نشرت الصحف الاسرائيلية، باهتمام بالغ، اليوم الأربعاء، نبأ اختيار الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائدا لحركة "حماس" في قطاع غزة خلفًا للشيخ أحمد ياسين المغدور.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر وصفته بأنه مسؤول في الجيش الاسرائيلي قوله ان سياسة الاغتيالات التي تنتهجها الحكومة والجيش الاسرائيليين ضد قادة "حماس" سوف تستمر وان "موت ياسين لا يشير الى وقف العمليات الهجومية الاسرائيلية". وزاد هذا المصدر: سنواصل عملياتنا ضد جميع القادة. لقد كان الرنتيسي هدفًا (للإغتيال) في الماضي وسيكون كذلك في المستقبل، ومثله قادة آخرين في حماس.
من ناحية أخرى، موازية ومكملة، أبرزت الصحف الاسرائيلية ايضا تفوهات قائد اركان الجيش الاسرائيلي، موشيه يعلون، الذي المح امس الى ان قادة السلطة الفلسطينية و"حزب الله" ليسوا محصنين من ضربة اسرائيلية بعد اغتيال زعيم "حماس". وقال يعلون "انني اعتقد ان ردود فعلهم على اغتيال ياسين لوحدها تشير الى انهم يدركون ان ذلك يقترب منهم". وكان يعلون يشير بتفوهاته هذه نحو الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات وزعيم حزب الله، حسن نصر الله.
ونقلت بعض الصحف عن ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي قوله ان الجيش تعقب تحركات ونشاط حزب الله ومنظمة الجبهة الشعبية-القيادة العامة بقيادة احمد جبريل، بعد اغتيال الشيخ ياسين، "وذلك من اجل منع اطلاق قذائف باتجاه اسرائيل".
وجاءت هذه الاقوال على اثر بوادر حدوث توتر على الحدود اللبنانية الاسرائيلية وقيام الجيش الاسرائيلي بقتل مقاتلين فلسطينيين في هجوم نفذه على جنوب لبنان. وقال هذا الضابط انه "في هذه المرحلة تم اتخاذ قرار يقضي بعدم فتح الملاجئ في البلدات الاسرائيلية الحدودية". واعربت مصادر في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية عن تقديرها بان رد حزب الله على اغتيال ياسين سينحصر في الوقت الحالي باطلاق قذائف، كالذي تم امس الاول. واشارت الصحف الى ان الجيش الاسرائيلي وضع المدافع بالقرب من الحدود مع لبنان.
من حهتها قالت "هآرتس" ان مداولات جرت امس (الثلاثاء) في قيادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية، تم التعبير خلالها عن تأييد ضباط لتصعيد الرد على حزب الله. وقال ضباط انهم يعتقدون بان ثمة امكانية لتغيير التوجه تجاه حزب الله والانتقال الى النهج الهجومي بشكل اكبر.
كذلك بحثت القايدة العسكرية في تصعيد عدوانها وقصف اهداف في العمق اللبناني وفي سورية، مثلما حدث في تشرين الاول الماضي عندما قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية مواقع قريبة من دمشق.
هذا، ودل استطلاع للرأي اجرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في اعقاب اغتيال زعيم ومؤسس حركة "حماس"، الشيخ احمد ياسين، ونشرته في عددها الصادر يوم، الثلاثاء، على ان 60% من الاسرائيليين يرون بعملية الاغتيال عملا صائبا فيما قال 32% فقط انه عمل غير صائب.
لكن 81% من المستطلعين قالوا ان عملية اغتيال الشيخ ياسين سوف تصعد من العمليات الاستشهادية ضد الاسرائيليين فيما اعتقد 15% انها لن تكون ذات تأثير و3% قالوا ان عملية الاغتيال ستؤدي الى خفض عدد العمليات ضد الاسرائيليين.
وأعرب 30% من الذين شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بان اغتيال الشيخ ياسين سيصعد العمليات ضد اسرائيليين في الامد البعيد. وقال 32% ان ذلك لن يؤثر على وتيرة وحجم العمليات فيما قال 32% ان اغتيال الشيخ ياسين سيؤدي الى تراجع حجم العمليات ضد الاسرائيليين.
كذلك قال 52% من المستطلعين ان عملية الاغتيال لم تغير من مدى تخوفهم بان يلحق بهم الاذى نتيجة عملية انتحارية، فيما قال 47% انهم اصبحوا خائفين اكثر وفقط 1% قالوا انهم اصبحوا خائفين اقل!