النقب- خاص من "وكالة نبأ للإعلام"- شهدت قرية أم متنان غير المعترف بها حكوميا في النقب، يوم 3 آذار الجاري، نشاطا عربيا غير عادي، حيث أمّ خيمة الاحتجاج، التي بناها المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها بالتعاون مع لجنة الأربعين في النقب بعد هدم عدة بيوت في المكان، المئات من عرب النقب، وشاركوا في مخيم العمل التطوعي لإعادة بناء البيوت. كما شاركوا في صلاة الجمعة، ومن ثم في المظاهرة الاحتجاجية على مفترق عرعرة النقب. وأعلن في وقت لاحق أن مخيم العمل التطوعي لإعادة بناء البيوت المهدومة سيبقى مستمرًا.
وكانت قوات كبيرة من الشرطة ترافق موظفي وزارة الداخلية ودائرة أراضي إسرائيل حاولت في الفاتح من شهر آذار الجاري إلصاق أوامر هدم لحوالي 70 منزلا في قرية السّر، التي تحاذي سجن بئر السبع المركزي، في الجهة الجنوبية من مدينة بئر السبع. وقد تصدت النساء والشباب للقوة مما حال بينها وبين إلصاق جميع الأوامر. كما تم في الغداة إلصاق أوامر هدم لحوالي 30 بيتا في قرية أبو تلول التي تم الاعتراف بها مؤخرا، وقرى غير معترف بها أخرى.
وقبل ذلك تم هدم خمسة منازل في قرية أم متنان غير المعترف بها خارج الخط الأزرق لقرية أبو قرينات التي تم الاعتراف بها مؤخرا. وتأتي هذه الخطوة للضغط على العائلات المقيمة خارج القرى للرحيل إليها.
وهاجمت القوة التي نفذت الهدم البيوت أثناء غياب الرجال، حيث تم إخراج الأطفال والنساء بصورة همجية وسط بكاء وصراخ النساء اللاتي تفاجأن بهذا العمل الإجرامي.
تأتي هذه الخطوات بعد "يوم التواصل مع العرب في النقب" الذي نظمته لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والمجلس الإقليمي ومؤسسات عربية، السبت قبل الأخير. وقد اعتبر المجلس الإقليمي هذه الخطوات تحديًا من قبل السلطات للفعاليات والتماسك العربي، وكأن هذا الهدم وما تبعه من أوامر هدم جاء كعقاب للعرب على تنظيمهم ليوم التواصل. وتوقعت مصادر المجلس أن يتعرّض النقب لتصعيد في حملات الهدم بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرّرة في 28 آذار الحالي.
وقال حسين الرفايعة، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، إن إلصاق أوامر الهدم يعني الإعداد لتنفيذ الهدم بعد الانتخابات مباشرة. وتساءل: إلى متى تريد المؤسسة الإسرائيلية أن نبقى نعيش بظروف صعبة؟. وأضاف: علينا أن نتوحد وأن لا نتهاون لأن فترة ما بعد الانتخابات ستكون أصعب، وهي فترة تطبيق عدة خطط ضدنا جلها يهدف إلى السيطرة على أراضينا وهدم منازلنا، وستتركز عمليات الهدم حول قرى مجلس أبو بسمه المعيّن وفي جميع القرى غير المعترف بها، بالأساس لإجبار الناس على دخول القرى الجديدة. وكل هذا يأتي بدعم مجلس أبو بسمه، ودائرة أراضي إسرائيل ووزارة الداخلية.