المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 859

خلال يوم دراسي في الناصرة: المجتمع المدني الفلسطيني يتعرض لمساومات وضغوطات أميركية

 ضمن استعداداتها للمشاركة في المؤتمر الذي ينظمه المنتدى الاجتماعي العالمي في البرازيل  خلال شهر كانون الثاني المقبل نظمت منظمات المجتمع المدني الفلسطيني يوما دراسيا حول "العولمة والعولمة البديلة" في مدينة الناصرة شارك فيه مندوبون عن عشرات الجمعيات الاهلية. في مداخلته حول "القضية الفلسطينية والعولمة" أشار نائب مدير عام اتحاد لجان الاغاثة الفلسطينية، جودي عبد الله، الى الضغوطات المتزايدة من قبل جهات غربية حكومية وغير حكومية على منظمات العمل الاهلي الفلسطيني من أجل فرض املاءات اجتماعية وسياسية تنسجم مع العولمة والسياسات الاميركية  . وكشف عبد الله ان وكالة التنمية الاميركية، التي كانت تقدم المساعدات لمشاريع تنموية مختلفة في الاراضي الفلسطينية، تشترط الآن المصادقة على ميزانية للفلسطينيين بقيمة 400 مليون دولار مكرسة للعامين القادمين بمواجهة النمو السكاني، بحجة "الصحة الإنجابية"  وتغيير مناهج التدريس وتعميم قيم الديموقراطية بمفهومها الاميركي. وفي اشارة للمخاطر التي تشكلها العولمة على القضية الفلسطينية وتهميش المؤسسات الوطنية أوضح عبد الله أن الوكالة المذكورة كانت خلال العام الماضي قد وظفت 188 مليون دولار لدعم مشاريع تنموية فلسطينية لكن معظمها صرف على شكل مساندة لجمعيات هلامية وشبه وهمية موالية للتوجهات السياسية الاميركية الرسمية. وتابع "هذا يضاف الى حملة الضغط على جمعياتنا الوطنية من اجل الموافقة على توقيع وثيقة لمكافحة ما يسمونه بالارهاب كشرط لتقديم الدعم كما يفعل البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية مؤخرا وهذا ما ينبغي مواجهته والتصدي له من خلال تعظيم العلاقات بين الجمعيات وبين الشعب والبحث عن ادوات بديلة للصمود كالاعتماد على المساهمات المحلية وتنمية التطوع واشراك المرأة".

 

اما مدير اتحاد الجمعيات الاهلية العربية داخل إسرائيل (إتجاه)، أمير مخول، فقد نوه الى ان النقاش حول العولمة ومفهومها يشبه الى حد كبير النقاش التقليدي حول الرأسمالية التي تتميز بعدة اوجه مختلفة ولا يمكن اتهامها بالخلو من اية ايجابيات  مثل تطور الدولة وتطور الحركة العمالية ذاتها، مشيرا الى تعريفاتها المتعددة التي يرى بعضها بأن التاريخ الانساني برمته شكل من العولمة كالفتوحات الاسلامية على سبيل المثال. واشار مخول الى التناقضات القائمة في مفهوم العولمة بالقول انها تعني من جانب واحد سيطرة قوى عظمى على خيرات العالم بدون رادع وبشكل وحشي كما حصل في القضاء على المعسكر الاشتراكي والحروب الراهنة التي تهدف الى ازالة العقبات من امامها مثلما يحصل في العراق، ومن الجانب الاخر فان العولمة هي تجسيد الاتصالات بين البشرية والتفاعل البناء فيما بينهم. واضاف "لولا العولمة لما شهدنا الملايين من الناس تخرج الى الشوارع للتظاهر ضد العدوان على العراق".

 وتساءل عما هو أصح بالقول: هل نناضل ضد النظام باكمله ام نسعى لاصلاحه من خلال مشاريع كـ"دولة الرفاه". وأضاف أن مناهضة العولمة مشروع كبير يحتاج الى وعي وجهود كبيرة بالمستوى العالمي.

واتفق مندوبو المجتمع المدني الفلسطيني في بيان ختامي على تبني الموقف الذي يدعو الى مناهضة العولمة بمفهوم الهيمنة الاميركية الاقتصادية والعسكرية على العالم وبمفهوم القمع والاحتلال والافقار.

 

 

المصطلحات المستخدمة:

المؤسسات الوطنية

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات