اعربت مصادر سياسية اسرائيلية في القدس الغربية عن اعتقادها بأن وزير الخارجية الامريكي كولن باول، الذي يبدأ مباحثات فلسطينية واسرائيلية في القدس الغربية ورام الله، سيحاول ان يستصدر من اسرائيل خلال زيارته اعلان تأييد عام لـ "خارطة الطريق". وترى هذه المصادر ان الولايات المتحدة ستوافق على "هدنة" بين التنظيمات الفلسطينية في المرحلة الاولى من مراحل تنفيذ الخطة الامريكية للتسوية السياسية في الشرق الاوسط، "وفقط في السياق سيطالب الفلسطينيين بالعمل ضد <<الارهاب>>.ويصل باول الى المنطقة بعد حوالي العام على اخر زيارة له الى اسرائيل وفلسطين، ومن المقرر ان يلتقي وزير خارجية اسرائيل سلفان شالوم على ان يلتقي الاحد 11 ايار رئيسي الوزراء الاسرائيلي والفلسطيني ارئيل شارون وابومازن.
ولا تعول السلطة الفلسطينية الكثير على زيارة باول، ويدرك الفلسطينيون أن زمام السيطرة في الإدارة الأمريكية في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص، في أيدي الرئيس الأمريكي، جورج بوش والمسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية.
البيت الأبيض: بوش سيستقبل شارون في 20 أيار
وفي واشنطن اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيستقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون في الولايات المتحدة في 20 ايار لاجراء محادثات حول خارطة الطريق للتسوية السياسية في الشرق الاوسط.
وقال البيت الابيض في بيان نشر على هامش زيارة الرئيس الاميركي لكارولينا الجنوبية ان "الرئيس بوش دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى واشنطن في 20 ايار ".
واضاف البيان ان "الولايات المتحدة واسرائيل تقيمان علاقات صداقة متينة وان الزعيمين سيبحثان الجهود التي تبذل من اجل ايجاد تسوية سلمية بين الاسرائيليين والفلسطينيين كما سيبحثان ايضا مختلف المسائل الثنائية والاقليمية".
وزار شارون واشنطن سبع مرات منذ توليه السلطة في اذار 2001.
بوش يقترح إقامة منطقة للتبادل الحر مع الشرق الأوسط
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اقترح الجمعة 9 ايار اقامة منطقة للتبادل الحر بين الولايات المتحدة ودول الشرق الاوسط خلال السنوات العشر المقبلة لتشجيع التنمية الاقتصادية واحلال الاستقرار في هذه المنطقة.
وقال خلال كلمة القاها في جامعة كارولاينا الجنوبية في كولومبيا (جنوب شرق) "اقترح اقامة منطقة للتبادل الحر بين الولايات المتحدة ودول الشرق الاوسط خلال السنوات العشر المقبلة من اجل ادخال الشرق الاوسط في حلقة الفرص الجديدة".
واضاف "الان مع العراق المحرر ومع حكومة جديدة للشعب الفلسطيني ومع الجهود التي يبذلها بعض القادة مثل الرئيس المصري حسني مبارك وولي العهد السعودي الامير عبد الله، فان امال السلام قد انتعشت".
ودعا الرئيس الاميركي الفلسطينيين الى اتخاذ "اجراءات ملموسة من اجل وضع حد للعنف" والاستمرار "في طريق السلام والديموقراطية".
واوضح "عندئذ، سيرى العالم العلم الفلسطيني يرفرف فوق بلد حر ومستقل".
ودعا اسرائيل ايضا الى "تخفيف الام الفلسطينيين واظهار الاحترام لكرامتهم" داعيا مجددا الى وقف الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة.
واعتبر بوش ان جميع دول الشرق الاوسط "عليها واجب" موضحا انه "يتوجب على الدول العربية ان تحارب الارهاب بجميع اشكاله وان تقر وتعترف بحقيقة حق اسرائيل في الوجود كدولة يهودية، بسلام مع جيرانها".
وذكر الرئيس الاميركي بان وزير خارجيته كولن باول سيقوم بجولة في عدد من دول الشرق الاوسط وفي اوروبا في محاولة للتوصل الى اتفاق حول "خريطة الطريق" التي قدمت في 30 نيسان وتنص على قيام دولة فلسطينية حتى العام 2005.
وقال ان "باول سيحمل معه تعهدا مني شخصيا بان اميركا ستعمل بلا كلل من اجل التوصل الى قيام دولتين: اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا الى جنب بامان وازدهار وسلام".
وفي ما يتعلق باقامة منطقة للتبادل الحر، اعتبر بوش انه "في مجمل الكوكب، ساعدت الاسواق التنافسية ومناطق التبادل الحر على قهر الفقر وعلمت الرجال والنساء عادات الحرية".
واضاف ان منطقة للتبادل الحر مع الشرق الاوسط بحلول العام 2013 ستساعد هذه المنطقة على الاستفادة منها ايضا.
وتقيم الولايات المتحدة في الشرق الاوسط اتفاقات للتبادل الحر مع الاردن واسرائيل.
ابو ردينة: خطاب بوش مشجع
وفي رام الله رحب احد مستشاري الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بخطاب الرئيس الاميريكي جورج بوش ووصفه بالمشجع مشددا على ضرورة اجبار اسرائيل على تنفيذ "خريطة الطريق".
وقال نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس ان تصريحات الرئيس الاميركي "مشجعة جدا". واضاف "نامل من الولايات المتحدة ان تجبر اسرائيل على تنفيذ خريطة الطريق دون اي ابطاء او شروط".
واكد ابو ردينة على ضرورة "انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية حتى تصبح هناك مصداقية للوضع بشكل عام خصوصا للولايات المتحدة ازاء الوضع الفلسطيني".
وكان وزير شؤون المفاوضات في الحكومة الفلسطينية صائب عريقات قد قال لوكالة فرانس برس "نامل ان تتحول رؤية الرئيس بوش الى مسار سياسي واقعي يؤدي الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي".
واكد على ضرورة ان تقود هذه الرؤية الى "الانسحاب الاسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الى جانب دولة اسرائيل".
واضاف عريقات انه يامل من وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان "ياتي خلال زيارته الى المنطقة برد اسرائيلي على خريطة الطريق كي يصار الى وضع الاليات اللازمة لتنفيذها".