المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

لا تزال قضية ترسيم مسار جدار الفصل العنصري مثار خلافات وتباينات في المواقف بين الادارة الامريكية واسرائيل، التي تناقلت محافلها الصحفية في الايام الاخيرة انباء عن "خلافات بين شارون وموفاز" تعيق إقرار مسار المرحلة الثانية من بنائه.

وبموجب هذه المحافل (هآرتس، 18/8) فإن خلافات نشبت مؤخراً بين رئيس الوزراء الاسرئيلي ارئيل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز حول موقع جدار الفصل في محيط مستوطنة اريئيل، تعيق إقرار مسار المرحلة الثانية من جدار الفصل الذي تبنيه اسرائيل حول التجمعات السكانية الفلسطينية في الضفة الغربية. وكتبت "هآرتس" ان شارون، الذي "تجاوب مع الضغوط الامريكية"، كلّف الهيئة الامنية ببلورة بدائل لمسار الجدار، "تحد من الأضرار التي يمكن أن تلحق بالفلسطينيين نتيجة لذلك". وأضافت ان وزير الدفاع شاؤول موفاز متمسك بموقفه المساند لإقامة الجدار الى الشرق من مشتوطنات ارئيل وقدوميم وعمانويل، بما يضمن بقاء هذه المستوطنات الرئيسية الواقعة في محيط مدينة نابلس، في الجانب الاسرائيلي من الجدار.

ومن المقرر ان يجري في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلي في وقت لاحق نقاش حول مسار الجدار، باشتراك شارون وموفاز وكبار مسؤولي الاجهزة الامنية الاسرائيلية. وقالت مصادر سياسية اسرائيلية انه من غير الواضح بعد ما اذا كان شارون سيطرح قضية مسار الجدار في اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية ام في جلسة الحكومة الموسعة.

وكتب المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" (18/8) الوف بن ان الخلاف حول جدار الفصل يعد من اشد قضايا الخلاف التي نشبت حتى الآن بين ادارة الرئيس جورج بوش وحكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون. واضاف ان الادارة الامريكيد، التي استجابت لطلب السلطة الفلسطينية، طلبت من اسرائيل تجميد بناء الجدار والتشاور مع واشنطن حول مساره الذي يتوغل عميقا في اراضي الضفة الغربية.

واستطرد الوف بن قائلا ان الادارة الامريكية لا تعارض فكرة اقامة الجدار بحد ذاتها وانما تتحفظ فقط من خطة بنائه في عمق اراضي الضفة الغربية. فالمسؤولون الامريكيون يرون في ذلك محاولة اسرائيلية لفرض حقائق منتهية على الارض قبل المحادثات حول الحدود الدائمة بين اسرائيل والدولة الفلسطينية المنتظرة.

من جانبها لاحظت محافل مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ان الضغوط الامريكية على اسرائيل سوف تزداد بمقدار ما يتبين ان هذه المسألة الخلافية يمكن ان تؤثر على التسوية الدائمة.

وكان شارون قد اوعز للمسؤولين في وزارة الدفاع، بعد عودته من زيارة للولايات المتحدة مطلع الشهر الجاري، باعادة النظر في مسار جدار الفصل. وخلال نقاش ترأسه شارون عرض مدير عام وزارة الدفاع عاموس يرون ما وصف بـ ثلاثة بدائل رئيسية، هي كما اوردتها "هآرتس":

ابقاء الخطة القائمة لمسار جدار الفصل على حالها، أي الى الشرق من مستوطنتي ارئيل وقدوميم

مد مر ضيق للجدار على امتداد الشارع المسمى "عابر السامرة" من الخط الاخضر حتى مستوطنة ارئيل

اقامة جدار فصل بمحاذاة الخط الاخضر اضافة الى جدار او سياج دائري حول مستوطنة ارئيل ونشر عوائق امنية اخرى اقل بروزا في المنطقة، وذلك على امتداد المسار الاصلي للجدار، الى الشرق من ارئيل وقدوميم. وبموجب الصحيفة – اوصى يرون بتبني البديل الثالث.

وكان يرون، حسب "هآرتس"، قد اعرب في نقاش سابق جرى في نسشان الماضي عن تحفظه من خطة بناء جدار الفصل في عمق اراضي الضفة الغربية، لتقديره ان الخطة ستولد مصاعب سياسية، فضلا عن ان تنفيذها ينطوي على تعقيدات هندسية وتكاليف باهظة. لهذا السبب – تكتب الصحيفة – فضل يرون اقامة الجدار بمحاذاة الخط الاخضر وايجاد حلول امنية اخرى للمستوطنات الواقعة شمال الضفة الغربية.

وساند كبار قادة وضباط الجيش الاسرائيلي خلال نقاش جرى مطلع الشهر الجاري وجهة نظر مدير عام وزارة الدفاع بهذا الخصوص. وقال رئيس جهاز "الشاباك" ظىفي ديختر ان المقطع المختلف عليه من الجدار قرب مستوطنة ارئيل لا ينطوي على اهمية كبيرة، وانه يجب العمل اولا على بناء المقاطع الهامة من الناحية الامنية. وبحسب رأي ديختر، توجد اهمية كبيرة لاسرائيل لبناء الجدا في محيط مستوطنة الكناه جنوبا حتى معسكر عوفر (قرب بيتونيا) شمال غرب القدس المحتلة، إذ يمكن انطلاقا من هذه المنطقة – بحسب ديختر – تهديد مطار بن غوريون في وسط اسرائيل.

واشارت "هآرتس" الى ان شارون وافق مبدئيا على البدائل التي طرحها يرون وكلفه بالعمل على تطويرها وعرض خطة مفصلة اكثر حول المسارات البديلة للجدار. واكدت ان اسرائيل استجابت لطلب الادارة الامريكية بالتشاور معها في مسار الجدار.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات