المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

دقائق معدودة قبل انفجار العبوة الناسفة في مدرسة جبع جنوب شرق جنين (الاربعاء 9/4)، وصلت الى اجهزة الصحفيين المحمولة بيان جاء فيه ان تنظيم "انتقام العتاة" – الذي لم تكن هويته معروفة حتى الحادث – هو المسؤول عن العملية.ومن المعلومات التي نشرتها الصحف الاسرائيلية (الخميس 10/4) يتبين ان "انتقام العُتاة" هو تنظيم ارهابي يهودي غير معروف، اعلن مسؤوليته حتى الآن عن عملية ارهابية واحدة: قبل عام انفجرت عبوة ناسفة كبيرة جدًا في ساحة المدرسة في صور باهر في القدس الشرقية المحتلة.

صحيح ان مدير المدرسة وأحد المعلمين فيها نجحا في اكتشاف العبوة بجوار ساحة المدرسة، وتم اخلاء غالبية الطلاب من المكان، لكن العبوة انفجرت وادت الى اصابة عامل في المقصف بجروح متوسطة. كما اصيب عشرة طلاب في احدى الغرف الدراسية بجراح خفيفة.

على الرغم من الوقت الطويل الذي مر منذ الحادث، لم يفلح افراد القسم اليهودي في "جهاز الامن العام" الاسرائيلي باقتفاء اثر اعضاء هذا التنظيم والكشف عن افراده.

من ناحية فعلية، فشل "الشاباك" والشرطة، خلال السنوات الأخيرة، في تحديد وكشف كل التنظيمات السرية اليهودية الناشطة، كما لم ينجحا في احباط عدد كبير من الاعتداءات ضد اهداف فلسطينية. التنظيم الوحيد الذي تم ضبطه في السنوات الأخيرة هو تنظيم "بات عين" السري، الذي تم الكشف عنه بطريق الصدفة، لدى مرور دورية للشرطة قرب مدرسة في حي الطور، بينما كان اعضاء التنظيم يضعون عربة متفجرات جلبوها للانفجار في المكان.

وتشير التقديرات الى ان ذراعين اساسيين للارهاب اليهودي موجودان في المناطق الفلسطينية اليوم. الذراع الاولى والقاتلة تنفذ اعتداءات باطلاق النار. وخلال السنتين الأخيرتين قتل اعضاؤها، من كمائن نصبوها، ثمانية فلسطينيين واصابوا آخرين.

الذراع الثانية، "الأقل نجاحا"، حاولت في السنتين الأخيرتين تركيب عبوات ناسفة وتفجيرها في قلب التجمعات الفلسطينية. خلال السنة الأخيرة تم وضع خمس عبوات ناسفة في مدارس فلسطينية وبجوار قرى فلسطينية في الضفة الغربية. ثلاث من هذه العبوات تم اكتشافها وتفكيكها قبل أن تنفجر.

مسؤولون في "الشاباك" وفي الشرطة يعتقدون بأن هاتين الذراعين تتجسدان في 2 ـ 3 خلايا ارهابية يهودية. ووفق البروفيل الذي وضعته الأجهزة الأمنية، فان الحديث هو عن تنظيمات صغيرة جدا يضم الواحد منها 2 ـ 3 أعضاء. وهؤلاء هم، في الغالب، أشخاص مهنيون تراكمت لديهم تجارب عملية في معالجة الوسائل القتالية من خلال خدمتهم العسكرية. هذه التنظيمات سرية للغاية بحيث ان افرادا قلائل فقط يعلمون بوجودها.

اكثر من 10 الاف قطعة سلاح في المستوطنات

المستوطنون يملكون اكثر من عشرة الاف قطعة سلاح – هذا ما يتضح من وثيقة داخلية في وزارة الفاع الاسرائيلية، اشارت اليها صحيفة "هآرتس" (10/4).

وتبين من رسالة ارسلتها مساعدة وزير الدفاع الاسرائيلي روت بار الى عضو الكنيست ران كوهن ان هناك 8000 قطعة سلاح شخصي موجودة في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية، اضافة الى ثلث العدد في مخازن السلاح. اما في "غوش قطيف"، التجمع الاستيطاني الاسرائيلي في قطاع غزة، فيوجد بحسب الرسالة 2600 قطعة سلاح بينها رشاشات عوزي. وتقول "هآرتس" ان النائب كوهن اعرب عن دهشته لمرور اكثر من ستة شهور على توجهه لوزارة الدفاع بسؤال عما اذا كانت هناك اسلحة اخرى غير البواريد في مخازن السلاح في المستوطنات (أي: رشاشات، مسدسات، قنابل يدوية، لبنات متفجرة الخ). وانتقد كوهين "الرد المنقوص" الذي تلقاه.

وجاء في الرسالة التي وجهها كوهن الى موفاز: "بحسب قائمة الاسلحة المفصلة في الوثيقة، يبدو ان جيشاً حقيقياً يتشكل في المناطق (الفلسطينية) يتمتع بمزايا خطيرة على مجتمع ديموقراطي".

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, الكنيست, عوزي, جيشا

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات