"التنظيم السياسي" الذي شارك فيه ممثلو أحزاب سياسية في مدينة أشكلون (عسقلان) جنوب البلاد، تحت شعار "من أجل طرد العمال العرب" ووسط حملة تشهير عنصرية بأن هؤلاء العمال "يعاكسون بناتنا"، و"يحتلون" منطقة الساحل وأماكن العمل، هو تحرك ينطلق من مقولات، ومفاهيم عنصرية خطيرة جدًا- هذا ما أكده جهاد عقل، عضو قيادة نقابة العمال العامة (الهستدروت)، في حديث مع مندوب "المشهد الاسرائيلي"، ردًا على الأنباء التي تناقلت أمر قيام مثل هذا التنظيم في الآونة الأخيرة.
وأضاف عقل: عندما طرح هؤلاء العنصريون فكرهم الداعي الى "طرد العمال العرب الاسرائيليين" من المدينة، ووصلت اخبار اجتماعهم "السري" الى وسائل الاعلام، حاول رئيس البلدية روني متسهاري التنكر لمطالب هذه المجموعة من السياسيين، قائلا "لا تدخلوني في ورطة"، مدعيًا بأنه لا يوافق على مطالب هؤلاء النشطاء السياسيين من سكان المدينة.
في الواقع، نحن نستنكر بروز مثل هذه الافكار ذات المضمون العنصري البغيض، والتي توجه سهامها القاتلة الى لقمة عيش عمالنا، في محاولة رخيصة تهدف الى طردهم من أماكن عملهم، هؤلاء العمال الأبطال الذين تركوا بيوتهم وعائلاتهم في شمال البلاد واواسطها، بحثًا عن فرصة عمل تؤمن لهم الدخل الكريم، بسبب فقدان فرص العمل في اماكن سكناهم، لا يعقل ان يقوم نفر من "السياسيين" اصحاب الفكر العنصري في هذه المدينة الجنوبية، وتحت غطاء "حفظ الشعور بالأمان والأمن لسكان المدينة"، والادعاء بأن هؤلاء العمال "يخرجون مع الفتيات"! كل هذه الادعاءات البذيئة جدًا والتحريضية – العنصرية، تعيدنا الى محطات تاريخية في حياة الشعب اليهودي نفسه الذي كان عماله أيضًا ضحية لمثل هذه الافكار الفاشية.
وزاد: لا نستغرب بتاتًا ان تتفتق أفكار عنصرية كهذه عن "قيادات محلية"، لأننا نسمع يوميًا تفوهات فاشية من قبل قيادات مركزية في الحكم ووزراء حاليين ومستقيلين، وأيضًا مُقالين، (أمثال لنداو وليبرمان وايتام وغيرهم). مثل هذه الافكار تنامت رويدًا رويدًا وكانت ضد العمال المهاجرين (الأجانب)، لدرجة ان عمليات ملاحقاتهم أصبحت ذات سمة عنصرية واضحة جدًا. وكنّا قد سمعنا يوميًا حملات الهجوم الاعلامي القمعي – العنصري ضد هؤلاء العمال. ومن ثم تحول هذا الهجوم الى هجوم فعلي من خلال عمليات الاعتقال والملاحقة، ثم الطرد البشع.
وقال أيضًا: عندما استنكرنا هذه العمليات العنصرية البشعة ضد العمال المهاجرين، والفلسطينيين أيضًا، همس البعض (منهم من ذوي القربى!) في آذاننا قائلين: لماذا تستنكرون؟ فهؤلاء "يحتلون أماكن عملنا"؟! من جهتنا قمنا بشرح وجهة نظرنا بوضوح وقلنا ان المواقف المبدئية لا تتجزأ بتاتا ومن يسمح لنفسه بتبني هذه المواقف ذات الرائحة العنصرية النتنة جدًا يقع هو نفسه ضمن هذا الفكر. ولا انسى ما قلته لأحدهم يومها في رد على سؤال: "من يوافق على طرد العمال الاجانب وملاحقتهم لمثل هذه الاسباب، سوف يعاني من نفس الفكر ويتعرض للملاحقة والطرد من مكان عمله للأسباب نفسها"! لا أقول ذلك شماتة ضد أي كان.. بل أذكر ذلك كي نعود الى انفسنا جميعًا لنرص الصفوف معا وبوحدة كأبناء الطبقة العاملة لنقف كالسد المنيع ضد هذه الافكار العنصرية البغيضة. فما حدث في أشكلون يجب أن يدفعنا بقوة للوحدة والمقاومة لهذا الفكر الفاشي الخطير على اليهود أنفسهم، وليس على العرب فقط.
وكشف عقل أن أحد الاصدقاء من سكان مدينة "أشكلون" اتصل به معتذرًا عما حدث،" وقد استغربت انه يعترف أمامي، وبجرأة، انه شارك في الاجتماع العنصري هذا. وحاول القول ان ما تم بحثه في الاجتماع ليس بالضبط ما نُشر في وسائل الاعلام! وانه يعلن معارضته لهذه المواقف العنصرية الخطيرة، وقال: وجدت نفسي محرجًا جدًا امامك وامام غيرك من الاصدقاء، لم أشارك في هذا الاجتماع لأكون مع جوقة عنصرية، فاقبل اعتذاري أنت والعمال العرب جميعًا".
وتابع: كنت مستغربًا جدًا ان يشارك هذا الصديق في اجتماع عنصري، لكني قدرت له جرأته واعتذاره، الا إنني تألمت لهذا الانزلاق الخطير لشخص خضت معه نضالات عمالية كثيرة دفاعًا عن لقمة عيش العمال وحقوقهم، ولم أنظر يوميًا ما هي هويتهم القومية. وكان آخر هذه النضالات، نضال عمال بلدية كريات غات. لا يكفي هذا الاعتذار، فما اقترحته عليه أعود وأنشره هنا: "عليك المبادرة الى خطوة معاكسة، أي حماية العمال العرب الذين يتعرضون الى هذا الهجوم العنصري في مدينتك، عندها تكون قد عوّضت عن جزء من هذا الانزلاق الخطير، وساعدت على ايجاد مناخ من التعايش بين الشعبين". لست متأكدًا من انه سيتحرك فعلا ويبادر لمثل هذه الخطوة، لأنها بحاجة الى جرأة وقوة تحمل امام هذا الهجوم العنصري – الفاشي. لكنني اعود وأقول له ولغيره ان العمال العرب سيواصلون العمل في كل مكان وسوف يتحدّون هذا الفكر العنصري وأصحابه، بالتعاون مع اخوانهم من القوى الدمقراطية اليهودية.. والمستقبل لنا وليس لأصحاب الفكر الفاشي.
رئيس بلدية أشكلون يتنصّل:
لم أدعُ الى طرد العرب من المدينة!
نفى رئيس بلدية أشكلون (عسقلان)، روني مهاتسري، ان يكون دعا الى طرد "أبناء الأقليات" من المدينة او "اغلاق المدينة في وجوههم"(!) وانما "كل ما فعلناه هو اننا توجهنا الى الشرطة وطلبنا منها فحص الشكاوى حول المضايقات التي تتعرض لها فتيات من المدينة"!! وقد جاء نفي مهاتسري هذا في محاولة للتنصل والتنكّر لما كان قد نشر، على لسان أحد مساعديه، عن انه "طلب من الشرطة تكثيف وجودها ونشاطها في مراكز اللهو والترفيه في المدينة، والتي يؤمها شبان عرب"!!
وكان مساعد رئيس البلدية قد أوضح ان توجه مهاتسري الى الشرطة جاء إثر مطالبته من قبل "شخصيات جماهيرية وممثلي جمهور في المدينة" بالعمل من اجل "إبعاد البدو والعرب الاسرائيليين عن مراكز الترفيه في المدينة، وعدم السماح لهم بالمبيت فيها"!!
وكان من بين المبادرين الى هذه "المطالبة" كل من: عضو البلدية رامي غويطة، ممثل حزب "عام إحاد"(حزب رئيس الهستدروت عمير بيرتس) وليئة ملول، رئيسة فرع حركة "شينوي" في المدينة، وبيني صباح، عضو مركز "الليكود"!
فقد ادعى هؤلاء بان "أبناء الأقليات، وبينهم بدو من النقب وعرب اسرائيليون من الشمال ممن يعملون في ورش للبناء في المدينة، يتصاحبون مع فتيات محليات من المدينة"!!
وقال غويطة: "توجد مشكلة وينبغي حلها، فورا، اما الحل فيمكن أن من يعمل هنا في ساعات النهار ينبغي أن يذهب الى بيته في المساء والمبيت هناك"!
ورد على هذه الحملة العنصرية عضو البلدية عن حركة "ميرتس"، اورن شاني، الذي قال ان هذه الادعاءات "تذكّرني، للأسف، بانظمة اخرى من فترات تاريخية اخرى.. اننا نتحدث عن ابناء أقليات يأتون الى أشكلون للعمل. اننا نتحدث عن بني بشر مواطنين في دولة اسرائيل ويتمتعون بحقوق، ومنها الحق الشرعي في التجول والترفيه في المدينة"!