلبات هجرة، حيث تحتل الولايات المتحدة صدارة أحلامهم ، ولا تقتصر الطلبات على شمال أمريكا وغرب اوروبا، فثمة كثيرون ممن ينوون الهجرة الى شرق اوروبا أيضًا.
ويقدر التقرير عدد المهاجرين الإسرئيليين بـ 709 آلاف مهاجر يسكن 500 الف منهم في الولايات المتحدة (حسب ما جاء في معطيات وزيرة الإستيعاب، تسيبي ليفني)، يقطن معظمهم في لوس انجلوس، ويعيش ما يقارب الـ30 الف إسرئيلي في فرنسا، بينما يعيش 20 الفا في هولندا و20 الفا في بريطانيا، و30 الفا في كندا، و16 الفا في جنوب أفريقيا، و17 الى 20 الفا في استراليا..
ما هي مسارات الهجرة؟
تناول بحث جامعة "ديربي" المذكور آلية عمل الشركات الإسرائيلية التي ترتب أوراق المهاجرين، إذ تقسم أهداف الهجرة الى مسارين، الاول هو مسار تجاري يخص رجال الأعمال ويتعلق بالهجرة لرجال أعمال إسرئيليين، إذ يتطلب هذا المسار من رجل الأعمال المهاجر إستثمار مئات الآف الدولارات في الدولة الجديدة. اما المسار الثاني فهو الشخصي، ويتطلب نقاطاً مهنية وتعليمية وخلفية ثقافية.
يكشف البحث النقاب عن الهجرة الى شرق اوروبا، خلافاً لما كان متبعاً، ويعود هذا الى سهولة نيل الجنسية. ففي تلك الأقطار يسكن الكثير من أقارب الإسرئيليين، الامر الذي يسهل نيل الجنسية، هذا إضافة الى دخول شرق اوروبا ضمن الاتحاد الاوروبي مما ساهم في رسوخ نظرة جديدة من قبل الإسرائيليين. لكن الهجرة الى شرق اوروبا، وعلى الرغم من مستوى المعيشة الذي يقل جودة عن غرب اوروبا، تتطلب دفع اموال باهظة، فمثلاً تدفع عائلة مكونة من 4 انفار مبلغ 3000 دولار للحصول على تأشيرة هجرة هنجارية او بولندية، واذا تطلب الموضوع مستندات رسمية أكثر من المطلوب فهذا سيؤدي الى إرتفاع السعر الى 8000 دولار.
ويشير التقرير الى أن قلة قليلة تحظى بتأشيرات دخول وعمل في دول تعطيهم الحق في تقديم طلبات للجنسية بعد ثلاث سنوات من المواطنة والعمل...
الوضع لا يحتمل
تحدث من خلال التقرير المنشور في صحيفة "معاريف" مواطن إسرائيلي يدعى درور (26 عاما) يسكن في منطقة الشارون، وحصل مؤخراً على جواز سفر ألماني ولا يدري حتى الآن كيفية التصرف فيه. يقول درور: "حصلت على جواز سفر الماني كون جدي وجدتي ولدا في ألمانيا وهربا منها قبل إندلاع الحرب العالمية الثانية. لم أفكر ذات مرة بالهجرة من البلاد، ولكن الوضع في الآونة الأخيرة لا يحتمل". ويضيف درور: " ما دام جواز السفر في حوزتي فلن يهمني ما يجري ابداً ، استطيع دائما ان أفتح صفحة جديدة في دولة أخرى".
لا أحد يتحمل المسؤولية
في حديث خاص لـ "المشهد الإسرئيلي" مع المتحدث الرسمي بإسم وزارة الإستيعاب الاسرائيلية، اريك بودر، قال في تعقيبه "إنه لا يمكن التأكد من هذه المعلومات المنشورة في صحيفة "معاريف" خاصة وأنه لم يقرأها". وأكد لنا أن وزارة الإستيعاب ليست العنوان لهذا الغرض.
(*)"المشهد الإسرائيلي": لكن البحث إعتمد بالأساس على معطيات من مكتب وزيرة الإستيعاب؟
(*) مرة أخرى أقول لك اننا لسنا العنوان، يمكنك التوجه الى مكتب وزير الداخلية، فمن المفروض أن يكون عندهم ردود لأسئلتك.
هذا وتحدثنا من "المشهد الإسرائيلي" مع الناطقة بإسم وزارة الداخلية، بعد أن أرشدناها الى مكان التقرير وسألناها: ماذا تعقبين؟ فقالت: "بعد التدقيق في التقرير المنشور أقول إننا لا نستطيع التعقيب على هذا الموضوع، نحن لسنا العنوان".
من العنوان؟ سألنا، فقالت "لا أدري، ربما وزارة الإستيعاب أو الخارجية"..